الأحد، 13 يونيو 2010

في فعالية نظمها مركز (منارات) حول بناء القدرات:



دعوة الحكومة لتبني مكون بناء القدرات في إطار سياساتها وإستراتيجيتها وإتباع مولدات الطاقة



أكدت القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل على ضرورة أن تتبنى الحكومة مكون بناء القدرات في إطار السياسات العامة وإستراتيجيتها في مجال التنمية البشرية في مختلف مؤسساتها، وكالمثل المنظمات غير الحكومية لبناء قدرات عامليها।


وأشارت فاطمة مشهور في فعالية (النهوض بالتعليم والعمل الاجتماعي وتعزيز دورهما في التنمية وبناء القدرات) التي نظمها مركز (منارات) إلى أن برامج التنمية البشرية في العديد من البلدان تعطي اهتماماً متزايد لمكون بناء القدرات، وتؤمن له كل الإمكانات لتحقيق مقومات النجاح والاستدامة كونه يمثل العصب الحيوي لتطوير حركة ومسار العمل الوظيفي لأية مؤسسة يراد لها البقاء والنجاح والتطور والاستمرارية.
أوضحت مشهور في ورقتها (مقاربة نظرية وعملية لتأسيس مكون بناء القدرات ومتطلبات النهوض به) بأن هناك مجموعة من المقومات التي يجب تأمينها في أية مؤسسة تنموية (حكومية أو أهلية) لضمان نجاح مكون بناء القدرات أهمها الإمكانيات المالية والقوانين واللوائح المنظمة , حصر وتحديد الاحتياجات التدريبية وتأمين الاحتياجات العاجلة لبرامج التدريب خاصة تلك التي تمس السياسات العامة للحكومة، أو سياساتها القطاعية لتعزيز الاحتياجات الأساسية والمتوسطة على المدى البعيد.
وأكدت أن التدريب يعتبر نشاطاً تكميلياً للتعليم بمفهومه الأوسع، وأنه أداة معرفية لتحسين كفاءة العمل وتأمين الدافعية والإنجاز وتطوير جودة الأداء , وإن تطبيقه بالمشاركة يتطلب أن تكون المؤسسة بقياداتها وموظفيها قادرين على الحوار وتبادل الأفكار والتفكير.

سد فجوة المهارات

وتحدثت مشهور عن تقنيات التدريب والمناقشة الجماعية وتقاسم الخبرات , والأخذ بالاحتياجات التدريبية المراعية لقضايا النوع الاجتماعي , التدريب والتدريب المستمر , وقدمت رؤية مقترحة لتطوير مكون بناء القدرات , وقالت: "إذا كانت الجهة المنوطة بالتدريب مؤسسة حكومية فيجب أن تحظى بقدر كبير من الاستقلال المادي والإداري ، وإذا كانت غير الحكومية فأنها ستتمتع بلا شك بقدر واسع من المرونة في وضع السياسيات والخطط والتنفيذ كما هو الحال بالنسبة لمركز (منارات), بالتالي يجب أن يعبر البرنامج التدريبي عن الاحتياجات الفعلية والحقيقية للمتدربين وأن يتعامل التدريب مع الواقع أي سد فجوة المهارات في المسائل التي يتطلبها سوق العمل وأن يمتد ليشمل القضايا التي تهم المجتمع على المستوى المحلي والوطني , والتأكيد على المزج بين التدريب النظري والتطبيقات العملية , وأن يتناسب محتوى البرنامج التدريبي مع قدرات ومهارات ومستوى معرفة المتدربين وعقد دورات تنشيطية للإطلاع على كل ما هو جديد في مجال التدريب لضمان الوصول إلى مفهوم جودة العمل".
وبينت أساليب التدريب الناجحة وتقييمه لضمان التطوير وتحسين الآلية , أهمية تدشين مكون بناء القدرات رسميا وبحضور مؤسسات رسمية وغير رسمية, تأمين متطلبات التدريب الفعال , والتحضير الفعال لوسائل التدريب , والتي قالت أنها تتطلب صياغة استراتيجيات أساسية أهمها: استخدام أفضل الوسائل للتحضير لوسائل التدريب التي يتطلبها المكون بالحصول على المعلومات عن المتدربين ومراجعة تقييم المجموعات الأخرى التي تم تدريبها , تحليل الاحتياجات , التعرف على القضايا والموضوعات الأخرى التي تشغل بال المركز مثل مستويات الأداء أو التغيرات الإدارية المتوقعة وتخطيط القوى العاملة ، وإنتاج وسائل إعلانية ، وغيرها.

مولدات الطاقة ومهدراتها

من جهته قدم مدير التنمية البشرية في مجلس الوزراء عبدالغني اسكندر شرحا مختصرا عن (برنامج بناء القدرات الذاتية وتنمية المهارات) الذي بدأ مجلس الوزراء بتنفيذه قبل أربع سنوات بإشراف أمين عام المجلس عبدالحافظ السمه , موضحا الأسباب التي دفعتهم لتنفيذ البرنامج أبرزها: انتشار موجه من الإحباط واليأس التذمر في المجتمع وخاصة في أوساط الشباب , وغياب الرؤى والاستراتيجيات على مستوى المؤسسات والأفراد , والتركيز على عامل النجاح الخارجية ورتابة الخطاب الديني وغيرها.
لافتا إلى الأهداف الخاصة للبرنامج والذي قال أنه حقق أثرا لدى الأفراد والقيادات التي تم استهدافها على المستوى القريب والبعيد , مؤكدا أن التغيير الحقيقي يبدأ من الذات وأنه من الضروري أن يتحمل كل شخص مسئولياته في التغيير نحو الأفضل وإلا لن نستطيع تغيير الآخرين.
ونوه اسكندر إلى محتويات البرنامج ومحاوره , مبينا أن مولدات الطاقة تكمن في: التفكير الايجابي (قناعات ايجابية – الإيمان بالأهداف) , الرسالة في الحياة , الرؤية الواضحة في المجالات المختلفة , الممارسات الايجابية ,التوعية ,الأقوال , والقناعات الايجابية تجاه الآخرين (الأخوة – الحب – التسامح) , التغذية السليمة والمتوازنة , التنفس الصحيح , والحركة والتمارين الرياضية.في حين أن أبرز مهدرات الطاقة: التفكير السلبي والنوايا الفاسدة , غياب الرسالة في الحياة , عدم وضوح الأهداف , الماضي المؤلم , النقد واللوم والمقارنة , والتشاؤم واليأس والكلمات السلبية ,التوعية السلبية , وشرب المنبهات وقلة الحركة.

الأحد، 6 يونيو 2010

في فعالية نظمها مركز (منارات): دعوة إلى مساندة المؤسسات الشرعية للقيام بواجباتها وسيادة النظام والقانون وعودة العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني

أكد أكاديمي يمني أن مسئولية حماية أمن واستقرار اليمن وإخراجه إلى بر السلام مما يعانيه من صعوبات ومشاكل تقع على أبنائه جميعاً الحاكم والمحكوم، السلطة أو المعارضة , وأن حب الأوطان هو الذي يبني الأوطان ويعمرها ويحل ويفرج همومها ومعضلاتها ومشاكلها.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور عمر العمودي في الإحتفائية الثقافية الثانية التي نظمها مركز (منارات) بالعيد الـ 20 للوحدة اليمنية تعزيزا لثقافة الانتماء الوطني وتحقيق التغيير الديمقراطي إلى أن ذكرى يوم الوحدة المجيد المنجز الحضاري والتاريخي العظيم للشعب اليمني هو الخيار الوطني الشعبي العام، والقدر والمصير الذي لا رجعة فيه، لا يجوز المساس بها أو التشكيك فيها أو طرحها للنقاش والخلاف حولها.
معترفا بما يواجهه اليمن ونظامه السياسي في الوقت الحاضر من معضلات وصعوبات ومشاكل متعددة الأوجه والجوانب , وأوضح أن هناك مبادئ وعواصم يجب الإلتفاف حولها من كافة القوى والرموز أبرزها الاعتصام برعاية ونصرة وتوفيق الله حول ثوابت وقيم الأمة والشعب وأهدافها وقضاياها العليا والعمل الإيجابي والفاعل في دعم ومساندة الحكم الشرعي والقيادة الشرعية والمؤسسات الشرعية في القيام بواجباتها ومكافحة الإرهاب وبؤر العنف والفتنة الخارجة على الشرعية والنظام والقانون , وترسيخ التجربة الديمقراطية , والالتزام في عملية الحراك السياسي والاجتماعي بالنضال السلمي الحضاري والاحتكام دائماً إلى الرأي العام وإلى الشعب صاحب السيادة الحقيقية , والتزام النظام السياسي اليمني بقواعد الحكم الصالح ممثلة في الشورى والمشاركة والعدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة الواحدة.
لافتا إلى ضرورة أن تشارك الأحزاب والتنظيمات السياسية القوية المتجذرة في المجتمع السياسي في الحكم حتى وهي خارجه , وسيادة النظام والقانون على الجميع الحاكم والمحكوم, وتضافر الجهود الوطنية لتجذير وترسيخ دولة المؤسسات في المجتمع , وتطوير ثروات البلاد ومواردها وتنويعها والحفاظ عليها كونها مصلحة جميع أبناء الوطن.

وحدويات من حضرموت

من جهته سلط الباحث في مجال الفن والتراث الشعبي أمين سر (منارات) محفوظ سالم الضوء حول وحدويات من حضرموت ..موشومة شعرا , موضحا أن للثقافة الشعبية خصوصية من حيث تعبيرها عن الهوية في أزمنة التبدلات , وقال: "هي الصميم من النسيج البنائي للشخصية فردية كانت أم جماعية , والشعر يترافد مع غيره من فنون التعبير الأخرى بقدرته على تشخيص الملامح المشكلة لثقافة المجتمع والتعبير عن انتصاراته وانكساراته , وأفراحه وأحزانه , وآماله وتطلعاته".
وتطرق سالم في حديثة عن الشعر الحميني وانتشاره في حضرموت منذ وقت مبكر وكذا الشعر الشعبي , مقدما عدة نماذج مع شرح مختصر عن معاني الأبيات.
وبين سالم أنه في مختلف مراحل التاريخ عاش الحلم بإعادة تحقيق وحدة الوطن هاجساً لا يبارح وجدان الشعب اليمني , وأنه بانتصار الثورة (سبتمبر/أكتوبر) تبدى الحلم أكثر اقتراباً من يصبح واقعاً ملموساً وحقيقة ماثلة مجسدة لا مراء فيها، مدللا على ذلك ببعض القصائد الشعبية لبعض الشعراء التي عبرت عن أشواق الشعب وتطلعه لإعادة وحدته والتي قال أنه من الصعب إحصائها.

لخدمة الدفاع الوطني

إلى ذلك دعا الباحث الاجتماعي يحيى الشامي إلى عودة العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني ومراجعة جوانبه السلبية والايجابية وتحديث آلياته وبرامجه وخطط التدريب والتأهيل وتعزيز الانتماء الوطني والحياتي واللقاء الشبابي الاجتماعي التعارفي لأبناء اليمن وصولا إلى رجال أشدا قادرين على تحمل المسؤولية الوطنية بكل اقتدار وثبات.
وأشار الشامي في ذات الفعالية إلى أن ما أنفقته الدولة على الحروب الستة للقضاء على التمرد الحوثي والخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وحالة القلق المجتمعي التي رافقتها وترافقها وتأخير عملية التنمية والمبالغ اللازمة لإعادة ما دمرته الحرب، كان يمكن أن تتلاشى لو لم يتوقف العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني وتوجهاته الهادفة إلى تعميق حب اليمن ونظامه الجمهوري، بالإضافة إلى ما أنفقته وستنفقه لمواجهة ما يسمى "الحراك"، ومحاربة تنظيم القاعدة وضرب الاقتصاد الوطني والاستثمار والسياحة.
موضحا إيجابيات خدمة الدفاع الوطني والتي كانت مطبقة حتى عام 2000، على الصعيدين الأسري والاجتماعي , ورصد عدد من السلبيات التي رافقت العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني التي يجب تجاوزها.
واقترح الشامي تحويل ميزانية المعسكرات الصيفية لخدمة الدفاع الوطني وتخصيص نصف ميزانية صندوق رعاية النشء والشباب لصالح هذه المهمة، ورصد واعتماد مبالغ في الموازنة العامة للدولة مع فرض رسوم رمزية على أصحاب المصانع والشركات والبيوت التجارية من أجل تحقيق تلك الأهداف وجعلها واقعا ملموسا، مطالبا بإجراء دراسة لمعرفة جاهزية مراكز التدريب المهني وطاقتها الاستيعابية والمجالات والكوادر اللازمة لها لاستيعاب الأعداد الهائلة من المجندين وفتح فروع لمكاتب التجنيد في المحافظات لتسجيل الأعداد الكبيرة من الطلاب وترحيلهم إلى العاصمة صنعاء في المعسكر المخصص لاستقبالهم.
من جانبها أبرزت رئيس مجلة أجواء السعيد زعفران المهناء ما تناولته بعض الصحف والمجلات الغربية وبعض الكتاب الغربيون في أحاديثهم وتعليقاتهم عن تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وعظمتها.
وبينت إن التجربة الوحدوية اليمنية تتسم بالواقعية وتستند إلى العيان بما يسمح بخطوات متدرجة في هذا السبيل، لمشاريع وحدوية قادمة وتحقيق حلم العرب في التوحد , وأن الوحدة اليمنية واحدا من أبرز أحداث قرن كامل من التاريخ العربي الحديث.

في فعالية بمركز (منارات):

في فعالية نظمها مركز (منارات)

دعوة إلى مساندة المؤسسات الشرعية للقيام بواجباتها وسيادة النظام والقانون وعودة العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني



أكد أكاديمي يمني أن مسئولية حماية أمن واستقرار اليمن وإخراجه إلى بر السلام مما يعانيه من صعوبات ومشاكل تقع على أبنائه جميعاً الحاكم والمحكوم، السلطة أو المعارضة , وأن حب الأوطان هو الذي يبني الأوطان ويعمرها ويحل ويفرج همومها ومعضلاتها ومشاكلها.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الأستاذ الدكتور عمر العمودي في الإحتفائية الثقافية الثانية التي نظمها مركز (منارات) بالعيد الـ 20 للوحدة اليمنية تعزيزا لثقافة الانتماء الوطني وتحقيق التغيير الديمقراطي إلى أن ذكرى يوم الوحدة المجيد المنجز الحضاري والتاريخي العظيم للشعب اليمني هو الخيار الوطني الشعبي العام، والقدر والمصير الذي لا رجعة فيه، لا يجوز المساس بها أو التشكيك فيها أو طرحها للنقاش والخلاف حولها.
معترفا بما يواجهه اليمن ونظامه السياسي في الوقت الحاضر من معضلات وصعوبات ومشاكل متعددة الأوجه والجوانب , وأوضح أن هناك مبادئ وعواصم يجب الإلتفاف حولها من كافة القوى والرموز أبرزها الاعتصام برعاية ونصرة وتوفيق الله حول ثوابت وقيم الأمة والشعب وأهدافها وقضاياها العليا والعمل الإيجابي والفاعل في دعم ومساندة الحكم الشرعي والقيادة الشرعية والمؤسسات الشرعية في القيام بواجباتها ومكافحة الإرهاب وبؤر العنف والفتنة الخارجة على الشرعية والنظام والقانون , وترسيخ التجربة الديمقراطية , والالتزام في عملية الحراك السياسي والاجتماعي بالنضال السلمي الحضاري والاحتكام دائماً إلى الرأي العام وإلى الشعب صاحب السيادة الحقيقية , والتزام النظام السياسي اليمني بقواعد الحكم الصالح ممثلة في الشورى والمشاركة والعدالة الاجتماعية والمساواة والمواطنة الواحدة.
لافتا إلى ضرورة أن تشارك الأحزاب والتنظيمات السياسية القوية المتجذرة في المجتمع السياسي في الحكم حتى وهي خارجه , وسيادة النظام والقانون على الجميع الحاكم والمحكوم, وتضافر الجهود الوطنية لتجذير وترسيخ دولة المؤسسات في المجتمع , وتطوير ثروات البلاد ومواردها وتنويعها والحفاظ عليها كونها مصلحة جميع أبناء الوطن.

وحدويات من حضرموت

من جهته سلط الباحث في مجال الفن والتراث الشعبي أمين سر (منارات) محفوظ سالم الضوء حول وحدويات من حضرموت ..موشومة شعرا , موضحا أن للثقافة الشعبية خصوصية من حيث تعبيرها عن الهوية في أزمنة التبدلات , وقال: "هي الصميم من النسيج البنائي للشخصية فردية كانت أم جماعية , والشعر يترافد مع غيره من فنون التعبير الأخرى بقدرته على تشخيص الملامح المشكلة لثقافة المجتمع والتعبير عن انتصاراته وانكساراته , وأفراحه وأحزانه , وآماله وتطلعاته".
وتطرق سالم في حديثة عن الشعر الحميني وانتشاره في حضرموت منذ وقت مبكر وكذا الشعر الشعبي , مقدما عدة نماذج مع شرح مختصر عن معاني الأبيات.
وبين سالم أنه في مختلف مراحل التاريخ عاش الحلم بإعادة تحقيق وحدة الوطن هاجساً لا يبارح وجدان الشعب اليمني , وأنه بانتصار الثورة (سبتمبر/أكتوبر) تبدى الحلم أكثر اقتراباً من يصبح واقعاً ملموساً وحقيقة ماثلة مجسدة لا مراء فيها، مدللا على ذلك ببعض القصائد الشعبية لبعض الشعراء التي عبرت عن أشواق الشعب وتطلعه لإعادة وحدته والتي قال أنه من الصعب إحصائها.

لخدمة الدفاع الوطني

إلى ذلك دعا الباحث الاجتماعي يحيى الشامي إلى عودة العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني ومراجعة جوانبه السلبية والايجابية وتحديث آلياته وبرامجه وخطط التدريب والتأهيل وتعزيز الانتماء الوطني والحياتي واللقاء الشبابي الاجتماعي التعارفي لأبناء اليمن وصولا إلى رجال أشدا قادرين على تحمل المسؤولية الوطنية بكل اقتدار وثبات.
وأشار الشامي في ذات الفعالية إلى أن ما أنفقته الدولة على الحروب الستة للقضاء على التمرد الحوثي والخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وحالة القلق المجتمعي التي رافقتها وترافقها وتأخير عملية التنمية والمبالغ اللازمة لإعادة ما دمرته الحرب، كان يمكن أن تتلاشى لو لم يتوقف العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني وتوجهاته الهادفة إلى تعميق حب اليمن ونظامه الجمهوري، بالإضافة إلى ما أنفقته وستنفقه لمواجهة ما يسمى "الحراك"، ومحاربة تنظيم القاعدة وضرب الاقتصاد الوطني والاستثمار والسياحة.
موضحا إيجابيات خدمة الدفاع الوطني والتي كانت مطبقة حتى عام 2000، على الصعيدين الأسري والاجتماعي , ورصد عدد من السلبيات التي رافقت العمل بقانون خدمة الدفاع الوطني التي يجب تجاوزها.
واقترح الشامي تحويل ميزانية المعسكرات الصيفية لخدمة الدفاع الوطني وتخصيص نصف ميزانية صندوق رعاية النشء والشباب لصالح هذه المهمة، ورصد واعتماد مبالغ في الموازنة العامة للدولة مع فرض رسوم رمزية على أصحاب المصانع والشركات والبيوت التجارية من أجل تحقيق تلك الأهداف وجعلها واقعا ملموسا، مطالبا بإجراء دراسة لمعرفة جاهزية مراكز التدريب المهني وطاقتها الاستيعابية والمجالات والكوادر اللازمة لها لاستيعاب الأعداد الهائلة من المجندين وفتح فروع لمكاتب التجنيد في المحافظات لتسجيل الأعداد الكبيرة من الطلاب وترحيلهم إلى العاصمة صنعاء في المعسكر المخصص لاستقبالهم.
من جانبها أبرزت رئيس مجلة أجواء السعيد زعفران المهناء ما تناولته بعض الصحف والمجلات الغربية وبعض الكتاب الغربيون في أحاديثهم وتعليقاتهم عن تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وعظمتها.
وبينت إن التجربة الوحدوية اليمنية تتسم بالواقعية وتستند إلى العيان بما يسمح بخطوات متدرجة في هذا السبيل، لمشاريع وحدوية قادمة وتحقيق حلم العرب في التوحد , وأن الوحدة اليمنية واحدا من أبرز أحداث قرن كامل من التاريخ العربي الحديث.

الاثنين، 22 مارس 2010

العودي في محاضرة بمركز (منارات): على السلطة والمعارضة تعزيز الهوية والدور المدني المشترك للدولة والمجتمع وتحرير نفسيهما من القبلية



(صنعاء)ـ غمدان الدقيمي:

دعا الدكتور حمود العودي سلطة الحزب الحاكم لأن تغير ما قد فسد منها وتصلح ما يمكن إصلاحه فيها واحترام مبدأ التداول السلمي للسلطة، والمعارضة والسلطة معاً لتحرير نفسيهما من عباءة القبلية والطائفية والمناطقية وتعزيز الهوية والدور المدني والمشترك للدولة والمجتمع المدني الحديث على الصعيد الوطني والقومي والإسلامي والإنساني.
وأن يلتحم الكل مع الشعب ومصالحه الوطنية العليا بالدرجة الأولى , بدلاً من مراهنة السلطة على معادلات الخارج ومراهنة المعارضة على تقاسم الداخل بالاعتماد على الخارج.
وأشار العودي رئيس مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني في محاضرة "موقف منظمات المجتمع المدني من أزمة الوطن والحوار الوطني بين مصداقية السلطة وجدية المعارضة" ألقاها مساء الثلاثاء الماضي في مركز (منارات) إلى أن الوطن حق مقدس لكل مواطن وليس سلعة تباع وتشترى أو تركة تورث للداخل أو الخارج وهي حقيقة تاريخية عظيمة لا يمكن عكسها جهلا أو تجاهلا , وأنه ينبغي على الجميع الخروج من الصمت واللامبالاة ويتحمل مسئوليته ويؤدي واجبه في مسيرة العمل الوطني المدني والسلمي المؤطر بمنظمات المجتمع المدني ممثلةً بمجلس تنسيقها العام من أجل حماية الوحدة وتحقيق التغير الوطني الديمقراطي.
وتناول العودي في محاضرته موقف منظمات المجتمع المدني ممثلا بمجلس تنسيقها إزاء تعثر الحوار الوطني ، ومساعدة أطراف السلطة والمعارضة على الخروج من النفق المظلم وتحمل مسئولياتهم السياسية والتاريخية كما يجب قبل فوات الفرصة الأخيرة والسقوط النهائي بالوطن والمواطن في هاوية الجهل الذي يرفضه الجميع , مستعرضا في ذلك عدد من المحاور.
مؤكدا أن مجلس تنسيق منظمات المجتمع المدني يدعوا إلى وجوب استجابة السلطة والمعارضة واحترامهما للحقوق والمطالب الوطنية والشعبية من خلال: تعزيز دور مؤسسات الدولة الوطنية الحديثة وتطويرها بدءاً من مؤسسة الرئاسة ، ومؤسسة الحكومة كإدارة سياسية واقتصادية مدنية حديثة منتخبة من البرلمان، والسلطة المحلية كاملة الصلاحيات كتجسيد للشراكة الشعبة في السلطة والتنمية وفي إطار الوحدة والثوابت الوطنية العامة، وعدم الخلط بين أي من صلاحيات هذه المؤسسات التنفيذية أو تجاوز أي منها لصلاحيات الأخرى.
إلى جانب التصدي للفساد والإفساد بقوة وهيبة النظام والقانون وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وتحقيق مبدأ الشراكة السياسية والإقتصادية والإجتماعية الديمقراطية الحقة بين المركز والأطراف ، فكراً وممارسة، واعتماد مبدأ الحوار الوطني الجاد والمسئول بين كل أطياف العمل السياسي والإجتماعي الوطني تحت سقف مبادئ الثورة والوحدة والديمقراطية ، واعتباره المدخل الوحيد لتعزيز القواسم الوطنية المشتركة بين الجميع ولصالح الوطن وبمصداقية وطينة وبعيداً عن كل أشكال المكايدات السياسية أو العنف السياسي أو القوة العسكرية تحت أي مبرر ومن أي طرف كان.

استعادة دور القطاع الاقتصادي الأهلي

بالإضافة إلى تحقيق إصلاح وتغيير إقتصادي وإجتماعي جذري يرتكز على: بلورة قطاع سيادي وطني عام لأحقية الدولة كممثل للمجتمع في حماية وإدارة وتخطيط استثمار الموارد القومية الإستراتيجية العامة بما يخدم المصالح الوطنية العليا ويحقق الاستدامة للأجيال القادمة , وتعزيز دور قطاع رأس المال الوطني الخاص في الداخل أو القادم من الخارج في شتى مجالات التنمية والتقدم الإقتصادي الصناعي والزراعي والتجاري والخدمي المجزية ربحياً، وحمايتها من فساد ابتزاز المتنفذين وتأمينها بقوة القانون الضامن لحقوقها المشروعة والحائل دون ظلمها واستغلالها غير المشروع وبدعم وشراكة الدولة كرأس مال عام , واستعادة دور القطاع العام في المرتفعات الاقتصادية القومية العليا والوسطى واستعادة دور ومكانة القطاع الاقتصادي التعاوني الأهلي الذي تم تهميشه وتصفيته خطاءً كوعاء مثالي لمدخرات أفراد المجتمع الاقتصادية والاجتماعية وتحويلها إلى رافعة قوية وأكثر فاعلية في تنمية المجتمع لنفسه بنفسه.
مشددا على أهمية ضمان الحق الشرعي والوطني والمجاني المطلق لكل مواطن في صحة وتعليم سليمين وكافيين ، وقضاء عادل ومستقل، وتوفير فرص عمل ومعيشة كريمة لكل مواطن ،طبقاً لجوهر الشرع الإسلامي ومبادئ الثورة الخالدة ونص الدستور والقانون.
لافتا إلى ضرورة تمكين اليمن من القيام بدوره الوطني والقومي والإقليمي والعالمي المنقوص في عالم قرية اليوم شديدة الترابط والتأثير والتأثر ببعضها وبما يتناسب ومكانة اليمن التاريخية وإرثه الحضاري، وحجمه البشري، وموقعه الجغرافي، لأن من لا يحسن اختيار موقعه ودوره في عالم اليوم يُجبر على الوقوف حيث يريد له الآخرون أو يتعفن في مكانه.

الجمعة، 5 مارس 2010

'مشكلات التعليم في الوطن العربي 'دراسة تشخيصية من بوابة التعليم اليمني


صدر مؤخرا كتاب " مشكلات التعليم العام في الوطن العربي , اليمن نموذجا, دراسة تشخيصية للمشكلات ورؤية تطويرية للتعليم لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين" للباحث سعيد عبده أحمد مقبل।الكتاب يقع في أربعة أقسام،تناول الأول مشكلات التعليم العام في اليمن: مدخل منهجي , وفي الثاني تناول التعليم العام في اليمن مدخل نظري لدراسة المشكلات, وعرض القسم الثالث مشكلات التعليم العام في اليمن, وفي الرابع وضع الباحث رؤية لإصلاح وتطوير التعليم العام في اليمن لمواجهة تحديات القرن الحادي , وأوضح الكتاب ـ نلخصه لاحقاـ أبرز المشكلات الحرجة التي تواجه التعليم العام في اليمن و منها : انتشار ظاهرة الغش في الاختبارات المدرسية والعامة, تعيين مدراء المدارس دون معايير تربوية , ترفيع تلامذة الصفوف الأولية دون إتقان المهارات الأساسية القراءة والكتابة والحساب, غياب الوسائل التعليمية والتجارب المعملية المصاحبة للدرس, عدم توفر قاعات للمختبرات في معظم المدارس, ضعف العلاقة بين الإدارة المدرسية وأولياء أمور المتعلمين وغيرها.الجدير بالذكر أن مقبل باحث اول في المناهج وطرائق التدريس بمركز البحوث والتطوير التربوي بعدن، ‏وله مشاركات على المستوى الوطني ‏والعربي والإقليمي، وحصل على جائزة العفيف الثقافية عن التعليم ‏لعام 2006 عن دراسته "التعليم العام في اليمن الواقع ‏وأفاق دراسة تحليلية نقدية".


التأكيد على ضبط آليات ووسائل العمل السياسي والوطني وتبني صيغة فاعله للاصلاحات


صنعاء (السياسية) ـ غمدان الدقيمي: قال نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية، الدكتور عبد الهادي الهمداني، إن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انعقاد مؤتمر لندن الأخير المخصص لمناقشة مشاكل اليمن، هي حماية مصالح الدول الغربية في المنطقة، وليس من أجل شيء آخر। وأشار الهمداني، في الندوة التي عقدها مركز "منارات"، مساء الثلاثاء، لمناقشة محور "اليمن في محيطه الإقليمي وفضائه الدولي في ضوء نتائج لقاء لندن، واستشراف آفاق اجتماع الرياض"، والتي ناقشها المركز للأسبوع الثالث على التوالي، إلى أن مؤتمر لندن الذي انعقد الشهر الماضي ليس إلا تظاهرة أراد من خلالها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في دعوته لانعقاده جرجرة العالم خلفه لإثبات أنه شخصية دولية مهمة يسعى لمحاربة الإرهاب، وبالمثل فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما، والهدف تصدير أزماتهما الداخلية للخارج. وقال إن الدليل على ذلك عدم دعوة كافة المعنيين لحضور المؤتمر، بمن فيهم جامعة الدول العربية، وعدم تخصيص الوقت الكافي، حيث خصص ساعة ونصف فقط، وتم أخذ تعهد على اليمن بتنفيذ ما اتفق عليه في مؤتمر لندن للمانحين، بينما أجلت بقية المواضيع إلى مؤتمر الرياض الذي حددت له مهمة مسبقة (مؤتمر فني) لتقييم مؤتمر لندن للمانحين وما أنفق من التعهدات وما لم ينفق والمشاريع التي أنجزت والتي لم تنجز، والتهيئة للمؤتمر القادم (مؤتمر مجموعة أصدقاء اليمن) الذي سيخصص -حد قولهم- لتقديم المساعدات وما إذا كانت هناك أموال إضافية أخرى، وخلص (مؤتمر الرياض) إلى ضرورة أن يعمل اليمن على محاربة الإرهاب ومنعه من الوصول إلى مصالحهم في الدول المجاورة.


فرض قيود واشتراطاتولفت إلى أن كل هذه التحركات لم تأت بجديد، وأن اليمن لا يزال يتابع مبلغ الـ5 المليارات الذي تعهد به المانحون في مؤتمر لندن 2006، باستثناء الوعود التي قطعها المانحون. وتحدث الهمداني عن تداعيات التطورات الأخيرة التي شهدها اليمن، والتركيز عليه بخلفية مختصرة عن مؤتمري لندن الأول والثاني ومؤتمر الرياض وما خلصت إليه، والإشكالية المتعلقة بعدم قدرة اليمن على استيعاب المبلغ المتفق عليه وما دفع بالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا للقول بأن اليمن أصبح يشكل خطورة على الأمن العالمي، إلى جانب مشاكل اليمن الداخلية كالفقر والبطالة وغيرهما. ولفت إلى أن مؤتمر لندن الأخير فرض قيودا واشتراطات على اليمن، كأن تقدم المساعدات على مراحل، وألا يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية إلا بعد إتمام المرحلة الأولى، وألا تقدم المبالغ "كاش" (نقدا) وإنما لمشاريع تنموية كإنشاء الطرق وبناء المدارس والمستشفيات وتقوم بإنشائها شركات عالمية توظف أبناء كل منطقة (موقع المشروع) مكلفة من قبل المانحين وتقوم الدول المانحة بالإشراف المباشر بالتنسيق مع الحكومة اليمنية على المشاريع التي ستغطيها مخصصاتها، بالإضافة إلى أن تلتزم الحكومة اليمنية بوضع خطط تنموية للاحتياج، بما في ذلك تأهيل الشباب تأهيلا مهنيا لكي ينخرطوا في تنفيذ هذه المشاريع، وربط تقديم الدعم التنموي بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي هي واضحة في كافة المجالات.
مخاوف من التدخل الأجنبيواعتبر الهمداني -في ذات الوقت- مؤتمر لندن ناجحا نسبيا كاجتماع بحد ذاته لمناقشة قضايا اليمن، ولو أنه لا يوجد شيء ملموس أو محسوس، مؤكدا أنه مازالت هناك مخاوف من احتمالات التدخل الأجنبي المباشر في اليمن، مستدلا بقول وزير الدولة البريطاني أثناء زيارته لليمن بعد المؤتمر: "اليمن لديه فرصة ذهبية إذا ما أحسن استغلالها وقام بما عليه من الالتزامات، وإلا لا نستطيع معرفة ما سيقع". واعتبر الهمداني أن هذا هو الخطر الكبير الذي لن يستثني أحدا في اليمن وسيدخل اليمن -لا سمح الله- في مشاكل كثيرة، داعيا إلى ضرورة حسن استخدام هذه الفرصة والقيام بما هو واجب والدور المنوط بنا والتحاور حول مشاكلنا ووضع سياسة واضحة لمحاربة الإرهاب.
خلق صيغة للتعاملمن جهته أكد عضو مجلس الشورى الدكتور مطهر السعيدي أنه لا يمكن أن يمثل مؤتمر لندن علامة فارقه لليمن، إلا إذا كان محفزا ومنظم وداعما لجهود اليمن الذاتية، وأن هذا المؤتمر لم يتمخض عنه التزام شركاء اليمن بحل مشاكله نيابة عن تلك الجهات، وإنما في أحسن الأحوال ومن منظور إيجابي هو لمساعدة اليمن ضمن مهام محددة لحل مشاكله وإطلاق عمليات البناء الذاتي بجهوده وقدراته الذاتية من خلال العون الدولي. وأضاف: "بما أن اليمن قد انخرط في عملية الشراكة، بغض النظر عن ملابسات هذه الشراكة التفصيلية، فإن عليه أن يحاول خلق صيغة للتعامل في إطار هذا الواقع على النحو الذي يعزز أو يخلق معالم صيغة للمصالح المشتركة والمواءمة فيما بينها بما يحقق الصالح العام لليمن والشركاء الآخرين؛ بمعنى: تحقيق صيغة من الانسجام الموضوعي بين بنية منظمة ومحددة المعالم لمصالح اليمن وبين صيغة الاشتراطات الدولية وصيغة العمل التي تعكس المصالح الدولية".
مقومات البناء الذاتيوأشار إلى أن التحديات الملحة التي يفرضها الواقع، ومن الناحية الموضوعية، سواء من المنظور السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، هي حقائق قائمة ولا بد من التعامل معها وخلق صيغة للموائمة بين ضرورات التعامل المباشر والفاعل مع تحديات قائمة بحيثياتها وضروراتها ومتطلباتها، وبين الصيغة الملائمة لتطوير المسار الاستراتيجي وخصائصه، وضمان عدم وجود تناقض مربك يؤدي إلى التقدم خطوة والعودة للخلف خطوتين. وفيما يتعلق بقدرة اليمن على استيعاب المبالغ المخصصة في مؤتمر لندن للمانحين، أكد أن ذلك لا يمكن أن تتأسس وتتأصل إلا في إطار نسق من هذا النوع، كونه النسق الذي يحقق مقومات البناء الذاتي واستمرارية تحقيق المكاسب في مسارات العمل المختلفة.
صيغة فاعلة للإصلاحوأكد السعيدي ضرورة تنفيذ عدة نقاط من أجل تهيئة العمل الإصلاحي والتنموي بمضمونة الاستراتيجي وشروط الحد الأدنى لتحقيق النجاح التنموي في اليمن، منها: إعادة الاعتبار للفكر الاستراتيجي والنظري للوقوف أمام الاختيارات الرئيسية والمبدئية فيما يتعلق بتحديد نهج ومسار التعامل مع تحديات الواقع وبناء المستقبل، وضبط آليات ووسائل العمل السياسي والوطني من قبل كل الأطراف سواء المعارضة أو الحزب الحاكم أو غيرهما، بما يمنع التناقض والاختلافات الحاصلة اليوم، بالإضافة إلى احترام المؤسسية ومرجعية المصلحة العامة وتبني صيغة فاعلة وكاملة للإصلاح الاقتصادي والإداري، والتعامل الفاعال مع تحدي الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي بصيغ بناءة وعملية تستوعب خصوصية الواقع اليمني. وطالب بتفعيل المبادرة الإصلاحية الذاتية كمهمة وطنية لحماية اليمن من تدخلات الآخرين وتعزيز الثقة بقدرته على حل مشكاله وحماية الشراكة الدولية والإقليمية من سوء الظن وتحويلها للارتكاز على قاعدة من الثقة والتعاون والمصداقية.

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

معامل كلية الهندسة.. أجهزة تعاني الأمرين وأخرى لم تنلها الايادي خوفا من "التلف"




يستنكر عدد من طلاب كلية الهندسة بجامعة صنعاء غياب ونقص التطبيق العملي وإغلاق معامل الكلية دون الاستفادة منها، بالرغم من احتياجاتهم للتطبيق العملي الهندسي، وأشاروا إلى أن إشكاليات عدّة تواجههم في الجانب العملي (التطبيقي)، حيث لا يستفيدون منه بالشكل المطلوب، وأن التجارب التي يقومون بتطبيقها لا تفي بالغرض ولا تترسخ في ذاكرتهم إلا ما ندر، موضحين أنهم تلقوا معلومات تفيد بأن أحد أسباب ذلك عدم توفّر المعيدين بشكل كافٍ، والذين يقومون -كما هو متعارف عليه- بالإشراف على عملية التطبيق العملي، وأن المعيدين الموجودين حاليا متعاقدون مع الكلية بمبالغ زهيدة، وهو ما دفع بالكثير ممن سبقوهم إلى ترك الكلية للعمل في الشركات الخاصة.

تجهيل الأجيال القادمة؟!

أحد الطلاب أوضح أن ما شدّه إلى الالتحاق بكلية الهندسة هو كونها كلية علمية والمعيار فيها درجة الفهم عند الطالب وليس الحفظ كما في الكليات الأخرى، لكن عند ما "صرت طالبا فيها اتضح لي عكس ذلك، حيث يتوجب على الطالب حفظ ما يقوله الدكتور الجامعي حتى وإن كانت مسائل رياضية خاطئة"، معتبرا المصيبة الأكبر هي أن معامل الكلية مغلقة أمام الطلاب باستثناء بعضها التي تدرّس الأساسيات فقط।

وفي المقابل يتساءل عمّا يجري في هذا الخصوص؛ متخوفا من أن يكون الهدف هو تجهيل الأجيال القادمة؟! داعيا وزارة التعليم العالي إلى إعادة هيكلة الجامعة بشكل عام، وأن تعيرها قليلا من اهتمامها، وبالذات كلية الهندسة من حيث المعامل والمعيدين والمباني وغيرها, مقترحا إذا لم يتم ذلك تغيير اسم الكلية إلى "كلية الهندسة النظرية البحتة".

انتهى عُمرها الافتراضي

وفي هذا السياق، أوضح أستاذ هندسة القوى والآلات الكهربائية في كلية الهندسة - جامعة صنعاء، الدكتور محمد علي نصر، أن المعامل ليست مغلقة أمام الطلاب، وأنها مفتوحة، ولكن طاقتها الاستيعابية قليلة بالنسبة للأعداد الكبيرة في أقسام الكُلية، وبالنسبة للمُعدات والأجهزة التي تحتويها فهي قديمة والكثير منها انتهى عُمره الافتراضي، بل لم يعد يعمل بشكل طبيعي।

منتقدا شراء أجهزة للمعامل دون التنسيق مع الأقسام حول احتياجاتها ونوعيات وخصائص الأجهزة المطلوبة، وكذلك عدم استفادة الكلية من معمل "هاي فولتيج"، المسمى "معمل الضغط العالي"، الذي لو استثمرته الكلية -في حال تم تركيبه- سيُدر عليها عائدات مالية كبيرة، خصوصا وأنه سيتم من خلاله فحص المُولدات والمحولات الكهربائية التي تدخل البلاد، وتحديد جودتها، ومدى صلاحيتها للاستخدام.
المعامل لم تحدّث منذ افتتاح الكلية!

عميد كلية الهندسة السابق، الدكتور علي الأشول، قال لـ"السياسية": "عند ما افتتحت الكلية في الثمانينيات كانت مؤثثة تأثيثا جيّدا، ومعاملها حديثة، ويتوفر فيها كل ما يحتاجه الطلاب، والذين لا يتجاوز عددهم 600 إلى 900 طالب وطالبة، والمشكلة الحالية أن المعامل لم تحدّث منذ افتتاح الكلية، وارتفاع عدد الطلاب أضعافا مضاعفة।

وأضاف: "وللتأكيد على ذلك -باعتباري أدرس حاليا في قسم الكهرباء- فالمعامل التي صُممت لهذا القسم والحجرات تستوعب 100 طالب فقط، بينما يوجد حاليا 700 طالب، ناهيك عن طلاب التعليم الموازي، وهو ما يؤدي إلى مشكلة في التطبيق العملي، لكنها مشكلة لا تنحصر على كلية الهندسة بجامعة صنعاء، بل تعانيها جميع الجامعات الحكومية".
موضحا أنه لا يوجد شخص أو جهة معيّنة هي السبب المباشر في هذه الإشكالية التي ستنتهي بعد بناء المرحلة الثانية للكلية، والتي تأخّرت لأسباب عديدة، منها: أن المبلغ اللازم للبناء كبير جدا، ولم تستطع لا ميزانية الجامعة ولا الحكومة استيعابه، مشيرا إلى أن المشروع -حسب علمه- سينفّذ على نفقة إحدى دول الخليج؛ كونه ضمن المساعدات التي أعلنت عنها في مؤتمر لندن للمانحين، وبذلك ستنتهي الإشكاليات القائمة حاليا، خصوصا وأنه لا يُمكن إجراء أي تحديثات سواء للمعامل أم غيرها في إطار المبنى الحالي.

ما تم مناقشته لم ينفذ؟

وأكد الدكتور محمد علي نصر أن جميع الإشكاليات التي تعانيها الكلية في الجانب المعملي والعجز في الكادر التدريسي، خاصة في قسم الهندسة الكهربائية، تمت مناقشتها مع رئيس الجامعة قبل بدء العطلة السنوية للعام الدراسي 2008 – 2009، وفي اجتماع لمجلس القسم حضره (الدكتور محمد علي) مع عميد الكلية، حيث تم الاتفاق فيما يخص معامل قسم الهندسة الكهربائية بشعبه الثلاث (القوى والآلات الكهربائية، الإلكترونيات والاتصالات، التحكّم والحاسبات) بتشكيل لجنة تشتمل على دكتور متخصص من كل شعبة ومهندس من إدارة الجامعة لعمل مسح شامل للمعامل واحتياجاتها، وما المطلوب، إلا أنه وإلى الآن لم يتم شيء من ذلك، ولا حتى تكليف اللجنة.
مشيرا إلى أن التطبيق العملي للطلاب مهم جدا؛ كون الجانب الهندسي يعتمد بشكل أكبر على الجانب العملي وليس النظري، وأن الجانب العملي بشكل أدقّ يبلور ما يتلقاه الطالب نظريا، ويعطيه معلومات وخبرات أعمق تفيده في حياته الدراسية والعملية، ويزيل الحواجز التي تعيق الطالب عن التعامل مع المُعدات والأجهزة الهندسية مستقبلا.
"نقدّم بحدود الإمكانيات"

وأضاف نصر قائلا: "هناك إشكالية قد يواجهها الطلاب في حياتهم العملية مستقبلا نتيجة لعدم استيعابهم للجانب العملي بشكل أفضل ،خاصة وأن هناك تخصصات تحتاج إلى جانب عملي مكثّف كتخصصات: هندسة الإلكترونيات والاتصالات وهندسة الحاسبات (الكمبيوتر) والتحكّم، والتي لا يغطي فيها الجانب النظري ما يتطلب من المهندس الخريج، لكننا في حقيقة الأمر نقدّم لطلابنا أكبر قدر في الجانب العملي في حدود الإمكانيات المتوفِّرة لدينا في المعامل"، موضحا أن من يقوم بتدريب الطلاب على التطبيق العملي هو المعيدون وفنيو المعامل، ومن ثم يقوم أساتذة المواد بالإشراف على العملية بشكل عام।


واقع واحتياجات المعامل؟

"السياسية" قامت بعد ذلك بجولة استطلاعية في عدد من معامل الكلية، ورصدت واقعها واحتياجاتها، والتقينا هناك بالمهندسين الفنيين، وقدموا شرحا مفصلا عن ماهيتها ومهامها।

وطالب الغالبية منهم بصيانتها (الأجهزة)، وتوفير قطع الغيار لبعضها، والتي لا تتواجد في اليمن كما هو الحال في جهاز قياس السريان في التربة، في معمل الهيدروليك، وكذا جهاز الشبكات وغيرهما من الأجهزة في بقية المعامل.
ففي الوقت الذي يحتاج فيه معمل الفيزياء للتقنيات الحديثة (أجهزة الكترونية)، يطالب معمل الهندسة الصحية المتخصص في تحاليل مياه الشرب والصرف الصحي بمواد كيميائية وأجهزة قياسية، حيث لا يوجد فيه حاليا سوى جهازين قياسيين، أحدهما لا يعمل (عاطل)، وفي معمل الهيدروليك هناك أجهزة لم يتم استخدامها منذ أن تم شراؤها (جهاز القنوات المفتوحة) والذي لا يعرف الفني بالمعمل تشغيله، ويحتاج إلى دورة تدريبية ليتمكن من تشغيله، وبقية الأجهزة أيضا.
وبالرغم ممّا سبق من رصد للمعامل إلا أنها تبدو أفضل حالا من غيرها، خصوصا وأنها تابعة للقسم المدني فقط لا غير، علما بأن المبنى الحالي لكلية الهندسة الذي أفتتح عام 1983 -بحسب نصر- لم يُبنَ على أساس أن يكون كلية هندسة، وإنما قسم للهندسة المدنية فقط، على أن يضم إليه لاحقا قسما للهندسة الكهربائية، وبعدها أقساما أخرى.
وأضاف "لكن للأسف وإلى الآن تُدار في هذا المبنى أربعة أقسام (هندسة كهرباء، هندسة مدنية، هندسة ميكانيكية، هندسة معمارية) وبشعبها المختلفة، وبنظامين (عام وموازي)، بالإضافة إلى الدراسات العُليا (الماجستير) في قسمي الهندسة الكهربائية والمدنية، وهو ما يسبب إشكالية للعملية التعليمية في الكلية.

احتياجات أخرى؟

إلى هنا والصورة واضحة، بل إن وضع المعامل التابعة للأقسام الأخرى أكثر سوءا، فمركز الحاسب بالكلية يحتاج إلى أجهزة كمبيوتر وخازنات كهربائية وسيرفرات حديثة وتكييف للقاعة، خصوصا وأنه يوجد فيه حاليا أجهزة كمبيوتر بنتيوم 4 مع خازن قديم جدا، وكذلك السيرفر الذي يحتاج إلى تحديث لزيادة سرعته।

غرفة صغيرة جدا تسمى مجازا "معمل قياسات + معمل دوائر كهربائية + معمل نظم الكترونية" كل هذه المعامل في تلك الغرفة الصغيرة التابعة لقسم الهندسة الكهربائية تحتاج إلى فصل عن بعض البعض، وتوفير جميع الأجهزة المتطلبة، منها: "وات ميتر جهاز قياس القدرة الكهربائية، جهاز قياس المكثفات والملفات، جيلفانو ميتر، و20 جهاز ديجيتال مولتي ميتر حيث يوجد حاليا 11 جهازا من هذا النوع، ثلاثة منها فقط تعمل، وغيرها من الأجهزة) في المقابل يتوفّر في معمل الآلات والقوى كل الأجهزة الحديثة، لكنها تتواجد في فصل دراسي صغير جدا، وهو بحاجة إلى قاعة معمل خاصة وواسعة.
وفي الوقت الذي لم نتمكّن فيه من زيارة كل المعامل، خاصة وأن غالبيتها كانت مُغلقة أثناء زيارتنا للكلية على مدى يومين متتاليين، كمعمل الجُهد العالي والورشة وغيرهما، يطالب معمل الالكترونيات التابع لقسم الهندسة الكهربائية بتوسعة الغُرفة الخاصة ومضاعفة الأجهزة الموجودة حاليا، والتي لا زالت كما هي منذ عام 89.
ويطالب عدد من الفنيين في المعامل بدورات تدريبية ليتمكّنوا من تأدية الدور المطلوب منهم، وكذا بدل مخاطر، وتسوية أوضاعهم، إما إداريين أو معيدين؛ بهدف الحصول على الدرجات المستحقة ضمن السلّم الوظيفي.

علم متجدد...

ويطالب أستاذ هندسة القوى والآلات الكهربائية بكلية الهندسة - جامعة صنعاء، الدكتور محمد علي نصر، في هذا الصدد، بتوفير احتياجات الطلاب الدراسية وتأهيل مواقع التعليم، خاصة التي لها علاقة بالجوانب العملية (كليات الهندسة) بحيث تكون مخرجاتها قادرة على المنافسة في أسواق العمل "ما لم سنتخلف كثيرا عن العالم وسنظل دائما في مؤخرة الصفوف"।

داعيا إلى الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة, لافتا إلى افتقار كلية الهندسة والمكتبات الجامعية بشكل عام لأبسط الاحتياجات من الكُتب والمراجع (خمسة مراجع لكل مادة على الأقل) والمجلات العلمية (المحتوية على الأبحاث العلمية في العالم) بالرغم من أهميتها للطلاب، خصوصا وأن علم الهندسة متجدد، وبشكل يومي يتم اختراع كل جديد، وهو ما تم بعد ثورة الكمبيوتر.

عمادة الكلية!

من جهته، أكد عميد كلية الهندسة بجامعة صنعاء الدكتور حسان عبد المغني العجز الكبير في معامل الكلية، خصوصا معامل قسم الهندسة الكهربائية؛ معترفا بمعاناتهم في هذا الجانب، ومن شحة الإمكانيات، وأنه لا يمكن الارتقاء بالمعامل إلا بوجود الإمكانيات، موضحا أن عمادة الكلية شكلت لجانا لدراسة احتياجات المعامل، وتم الرفع بها إلى رئاسة الجامعة، خاصة الأجهزة الكبيرة التي تلبِّي بعض المتطلبات، والبعض الآخر لا يلبّى نتيجة للإمكانيات، أما بالنسبة لبعض الأجهزة البسيطة توفّرها الكلية باستمرار من إيراداتها، حيث أنفقت خلال العام الجاري 160 ألف دولار لتحسين معامل قسم الهندسة الكهربائية، وسبعة ملايين ريال لتحسين معامل الهندسة المدنية।

وأشار حسان إلى أن عائدات الكلية من بعض المعامل التي تقدّم خدمات للقطاع الخاص (معمل مواد البناء مثلا) ليست بالشكل الكبير، وأن هناك لائحة تنظمها، والتي تُحدد نسبة للفنيين العاملين ونسبة للصيانة ونسبة للكلية، وأخرى كاحتياطي عام للمركز الاستشاري الهندسي، وأن المهرجان الهندسي الأول، الذي أقيم في الكلية في يونيو الماضي للترويج للمركز ودعوة الشركات للفحص لدى معامل الكلية، أدى إلى تحسن الإقبال نوعا ما، داعيا الدولة إلى الترويج لهذا الجانب.
لافتا إلى حاجة الكلية للمعيدين، والتي لم تحظَ بنصيبها من الدرجات منذ خمس سنوات، بالرغم من مطالبتها المستمرة للجامعة، باستثناء هذا العام بعد توجيه فخامة رئيس الجمهورية في حفل "يوم العلم" باستيعاب الأوائل كمعيدين، منوها إلى أنهم قاموا بالتعاقد المباشر مع معيدين، حيث يبلغ عددهم حاليا 30 معيدا، موزعين على مختلف الأقسام.
وطالب حسان بتوريد حصة الكلية من عائدات التعليم الموازي إلى حسابها الخاص بحسب اللوائح المنظِّمة، والتي ستساعد -حد قوله- في تحسين الأداء والمعامل والنهوض بالكلية في شتى النواحي.
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي: