الأربعاء، 1 يوليو 2009

امتحانا "الأحياء" و"الجغرافيا" لطلاب الثانوية العامة.. جمعا بين السهل والصعب

اعتلت الفرحة وجوه بعض الطالبات والطلاب وبدت عليهم ملامح المثل القائل "لكل مجتهد نصيب"، فيما ارتسمت علامات الغضب على أخريات وآخرين، وقالوا "إن الامتحان جمع بين الصعب والسهل"."السياسية" انتظرت حتى دق جرس انتهاء فترة الامتحان في الساعة الحادية عشرة والنصف، وخروج الطلاب إلى خارج المراكز الامتحانية، فبدأت مهمتها التي تنقلها لكم في التالي.. كما رصدت مظاهر امتحانية من الأرياف:

بداية
كان لا بُد لنا من الاستئذان حتى نتمكّن من الدخول إلى المدرسة والالتقاء بمديرة مركز "السابع من يوليو"، حياة الحبيشي، التي قدّمت لنا تفاصيل عن الطالبات وعددهن واللجان، وكانت المفاجأة لنا، خلال حديثنا معها، وجود لجان خاصة بالصم والبكم في المركز، وعددها ثلاث لجان في المرحلة الأساسية، وعدد الطلاب والطالبات نحو 65 طالبا, وتضيف الحبيشي أن هناك مترجمين يوضحون الأسئلة للطلاب من خلال الإشارة والحركة، وإنه ليست لديهما أية مشكلة من ناحية الأسئلة.

وخلال تجولنا مع مديرة المدرسة، وجدنا طالبة تختبر وحدها في إدارة الأخصائية الاجتماعية، وقد بدت عليها آثار التّعب والإرهاق، وعند الاستفسار، عن ذلك أخبرتنا المديرة أنها ما زالت في فترة "الوضع"؛ لأنها وضعت مولودها البكر في يوم امتحان اللغة الانجليزية، وبرغم التّعب والإجهاد تقول: " ما زالت الامتحانات إلى الآن سهلة والحمد لله". ليست تلك الطالبة فقط من جاءت إلى الامتحان، وهي ما تزال في حالة وضع، فقد التقينا بأخرى، وقالت: "إن الامتحان سهل".

غضــب ..

تركت دفتر الامتحان قبل انتهاء الوقت المحدد لانتهاء الامتحان، وخرجت فجأة طالبة من لجنة الامتحان دون أن تستأذن من المدرسات والمديرة ونزلت وهي تجري بسرعة، وعند ما سألت المديرة، أجابت بغضب "إن الامتحان كان صعبا فلم تطيق البقاء في اللجنة".طالبات أخريات قُلن، بعد الانتهاء من الامتحان، إنه سهل، ومن داخل المنهج. وأخريات قُلن إنه مكثف، وهناك سؤال من خارج المنهج. وتقول طالبات "المنهج سهل، لكن الامتحان صعب، فالوزارة تريد من خلال صعوبة الامتحان معاقبة الطلاب"، وأخريات يقلن "إن الأسئلة كانت بحاجة إلى توضيح من قبل الموجهين الذين لا يتم حضورهم إلا في الوقت الأخير من انتهاء الامتحان".

صدمـــة جالسة على مقعد الدراسة، ووضعت رأسها على الماسة، التي أمامها، وبدأت بالبكاء، عند ما رأت ورقة الأسئلة وعليها امتحان الأحياء، فقد ذاكرت مادة الكيمياء بدلا من الأحياء، وعند سؤالها: لماذا" لم ترد، وخرجت غاضبة.

ماذا يقول الطلاب؟
في مركز "الفاروق" بأمانة العاصمة، التقينا عددا من طلاب القسم العلمي، الذين قال بعضهم "إن امتحان مادة الأحياء لا سهل ولا صعب"، الطالب محمد خالد أكد لنا أن امتحان مادة الأحياء "سهل جدا"، وأنه أجاب بنسبة 95 بالمائة، ولم يستغرق إلا ساعة ونصف فقط للإجابة عليه، بينما استغل بقية الوقت للمراجعة، بينما زميله عبدالوهاب ظلمان، من جهته، أوضح "أن الامتحان لا سهل ولا صعب"، وإن نسبة إجابته 65 بالمائة، ظلمان أكد أن طريقة شرح مدرّس المادة للأسئلة كانت في وادٍ بينما المسائل التي وردت في وادٍ آخر، وأنه لم يستطع معرفة المطلوب من المسائل.من جانبه، يقول مروان محمد العقاري: "إن امتحان الأحياء بسيط للطالب المذاكر، وصعب على الطالب غير المذاكر، موضحا أنه أجاب عن الأسئلة بالشكل المطلوب، وأنه راضٍ عمّا كتبه في دفتر الإجابات. منوها إلى أن المراقبين وفّروا لهم جوا امتحانيا مناسبا، وأنه كان يشعر بالاطمئنان داخل القاعة.

بعد ذلك تجوّلت "السياسية" عقب انتهاء فترة الامتحان في ساحة مركز "الفاروق"، والتقطت عددا من الصور التي تؤكد أن هناك إهمالا كبيرا من قبل الطلاب للكتب المدرسية، فهي (كما هو واضح في الصور) مرمية على الأرض وممزّقة، وكأنه لا أحد سيستفيد منها بعد اليوم، أضف إلى ذلك أن هناك من يقوم بتمزيق أجزاء من الكتب واستخدامها "للغش"، سواء في هذا المركز أم في وغيره من المراكز بمختلف محافظات الجمهورية؟

من جهتهم، أكد طلاب الثانوية العامة القسم الأدبي أن امتحان مادة الجغرافيا كان بين السهل والصعب، ففي حين قال الطالب أحمد محمد علي في مركز "الشعب": إن الامتحان كان سهلا، وأنه راعى الفروق بين الطلاب، كما أنه لم يخرج عن نطاق المنهج المقرر، أوضح زميله حسن أحمد أن الامتحان كان صعباً ومكثفاً.

مشاهد من الأرياف مع إطلاق نار
في مركز "التحرير" - مشاوز أعبوس بمديرية حيفان - محافظة تعز، سبق وأن صرح لـ"السياسية"، أمس الأول، نائب مدير المركز ياسين شرف صوفي أن "الأعبوس منطقة هادئة, والامتحانات تسير بشكل جيّد, ولا توجد أية إشكالية في المركز منذ اليوم الأول حتى الأحد الماضي, وإن المركز يسوده الهدوء, ووضع المنطقة منتظم, وأن إدارة المدرسة وفّرت كافة التسهيلات للجنة وللطلاب"، إلا أن ما حصل، يوم أمس، كان جديرا بالانتباه، حيث قام عدد من المتجمهرين الشباب خارج سور المدرسة بقذف جندي في المركز بعبارات بذيئة، وهو ما أستفز الجندي ودفعه لاستخدام سلاحه الشخصي (مسدس) وإطلاق طلقة نارية إلى الجو
بحسب شهود عيان كانوا متواجدين أثناء الحادثة.وأوضحت مصادر "السياسية" أن الحاثة أثارت الرعب لديهم خارج المركز، فكيف هو الحال مع الطلاب والطالبات الذين يؤدون امتحاناتهم داخل المركز؟
هذه الإشكالية نطرحها أمام الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، فإذا كان من حق المدرسة أن تتخذ الإجراءات اللازمة حيال أي إشكالية داخل المركز فمن حق الطلاب تأدية امتحاناتهم بجو تسوده الراحة والاطمئنان.
في السياق ذاته، تم يوم أمس نقل مركز الفقيد عبدالله علي في مديرية شرعب السلام إلى مركز الشهيد الحجري في مديرية المظفر، بعد أن شهد المركز عمليات اقتحام وتجمهر ومحاولة الغش بالقوة -بحسب وسائل إعلامية- وأكدت مصادر "السياسية" أن بعض المراكز الامتحانية في هذه المديرية شهدت وما زالت تشهد منذ اليوم الأول عمليات غش منظّمة.

غرس ثقافة الغش يهدد الوطن
مما يؤسف له، أن ثقافة الغش ترسخت لدى الكثير من الطلاب، فما أن تباشر بسؤال أحد الطلاب عقب خروجه من قاعة الامتحان عن كيفية الأسئلة "صعبة أم سهلة"، ونسبة إجابته عنها، إلا ويبادر الغالبية بالقول: "لم يسمحوا لنا بالغش، أو سمحوا لنا بنصف ساعة لتبادل المعلومات والغش، أو لم يسمحوا لنا إلا بعد أن جمعنا مبلغا من المال؟". وكأن المسألة أصبحت عادية والغش شيئا ضروريا في مثل هكذا مناسبة. أمثلة كثيرة من هذا القبيل صادفتها أثناء تجولي في عدد من مراكز أمانة العاصمة، وتواصلي مع البعض الآخر في محافظات أخرى.
(السياسية) - غمدان الدقيمي وأمرية المريطي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق