الأربعاء، 11 مارس 2009

حميد في(منارات): ضعف الوازع الديني من أهم الأسباب التي أودت بالأمة العربية والإسلامية إلى التخلي عن ريادتها للعالم

قال أكاديمي متخصص أن العودة الحقيقية إلى تعاليم الدين الإسلامي الذي يأمرنا بالتعليم كفرض وذلك للأخذ بالأسباب ثم التوكل على الله واستغلال مخزون الأمة من الكادر البشري, باعتبارها الثروة التي لا تنضب بمرور الزمن من أهم الحلول والمقترحات لخروج الأمة العربية والإسلامية من أزمتها اليوم.وأشار نائب عميد كلية علوم وهندسة الحاسوب لشئون الطلاب بجامعة الحديدة ـ الأستاذ الدكتور حميد الريمي ـ في محاضرة "هجرة العقول العربية ومسلسل النزيف..الخطر القادم!" ألقاها مساء اليوم في (منارات) إلى أن ضعف الوازع الديني لدى أتباع هذا الدين العظيم من أهم الأسباب التي أودت بالأمة العربية والإسلامية إلى التخلي عن ريادتها للعالم وأنه تسبب في إهمال أو نسيان معظم تعاليم هذا الدين الحنيف بل وأكتفينا باتخاذ الدين الإسلامي كطقوس ومواسم تؤدى فيه بعض العبادات مثله مثل الدين المسيحي أو اليهودي.موضحا بأن للعلم في الإسلام مكانة كبيرة من خلال الكتاب والسنة النبوية وأن الرسالة الخاتمة ـرسالة الإسلام ـ تميزت بميزات كثيرة لا تكاد تحصى ولا تعد, ولكن الميزة الكبرى في هذه الرسالة تتمثل في العلم, والحث عليه, والسعي في طلبه, وإلزام المسلمين بالإقبال عليه والاستمساك به كونه مصدر القوه والتفوق.لافتا إلى حال الأمة قبل البعثة الشريفة وبعدها وموقف السنة الشريفة من العلم حيث أنتقل الرسول(ص) من تمجيد العلم والحث على طلبة إلى درجة أعلى من ذلك حين جعل طلبه فريضة على المسلمين جميعا, ذلك في قوله الشريف " طلب العلم فريضة ".وتحدث حميد في محاضرته عن الحث على طلب العلم ومكانت العلماء في الإسلام وقال أن الدين الإسلامي الحنيف رفع من كرامة الإنسان وجعله مستخلفا في الأرض والعلم مصدر هذا الاستخلاف وبأن الإسلام لا يفرق بين علوم الدين وعلوم الدنيا كما أكد بأن العلم والاهتمام بالعلماء سر قوة المسلمين على مر عصورهم الزاهرة وبأنه مع الإيمان سر بقاء الحضارة الإسلامية متربعة على العرش لفترة طويلة من الزمن.كما تحدث عن هجرة العقول العربية ومسلسل النزيف وقال أن الإحصاءات المأخوذة من الدراسات التي قامت بها جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية ومنظمة اليونسكو وبعض المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة تشير إلى أن الوطن العربي يساهم في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية. وإن 50 بالمئة من الأطباء و23بالمئة من المهندسين و15بالمئة من العلماء من مجموع الكفاءات العربية المتخرجة يهاجرون متوجهين إلى أوروبا والولايات المتحدة، وكندا بوجه خاص.كما إن 54بالمئة من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون إلى بلدانهم. و يشكل الأطباء العرب العاملون في بريطانيا حوالي 34بالمئة من مجموع الأطباء العاملين فيها. منوها بإن ثلاث دول غربية غنية هي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا تصطاد 75بالمئة من المهاجرين العرب. وبلغت الخسائر التي منيت بها البلدان العربية من جراء هجرة الأدمغة العربية 11 مليار دولار في عقد السبعينات.مؤكدا أن الإنفاق على البحث العلمي ‏ والتقني في الوطن العربي يعد من أهم أسباب هجرة العلماء حيث لا يتجاوز الإنفاق السنوي للدول العربية على البحث العلمي 0.2 ‏بالمائة من إجمالي الموازنات العربية وبأن نزيف الأدمغة العربية أخطر من نزيف الدم العربي.وذكر حميد عدة أسباب أساسية دافعة إلى الهجرة منها: ضعف أو انعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم إما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملاً يناسب اختصاصاتهم في بلدانهم وضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات وانعدام التوازن في النظام التعليمي، أو فقدان الارتباط بين أنظمة التعليم ومشاريع التنمية وعدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي والإشكالات التي تعتري التجارب الديمقراطية العربية والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم، أو تضطرهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استقراراً. كما ذكر الأسباب الجاذبة للهجرة.مقترحا عدة حلول لخروج الأمة من الأزمة التي تعيشها اليوم منها: إعادة النظر في المناهج التعليمية واتخاذ طرق علميه حديثه وإعداد كوادر تربوية وأكاديمية مؤهله تحمل على كاهلها مسئولية تأهيل الكوادر في شتى المجالات, للارتقاء بالأمة وتجنيبها المخاطر المحدقة بها وإنشاء البنى التحتيه ألحديثه للبحث العلمي وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق