عدن – لندن " عدن برس " خاص : 23 – 2 – 2009
في حلقة أخرى من حلقات الإهمال والتراخي التي لحقت بالمؤسسات الحكومية في الجنوب فُجع منذ أسبوع مهندس عدني شاب بوليده الأول في يوم مولده المحدد وذلك بعد أن وُلد ميتاً في مستشفى الشعب في عدن المعروف سابقاً بمستشفى الصين. وقد حصلت الفاجعة عندما هرع المهندس الشاب م.ج.ج بزوجته إلى المستشفى في الخامسة فجراً بعد أن شعرت بأوجاع الولادة. فحص التمريض الأم ووضع حالة الولادة عندها ثم اتصلوا بكل من طبيبة النساء وأخصائي التخدير الـ(On Call) في الثامنة صباحاً.
اعتذرت الطبيبة غ.خ (On Call) عن الحضور لأنها تود البقاء مع أسرتها فبدأ البحث عن أخصائية نساء وولادة أخرى وإلى طبيب تخدير. رفض طبيب التخدير الحضور إلا حين إحضار طبيبة النساء. فأتصلت الطبيبة غ.خ بالطبيية أ.م في الساعة الحادية عشرة لتحضر بدلأً عنها وذلك بعد أن بدأت الأم الحامل بالنزيف. وبهذا يكون الأمر قد أخذ بضعة ساعات للتواصل مع كل طبيب من الأطباء الثلاثة رغم أنهم جميعاً يسكنون قرب المستشفى وذلك بسبب غياب جدول مناوبات مُلزم للجميع.
وبعد أن وصلت طبيبة النساء أ.م إلى المستشفى الذي يقع في نهاية الشارع الذي تسكن فيه في الواحدة والنصف ظهر الجمعة كانت فترة بقاء الأم الحامل في المستشفى قد قاربت الثمان ساعات. وحين رأت حالة المريضة قررت إجراء عملية قيصرية على الفور بسبب تدهور حالة الأم وحالة الجنين. وحينها بدأ السؤال عن طبيب التخدير فكان الرد أنه يصلي الجمعة. وبعد انتهاء الصلاة أفاد طبيب التخدير أنه (معزوم) على وجبة غذاء في أحدى قاعات الأفراح القريبة من المستشفى وسيأتي بعدها.
أتى طبيب التخدير في الساعة الثانية والنصف ظهراً وأستغرق الأمر ساعة لوضع المريضة على طاولة العمليات. وبعد تخدير المريضة والبدء بإجراء العملية في الثالثة والنصف عصراً أخذت المريضة بالصراخ وذلك بسبب إحساسها بالألم النتاج عن استخدام المشرط والناتج عن فشل التخدير. وبعد زيادة جرعة التخدير استمرت الطبيبة بالعملية التي نتجت عن جنين متوفي كان قلبه ينبض بالحياة قبل ساعات منتظراً لحظة خروجه إلى الدنيا ولم يعلم أنه سيخرج إلى الدنيا في مستشفيات عدن.
جن جنون الأب والجد وباقي أفراد الأسرة وقد رأوا بأم أعينهم سبب وفاة الجنين وسبب تعريض حياة الأم للخطر فما كان من طاقم المستشفى إلا تهريب المخدر. فبدأ الجد بالصراخ والشكوى وقابل مدير المستشفى أ.ع.خ الذي كان رده فاجعة أخرى. إذا قال للجد المفجوع (خلاص معليش, كلنا أبناء منطقة واحدة, ومعنا انتخابات, أنا باحاسابهم) فذهب الجد يركض إلى إحدى كبريات الصحف الأهلية العدنية فوجد منهم الرد ذاته. وأنهم قد ينشرون الخبر بعد بضعة أيام إذا لم يتم التحقيق وهذا ما كان.
تنقل الجد المفجوع لأكثر من أسبوع بين المجلس المحلي ومكتب محافظ عدن إلى وزارة الصحة إلى الصحف الأهلية وإلى مختلف الهيئات الحكومية والمدنية في محافظة عدن ولم يجد منها إلى نفس الرد (خلاص معليش. مافيش داعي للإحراج, قضاء وقدر, معنا انتخابات, سنشكل لجنة ما يهمك). وأثناء تنقله وجد بعض الحالات المشابهة لحالة حفيده والتي عجز أصحابها عن محاسبة المتسببين بمآسيهم وذلك بسبب التستر والتراخي وغياب مبدأ الثواب والعقاب الذي لحق بمستشفيات عدن بعد حرب 1994.
والجدير بالذكر أن الميزانية السنوية لمستشفى الثورة في صنعاء البالغة ثلاثة مليار ريال تزيد بمليار ريال عن الميزانية الإجمالية لمحافظة عدن بسكانها المليون وبجميع مستشفياتها ومرافقها. إذ لا تتجاوز ميزانية محافظة عدن الملياري ريال في الوقت الذي ترسل فيه محافظة عدن ما يقارب الأربعين مليار ريال سنوياً إلى صنعاء. كما أن صنعاء تُخصص عشر وظائف فقط للقطاع الصحي في عدن سنوياً يتم الاستيلاء عليها مركزياً في الغالب. وهي تشمل توظيف أطباء وممرضين ومقدمي رعاية طبية آخرين.
في حلقة أخرى من حلقات الإهمال والتراخي التي لحقت بالمؤسسات الحكومية في الجنوب فُجع منذ أسبوع مهندس عدني شاب بوليده الأول في يوم مولده المحدد وذلك بعد أن وُلد ميتاً في مستشفى الشعب في عدن المعروف سابقاً بمستشفى الصين. وقد حصلت الفاجعة عندما هرع المهندس الشاب م.ج.ج بزوجته إلى المستشفى في الخامسة فجراً بعد أن شعرت بأوجاع الولادة. فحص التمريض الأم ووضع حالة الولادة عندها ثم اتصلوا بكل من طبيبة النساء وأخصائي التخدير الـ(On Call) في الثامنة صباحاً.
اعتذرت الطبيبة غ.خ (On Call) عن الحضور لأنها تود البقاء مع أسرتها فبدأ البحث عن أخصائية نساء وولادة أخرى وإلى طبيب تخدير. رفض طبيب التخدير الحضور إلا حين إحضار طبيبة النساء. فأتصلت الطبيبة غ.خ بالطبيية أ.م في الساعة الحادية عشرة لتحضر بدلأً عنها وذلك بعد أن بدأت الأم الحامل بالنزيف. وبهذا يكون الأمر قد أخذ بضعة ساعات للتواصل مع كل طبيب من الأطباء الثلاثة رغم أنهم جميعاً يسكنون قرب المستشفى وذلك بسبب غياب جدول مناوبات مُلزم للجميع.
وبعد أن وصلت طبيبة النساء أ.م إلى المستشفى الذي يقع في نهاية الشارع الذي تسكن فيه في الواحدة والنصف ظهر الجمعة كانت فترة بقاء الأم الحامل في المستشفى قد قاربت الثمان ساعات. وحين رأت حالة المريضة قررت إجراء عملية قيصرية على الفور بسبب تدهور حالة الأم وحالة الجنين. وحينها بدأ السؤال عن طبيب التخدير فكان الرد أنه يصلي الجمعة. وبعد انتهاء الصلاة أفاد طبيب التخدير أنه (معزوم) على وجبة غذاء في أحدى قاعات الأفراح القريبة من المستشفى وسيأتي بعدها.
أتى طبيب التخدير في الساعة الثانية والنصف ظهراً وأستغرق الأمر ساعة لوضع المريضة على طاولة العمليات. وبعد تخدير المريضة والبدء بإجراء العملية في الثالثة والنصف عصراً أخذت المريضة بالصراخ وذلك بسبب إحساسها بالألم النتاج عن استخدام المشرط والناتج عن فشل التخدير. وبعد زيادة جرعة التخدير استمرت الطبيبة بالعملية التي نتجت عن جنين متوفي كان قلبه ينبض بالحياة قبل ساعات منتظراً لحظة خروجه إلى الدنيا ولم يعلم أنه سيخرج إلى الدنيا في مستشفيات عدن.
جن جنون الأب والجد وباقي أفراد الأسرة وقد رأوا بأم أعينهم سبب وفاة الجنين وسبب تعريض حياة الأم للخطر فما كان من طاقم المستشفى إلا تهريب المخدر. فبدأ الجد بالصراخ والشكوى وقابل مدير المستشفى أ.ع.خ الذي كان رده فاجعة أخرى. إذا قال للجد المفجوع (خلاص معليش, كلنا أبناء منطقة واحدة, ومعنا انتخابات, أنا باحاسابهم) فذهب الجد يركض إلى إحدى كبريات الصحف الأهلية العدنية فوجد منهم الرد ذاته. وأنهم قد ينشرون الخبر بعد بضعة أيام إذا لم يتم التحقيق وهذا ما كان.
تنقل الجد المفجوع لأكثر من أسبوع بين المجلس المحلي ومكتب محافظ عدن إلى وزارة الصحة إلى الصحف الأهلية وإلى مختلف الهيئات الحكومية والمدنية في محافظة عدن ولم يجد منها إلى نفس الرد (خلاص معليش. مافيش داعي للإحراج, قضاء وقدر, معنا انتخابات, سنشكل لجنة ما يهمك). وأثناء تنقله وجد بعض الحالات المشابهة لحالة حفيده والتي عجز أصحابها عن محاسبة المتسببين بمآسيهم وذلك بسبب التستر والتراخي وغياب مبدأ الثواب والعقاب الذي لحق بمستشفيات عدن بعد حرب 1994.
والجدير بالذكر أن الميزانية السنوية لمستشفى الثورة في صنعاء البالغة ثلاثة مليار ريال تزيد بمليار ريال عن الميزانية الإجمالية لمحافظة عدن بسكانها المليون وبجميع مستشفياتها ومرافقها. إذ لا تتجاوز ميزانية محافظة عدن الملياري ريال في الوقت الذي ترسل فيه محافظة عدن ما يقارب الأربعين مليار ريال سنوياً إلى صنعاء. كما أن صنعاء تُخصص عشر وظائف فقط للقطاع الصحي في عدن سنوياً يتم الاستيلاء عليها مركزياً في الغالب. وهي تشمل توظيف أطباء وممرضين ومقدمي رعاية طبية آخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق