الأربعاء، 25 فبراير 2009

تجدد أزمة الصومال والمدنيون أولى الضحايا فهل من تدخل عربي؟



عودة الأحداث الدامية خلال اليومين الماضيين (الرابع و العشرين و الخامس و العشرين من فبراير الجاري ) إلى الصومال أثار ت غضب الشارع العربي و المجتمع الدولي ( المحافظ ) ناهيك عن أثار الهلع و الخوف بين أوساط المواطنين الصوماليين الذين يعدون وقودا للصراع ولا يدرون متى سينتهي؟.
ومما لاشك فيه أن ألاشتباكات العنيفة التي جرت في مقديشو ومدن أخرى بالصومال خلال اليومين الماضيين بين القوات الموالية للحكومة الصومالية و مسلمين إسلاميين وراح ضحيتها حوالي 70 شخص ما بين قتيل و جريح تنعكس نتائجها السلبية أولا و أخيرا على المواطنين وتضاعف معاناتهم وتهجيرهم .
و المتابع للوضع الداخلي للصومال يدرك حجم معاناة المواطنين هناك و الآثار الإيجابية لاستقرار أي بلد بل وأهمية الاستقرار الاجتماعي و السياحي و الاقتصادي و الثقافي في أي بلد و احتواء المشاكل بقد الإمكان وحل الخلافات التي تظهر بين أطراف العمل السياسي في هذا البلد أو ذاك بمنهج الحوار البناء و المتزن (اليمن خير مثال على ذلك فيما يخص قضية الانتخابات التي حسمت مؤخرا).
وفي كل الأوقات المدنيون هم أولى ضحايا المعارك سواء كانت بين دولة و أخرى أو بين الفصائل بعضها البعض في دولة واحدة و المدنيون في المعارك الأخيرة التي هزت وتهز العاصمة الصومالية منذ سنتين هم أولى الضحايا حيث يشن المسلحون الإسلاميون بانتظام هجمات على قوات الأمن أو قوات السلام الأفريقية انطلاقا من مناطق كثيفة السكان مما يؤدي إلى رد عشوائي بالمدفعية الثقيلة .
وكم نحن غيورين وكالمثل كل عربي وحدوي أن نرى الأمن والأمان والاستقرار يعم الصومال الشقيقة و التي لاشك أن استقرارها أضحى له أهمية كبيرة للمنطقة العربية بشكل عام فالقرصنة التي شهدها خليج عدن و المياه الدولية المجارة لها مؤخرا ليست إلا نتيجة واحدة من نتائج انعدام الأمن و الأوضاع الداخلية للصومال وكانت النتيجة غير المحمودة للعرب جميعا نشر قوات دولية و أساطيل و سفن حربية من قبل الدول الكبرى و الغربية في المياه الدولية وخليج عدن وما جاوره لحماية مصالحها وسفنها الناقلة للبضائع و التي تمر عبر هذه المياه من اعتراض القراصنة لها ولا يستبعد أن الغرب لهم مأرب أخرى من تواجدهم في المياه المذكورة؟؟ .
ومن هذا المنطلق لا يسعنا إلا أن ندعو للرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف شيخ احمد بالتوفيق في مهامه التي حددها منذ توليه الرئاسة بالوحدة والحوار و المصالحة دون شروط مسبقة بينه وبين خصومه في الصومال ونتمنى أيضا أن يكون هناك تدخل عربي بقيادة رؤساء عرب لحل الأزمة الصومالية والتي ستنعكس إيجابا على المنطقة العربية بشكل عام أما إذا ظل الحال على ما هو عليه فالنتائج سلبية وتضر بمصلحة المنطقة العربية كافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق