اختتم 32 ألفا و397 طالبا وطالبة في القسم الأدبي، أمس، آخر أيام امتحاناتهم الثانوية بمادة "الإحصاء"، مودعين بذلك مرحلة مهمّة في حياتهم، فيما ينتظر طلاب القسم العلمي البالغ عددهم 173 ألفا و108 طلاب وطالبات غدا الثلاثاء بفارغ الصبر، حتى ينهوا امتحاناتهم.
"السياسية" كعادتها تابعت آراء طلاب الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي في أمانة العاصمة، وكيف كانت الامتحانات والأسئلة عن امتحان مادتي "الإحصاء للأدبي"، و"الجبر والهندسة للعلمي".
++استيـــــاء
التقينا عددا من طلاب القسم الأدبي وأجمع غالبيتهم أن امتحان الإحصاء "جمع بين السهل والصعب"، وشكا طلاب مدارس: ابن ماجد وهائل سعيد وخالد بن الوليد، الذين يؤدون امتحاناتهم في مركز 26 سبتمبر، أن فرع التكامل في مادة الإحصاء لم يدرسوه، ووردت منه أسئلة في الامتحان، وهو ما أثار سخطهم.
واعتبر صدام البعداني -أحد طلاب القسم الأدبي في مركز26 سبتمبر- أن امتحان الإحصاء سهل باستثناء الصعوبة في سؤال التكامل، وأنه بالرغم من ذلك إجابته جيّدة، يوافقه الرأي زميله شهاب الحمادي، وأجمعا إلى جانب زملاء آخرين لهم على أن امتحان المواد: الفلسفة والتاريخ وجزء من مادة الإنجليزي، أصعب ما واجهوه خلال فترة الامتحانات، في حين أجمع طلاب آخرون في مدارس "المجد" بمنطقة الصافية على أن امتحان الإحصاء سهل جدا خصوصا بالنسبة لطلاب المدارس الحكومية، بينما واجه طلاب المدارس الخاصة بعض الإشكاليات في هذه المادة.
++سهل للطالب المذاكر
توجّهنا بعد ذلك إلى مركز مدرسة أسماء الخاص بطالبات القسم العلمي، وأجمعت عدد منهن على أن الأسئلة جزء منها صعبة وجزء سهل، وأبدين استياءهن من السؤالين الأخيرين في قسم الهندسة، وكذا السؤال الثاني في الجبر.
إلى ذلك أجمع طلاب من عدّة مدارس بأمانة العاصمة على أن الامتحان سهل للطالب المذاكر، يقول محمد القادري: "امتحان الجبر والهندسة سهل جدا، وأتوقع أن أحصل على 80 درجة في أسئلة اليوم".
من جهتهم، أشار ملاحظون في مركز الحورش (قسم علمي) إلى أنهم لا حظوا شكاوى طلاب القسم العلمي من عدم وضوح أسئلة الجبر والهندسة بعكس ما يراه الملاحظون أنها سهلة وبسيطة للطلاب المذاكرين.
++غامضة وغير مباشرة
عن امتحانات الثانوية القسم الأدبي، هناك من يقول عنها "إنها سهلة وبسيطة"، وآخرون يقولون إنها متوسطة، وجمعت بين السهل والصعب، وآخرون يصفونها بالصعبة "وكأنها عقاب من الوزارة".
وخلال مهمّة متابعة الامتحانات التقينا رئيس مركز مدرسة 26 سبتمبر الذي أدى فيه 298 طالبا يمثلون ثلاث مدارس حكومية ومدرستين خاصتين من القسم الأدبي امتحاناتهم الثانوية، محمد الحباشي، فقال: "امتحان الإحصاء لا بأس به، ولم تكن هناك شكوى محددة أجمع عليها الطلاب، وما لاحظناه وشكا الطلاب منه هو كثافة امتحان مادة القرآن الكريم وعدم كفاية الوقت وإجماع على صعوبة امتحان المواد الفلسفية؛ كونها غامضة وغير مباشرة".
ويضيف: "ولكن الحمد لله، الامتحانات داخل المركز سارت بهدوء منذ اليوم الأول وحتى اليوم الأخير، وكان لدينا 9 طلاب مكفوفين يؤدون امتحاناتهم في المركز لكنهم معفيون من امتحان مادة الرياضيات، وكذا فرعي الخط والإملاء والرسوم التوضيحية في كافة المواد، وكنا نكلف مراقبين يكتبوا إجاباتهم بعد أن يقسّموا بعدم كتابة شيئا لم يجبه الطالب الكفيف، وللأمانة الطلاب المكفوفون متفائلون أكثر من غيرهم من الأصحاء إن لم يكونوا أجابوا أفضل من غيرهم من الأصحاء، واقترح بأن يتم خلال الأعوام المقبلة فتح مراكز خاصة بالمكفوفين، وهو ما نوصي به في تقاريرنا اليومية".
++غير كافية
وأشار الحباشي إلى أن أجور المراقبين ورؤساء اللجان الامتحانية غير كافية، وأنه لا يزال العمل يتم باللائحة القديمة الخاصة بالامتحانات، والتي تنص على أنه يجب أن يؤدي 30 طالبا امتحاناتهم في كل قاعة دراسية، في حين لا تكفي القاعات لأكثر من 20 طالبا في المرحلة الأساسية و25 طالبا في المرحلة الثانوية، وأن رؤساء المراكز يضطرون لفتح قاعات أو لجان إضافية في حين لا تعتمد أجور هذه اللجان ويتم تغطيتها من أجور اللجان المعتمدة، متمنيا معالجة هذه الإشكالية خلال الأعوام المقبلة.
++أبرز الإشكاليات
عضو اللجنة العليا للامتحانات سوسن مصطفى التي التقيناها في مركز 26 سبتمبر، أمس، في مهمة رصد ورفع تقرير يومي للوزارة حول أي اختلالات تشهدها المراكز الامتحانية، أوضحت أن أبرز الإشكاليات التي رصدتها من الميدان شكاوى الطلاب حول كثافة امتحان مادة القرآن الكريم وصعوبة مادة الفيزياء والمواد الفلسفية، وكذا مادة اللغة الانجليزية لنقص عدد المدرسين في تدريس هذه المادة، في حين شكا طلاب مدارس: ابن ماجد وهائل سعيد وخالد بن الوليد، من عدم دراسة الوحدة الأخيرة في مادة الإحصاء والتي وردت منها أسئلة، وبيّنت أن الامتحانات بشكل عام تتناسب مع الفروق الفردية بين الطلاب.
+++ إطار+++
تربوي: صعوبة أسئلة الهندسة
من جهته، أكد مدرس مادة الرياضيات نصيب ردمان في تقييمه لأسئلة امتحان مادة الإحصاء لطلاب الثانوية العامة القسم الأدبي (نموذج محافظة تعز) بشكل عام كان شاملا للمنهج كاملا، ومناسبا لجميع الطلاب وشبه موضوعي، وفيما يتعلق بامتحان الجبر والهندسة لطلاب القسم العلمي أشار إلى أن أسئلة الجبر طويلة لكنها جيّدة وتناسب الطالب المذاكر في حين أن أسئلة الهندسة فيها نوع من الصعوبة.
+++ إطــار +++
مراقب: تسابق المصححين على دفاتر الامتحانات يؤدي إلى ظلم كبير للطلاب
"العالم يتقدّم ونحن لا زلنا نعمل بالطرق التقليدية العقيمة في معظم المجالات، أبرزها: تصحيح دفاتر امتحانات طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية"... هكذا يقول أحد التربويين بأمانة العاصمة ممّن عملوا فترة طويلة في مجال التصحيح والمراقبة.
ويشير المراقب -الذي طلب عدم ذكر اسمه- إلى أن أجر التصحيح لا يختلف عن أجر العاملين في العملية الإمتحانية (في المراكز) كونه ضئيلا جدا، حيث لا تتعدى أجرة الدفتر الواحد 30 ريالا للشهادة الثانوية تقسّم بين عدد من المصححين، باعتبار أن كل مصحح يتولّى تصحيح فقرة من سؤال أو سؤال معيّن من دفتر ويتولى آخر فقرة أخرى وهكذا، وأن ذلك ما يدفع بالكثير من المُصححين إما للانسحاب من عملية التصحيح؛ نظرا لقلة الأجر أو للتسابق وتصحيح أكبر قدر من الأسئلة والدفاتر بغية الحصول على أجر أكبر دون اعتماد الدِّقة في التصحيح ممّا يعني ظلم كثير من الطلاب.
الأسوأ من ذلك، أن -بحسب أحد مشرفي التصحيح في المرحلة الأساسية- أجر الدفتر الواحد في الشهادة الأساسية 11 ريالا قابلة للضريبة وتوزّع بين ثمانية مصححين (لجنة التصحيح).
السؤال الذي يطرح نفسه: هل لدى الجهات المختصة ممثلة بوزارة التربية والتعليم آلية جديدة وسليمة للقيام بهذه المهمّة على أكمل وجه، ورفع أجور المصححين ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة ليحصل كل ذي حق على حقه من الطلاب، بدلا من المقاولة، قد يكون من ضحاياها طلاب متميِّزون في حين يعطى آخرون ما لا يستحقون؟!
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق