الأربعاء، 8 يوليو 2009

"المواد العلمية والنحو" إشكاليات جمة ومراقبون يعتبرون أجر المراقبة استهتارا


أضاعت صعوبة امتحان التفاضل والتكامل لدى غالبية طلاب القسم العلمي فرحة الانتهاء من امتحانات نهاية العام الدراسي 2008- 2009، فقد ودّع الطلاب، أمس الثلاثاء، المذاكرة وأيام التعب على أمل ألاّ يعود لتلك المرحلة."السياسية" شاركت الطلاب لحظة توديع الامتحانات واستطلعت آراءهم حول امتحان الرياضيات، وكيف كانت الأسئلة، وكم يتوقعوا أن يحصلوا على معدلات؟


اشتكت كثير من الطالبات في مركز "الشهيد الأحمر" بالأمانة من امتحان التفاضل والتكامل, وأجمعن على أن الأسئلة غير مباشرة، ولم تأتِ كما أتت في نماذج الامتحانات السابقة التي اطلعن عليها.وقلت الطالبات: "كُنا نبدأ بالحل ولا نستطيع أن نكمله"، وأخريات قلن إن صيغة الأسئلة لم تكن واضحة، بالإضافة إلى أنهم منعوا استخدام الآلة الحاسبة في امتحان الجبر والهندسة.وفي المقابل، قالت أخريات إن الامتحان كان متوسطا وجمع بين السهل والصعب، بحيث لم يكن صعبا لدرجة لا يستطعن الحل ولا سهلا كل السهولة، واختلفت آراء الطالبات عن أفضل امتحان، الجبر والهندسة أم التفاضل والتكامل، فقال البعض إن امتحان الجبر والهندسة كان أسهل، فيما قالت أخريات إنه أصعب.

انطفاء الكهرباء
يجمع غالبية الطلاب ويشكون بمرارة، تفوق الوصف، من قضية انطفاء التيار الكهربائي، وقالوا إن الانطفاء المتكرر للتيار سبب لهم أزمة في المذاكرة وأضاع أوقاتهم. وحول اختلاف آراء الطلاب بين السهل والصعب، سألنا مدرس مادة الرياضيات في مدرسة سالم الصباح علي السوسوة، الذي أكد أن امتحان التفاضل والتكامل كان مباشرا، ومن داخل المنهج، ولم تكن هناك فكرة من خارج المنهج.

منع الآلة
ويضيف: بالنسبة لامتحان الجبر والهندسة كان أيضا مباشرا، باستثناء فقرتين في الجبر كان الإشكالية فيها "أنها أسئلة أو فقرات غير متعود عليها، كما في الأشكال السابقة للامتحان"، وعن المنع من استخدام الآلة الحاسبة في امتحان الجبر والهندسة، قال السوسوة إنه كان مكتوبا على ورقة الأسئلة يمنع استخدام الآلة، وأكد أنه لم تكن هناك حاجة لاستخدام الآلة، ويرى أن سبب شكوى الطلاب من عدم استخدام الآلة هو ابتعادهم عن جدول الضرب والجمع، والصرح: بمعنى أن الطلاب تعودوا على السهل.

الغريب في امتحان التفاضل والتكامل أنه رغم شكوى الطالبات من صعوبة الامتحان إلا أن أغلب الطالبات في المركز الذي كُنا فيه طلبن دفاتر إجابة إضافية، وعند سؤال الطالبات اتضح لنا أن الطالبات قُمن بحل كل أسئلة الامتحان، فيما كان المطلوب أربعة أسئلة فقط،، فيما قامت أخريات ممن طلبن الدفاتر الإضافية بطرح أكثر من طريقة لحل المسائل، وترى أخريات أنه كُلما كان الدفتر مليئا بالإجابة كانت الدرجات أعلى.

إعادة نظر
لم يختلف الوضع لدى الطلاب في مركز "الفاروق" بأمانة العاصمة، فمنهم من قال إن أسئلة امتحان أمس لا بأس بها، ومنهم من أشار إلى أنها صعبة. وبين هذا وذاك أجمع الغالبية على أن أسئلة مواد الكيمياء والإنجليزي والنحو والرياضيات كانت صعبة جدا، وبحاجة إلى إعادة نظر في التصحيح، والبعض الآخر لم يجدوا أي صعوبة طوال فترة الامتحانات.عبد الحميد توفيق (أحد الطلاب الذين أكملوا امتحاناتهم الثانوية في القسم العلمي في تعز)، قال: إن أسئلة التفاضل والتكامل سهلة، كما هي أيضا أسئلة الجبر والهندسة، موضحا أنه كانت هناك صعوبة في مادتي الفيزياء والكيمياء، ولكن الطالب المذاكر يستطيع حلها مهما كانت صعوبتها.
وبرغم الصعوبات والشكاوى من الأسئلة والامتحانات وانقطاع الكهرباء المستمر إلا أن الأغلب مرتاح للامتحان، ويقول إنه أبسط من العام الماضي، ويتوقعون أن يحصلوا على مُعدلات لا تقل عن 70 بالمائة. ويقولون: "نحن ذاكرنا واجتهدنا، وأجبن بالشكل الصحيح، والتصحيح يا عالم".

المراقبون يشكون
المراقبون في المركز ذاته لم يكونوا أكثر حظا من غيرهم من الطلاب، فقد شكا عدد ممن التقتهم "السياسية" من أجر المراقبة الذي وصفوه بالضئيل وغير المنصف، قال أحدهم: "أيعقل أن أتلقى 1000 ريال مقابل أجر مراقبة طلاب الشهادة الأساسية طوال فترة الامتحانات، ولكن الحاجة دفعتني لأخذها؟".
مراقب آخر أكد أنه لم يقبلها من المشرف بحجة أنها استهتار بالمعلم، وأكد عدد من المراقبين بأن أجر مراقبة امتحانات الشهادة الثانوية لا يتعدى 250 ريال في اليوم الواحد، وأن بعضهم استلم 2000 ريال مقابل مراقبة ثمانية أيام.
ويقول رئيس مركز "الفاروق"، خالد الجمرة، يفترض أن يتم إعادة النظر في أجر المراقبين، وأن يتم رفع الأجر إلى 1000 ريال في اليوم بدلا عن 400 ريال. أحد المراقبين أشار إلى أنه يتم استقطاع جزء من المبلغ المخصص من التربية والتعليم للمشرفين الذين يقومون بالصرف, أحد المعلمين لفت إلى أن صرف مبالغ زهيدة للمراقبين معناه تسهيل عملية الغش لتقاضي أي مبالغ من الطلاب, هذه المشكلة نطرحها أمام الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم والمجالس المحلية بالمحافظات والمديريات للعمل على حلها وتفاديها خلال السنوات القادمة.

إغماء وبكاء
رئيس مركز "الفاروق" قال: "سارت الامتحانات بهدوء تام وبشكل جيّد في هذا المركز، إلا أنه كانت هناك صعوبة في ثلاث مواد (النحو والكيمياء والرياضيات). وكُنا نتمنى أن يتم تنويع الأسئلة لكي يتمكن الطالب المذاكر والمذاكر بشكل أقل من حلها، وأن أسئلة امتحان أمس (التفاضل والتكامل) طالب الكثير من الطلاب المذاكرين بدفترين للإجابة على الأسئلة بسبب طولها". موضحا أن عدد الطلاب المكملين في امتحان أمس بلغ عددهم 21 طالبا.

الجمرة لم يخفي حدوث عدّة إشكاليات أثناء الامتحانات، منها: حالات إغماء وبكاء داخل القاعات، وأن السهر وتعاطي القات أثر سلبا على الكثير من الطلاب أثناء الاختبارات، وذكر أن أحد الطلاب في امتحان الجبر والهندسة قام بتمزيق دفتر الإجابات؛ كونه لم يتمكن من الحل، وأن البعض سلموا دفاترهم بيضاء.

مطالب رئيس مركز امتحاني
وينصح الجمرة بضرورة اهتمام أولياء الأمور بأولادهم منذ بداية العام الدراسي، وليس كما هو حاصل أيام الاختبارات يأتي ولي الأمر ويطالب رئيس المركز الامتحاني بمساعدة ولده، مؤكدا أن هناك قصورا في هذا الجانب، وطالب القائمين على المدارس بضرورة إرسال رسائل لأولياء الأمور توضّح تقييم المستوى التعليمي لأولادهم، وأيضا على الذين يضعون أسئلة الامتحانات بأن تجمع ما بين السهل والصعب، ومراعية للفروق الفردية بين الطلاب. وبالرغم من ذلك أشاد الجمرة بتميّز الطلاب المعاقين (الكفيفين) الذي اختبروا في هذا المركز عن بقية الطلاب الأصحاء.

ختاما
ثقافة الغش لم تفارق الطلاب منذ بداية أيام الامتحانات، وحتى نهايتها. فهنا في مركز "الفاروق" بالأمانة سمعت أحد الطلاب يخاطب رئيس المركز قائلا:"ما هو هذا يا أستاذ من أول يوم إلى آخر يوم لم تسمحوا لنا بالغش". وهو ما سمعناه أيضا من طلاب طوال فترة الامتحانات: "سمحوا لنا بالغش، لم يسمحوا لنا بالغش، أو سمحوا لنا مقابل كذا من المال". تلك هي خلاصة امتحانات الثانوية العامة للقسم العلمي.
(السياسية) ـ أمرية المريطي وغمدان الدقيمي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق