الخميس، 19 نوفمبر 2009

سلام:للصحافة اليمنية دورها الطليعي في مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار


أكد أستاذ الإعلام بجامعة صنعاء، الدكتور محمد عبد الجبار سلام، أن الصحافة اليمنية كان لها في تاريخ اليمن الحديث دورها الطليعي والأساسي في مسيرة النضال الوطني ضد الاستعمار والإمامة। وأشار سلام، في محاضرة "دور الإعلام في الثورة والوحدة (قراءة تاريخية تحليلية)" ألقاها مساء أمس الأول في مركز "منارات" إلى أن أول صحيفة صدرت في اليمن باسم الوجود العثماني عام 1872 فيما كان إصدار أول صحيفة يمنية باسم المملكة المتوكلية اليمنية عام 1926، أما أول صحيفة يمنية صدرت في المهجر فعام 1916، وأول صحيفة أهلية في عدن عام 1940، كانت أول صحيفة أهلية قامت بمقارعة الإمامة في الشمال والاستعمار في الجنوب، موضحا أن الصحف اليومية والأسبوعية والشهرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والمهنية والعمالية التي صدرت في مرحلة الأربعينيات جميعها كان لها دورها السياسي، خاصة الصحف التابعة لحركة الأحرار والصحف الحزبية والعمالية والتي أيدت أغلبيتها الحرية والمطالب السياسية والاجتماعية من النظام الإمامي والاستعمار البريطاني، وأن ذلك الدور اضطلعت به الصحف التي كانت تصدر في عدن أو في المهجر مثل صحيفة "السلام" التي كانت تصدر من كارديف البريطانية. وأضاف: "أما في مرحلة الخمسينيات والستينيات فقد انقسمت الصحف إلى مؤيدة للاستعمار بصورة غير مباشرة وأخرى مطالبة بالتحرر منه وإزالة الحكم الكهنوتي المتخلف الذي كان يمثل نظام القرون الوسطى وتدعو كخلاصة لهذا النضال وهدف رئيس وعام لتحقيق الوحدة الوطنية اليمنية وقيام جمهورية يمنية موحدة". ولفت إلى أن الصحافة اليمنية في عدن تناولت محاولات الانقلابات في الأعوام 48 و55 ضد حكم الإمامة في الشمال ومحاولة اغتيال الإمام أحمد عام 61 بالكثير من التحليل والتفسير والشرح والمقارنة.


(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:

الخميس، 1 أكتوبر 2009

مواطنون يتحدثون لـ"السياسية" بمناسبة العيد السابع والأربعين لثورة الـ26 سبتمبر:

تغمر الشعب اليمني هذه الأيام خاصة جيل الثورة فرحة كبيرة وهو يحتفل بأعياد الثورة اليمنية المباركة الـ47 لثورة الـ26 من سبتمبر 1962 والـ 46 لثورة الـ 14 من أكتوبر 1963 وتزامنا مع هذه المناسبة (السياسية) تستطلع أراء عدد من المواطنين من جيل الثورة وتحكي قصة أسرة المحبشي ...
منجز تاريخي هام

وتؤكد في هذا السياق فاطمة عبده الزغير -عزلة الأعبوس مديرية حيفان بمحافظة تعزـ البالغة من العمر 85 عاما، كما هو مبين في تاريخ ميلادها 1924 بالبطاقة الشخصية التي استخرجتها مؤخرا، أن القضاء على الحكم الإمامي المتخلف والاستبدادي منجز تاريخي هام طالما حلم به اليمنيون، وأن الوضع قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 في اليمن بشكل عام والأرياف بشكل خاص كان يرثى له، فلم تكن توجد مشاريع خدمية كالطرقات والمياه والهاتف ولا تعليم.
وأشارت فاطمة، التي قالت إن عمرها قد تجاوز الـ100 عام، وتتذكر أشياء كثيرة حدثت قبل ثورة 26 سبتمبر وهي في سن الشباب، إلى أن عساكر الإمام الذين كان يرسلهم للقبض على الأشخاص في الأرياف أو لتحصيل مال بيت المال أو حصة الإمام من حصاد الأرض كانوا يدخلون المنازل دون استئذان بالرغم من خلوها من الشخص المطلوب، وكأنها ملكٌ للإمام، بمعنى انتهاك حرمات الناس دون استحياء، أضف إلى ذلك رفضه الخروج من المنزل قبل أن تقام له ذبيحة وغداء وقات و.. الخ، وهو ما يعكر صفو وحياة المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة على عكس ما هو حاصل اليوم، فالجندي أو العسكري المنفذ على أي شخص لا يتجاوز حدوده، ولا يدخل المنازل إلا بعد الإذن.

قصة ضرب عسكري الإمام

وشرحت فاطمة لـ"السياسية" قصة ضربها وإحدى قريباتها أحد عساكر الإمام المرسلين إلى قريتها بالأمر على والدها ـرحمه الله- بالقول: "كان المذكور مأمور على والدي الذي كان مسافرا في عدن، فتخطى من كن متواجدات من النساء داخل المنزل ودخل دون استئذان، وهو ما أثار غضبي، فطلبت من إحدى قريباتي مساعدتي للنيل منه بالدخول إليه لطلب الخروج من المنزل، وإن رفض أوسعناه ضربا لا ينساه طوال حياته, دخلنا إليه وطلبنا منه الخروج باحترام، فرفض وحلف يمينا بأن لا يخرج إلا بعد ذبيحة وغداء وقات، حتى وإن كان والدي غير موجود، فقمنا بعدها بضربه وسحبه إلى أسفل الدار (المنزل)، ولولا تدخل قاسم الزغير الذي أرسل أحد أبنائه لإنقاذ العسكري لما تركناه حيا, بعدها ترك القرية دون الحصول على ما جاء من أجله، وفي العام التالي عاود حضوره إلى منزلنا لذات السبب، لكنه لم يتجرأ الدخول كالمرة الأولى، بالرغم أن والدي طلب منه الدخول، لكنه كان خائفا من أن يتكرر له ما حدث في العام السابق، وشكا لوالدي ما حصل له، وأنه كان خائفا من تكراره، فتفهم والدي قصته، وأعطاه ما جاء من أجله".

حرمان أعقبه فرح وسعادة

وأوضحت الزغير الظلام والتخلّف والجهل الذي كان مسيطرا على حياة اليمنيين إبان الحكم الإمامي المستبد وحرمهم من أبسط الخدمات كالتعليم الذي كان محصورا فقط على أبناء الأغنياء، ومحدود جدا، ومن الهاتف والصحة وغيرها.
وأضافت: "بعد تفجير ثورة 26سبتمبر 1962 بأيام قليلة وصلنا الخبر إلى الريف، حيث لم تكن توجد الوسائل السريعة لنقل الأخبار، وكنا معتمدين على الرسائل التي تصل بعد عدة أيام، وعند ما سمعنا خبر الثورة كنا فرحين وسعيدين بشكل لا يتصوره أحد، وها نحن اليوم نجني ونقطف ثمار الثورة، فالطرقات وصلت إلى كل مكان، والتعليم كذلك، صحيح نحن حرمنا من التعليم وجزء من السبب أهالينا حيث كانوا ينظرون لتعليم الفتاة بنظرة دونية، ولا يرون الأنسب لها سوى مساعدتهم في حرث وخدمة الأرض، وبالرغم من ذلك لم يكن التعليم حينها كما هو قائم اليوم، وإنما كان منحصرا على بعض الفتيات والشباب تعلم قراءة القرآن وشيء يسير من الكتابة لدى أحد عقال القرية (الزيادي)...
وترحمت فاطمة على الشهداء والأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الانتصار للثورة سواء الثورة الأم 26 سبتمبر 1962 أو ثورة 14 أكتوبر 1963 والـ 30 من نوفمبر 1967، وأخيرا تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990.
ولم تتجاهل أنه في تلك الفترة (قبل الثورة وبعدها بسنوات) كانت أسعار المواد الغذائية واحتياجات المواطنين رخيصة جدا، لكن نادرا أن تجد أشخاصا يمتلكون المال، وفي الوقت الراهن توفر المال لدى الكثير من الناس قابله غلاء فاحش.

تعلموا تحت الشجر

من جانبه أشار عبد الله مقبل صالح (أحد أبناء عزلة الأعبوس) ـ78 عاماـ إلى أن وضع قريته واليمن عامة قبل ثورة 26 سبتمبر لا يحسد عليه، فلا مشاريع ولا فرص عمل، بالرغم من وجود الصادرات من شمال اليمن (البن, الدخن, الدجرة و...)، وأنه أحد الرجال الذين تعلموا تحت الشجرة قراءة القرآن والكتابة على ألواح، لدى أحد الأشخاص اسمه أحمد سعيد.
يقول صالح: "منذ بداية حياتي العملية قبيل الشباب توجهت إلى عدن، وعملت هناك في إحدى الشركات الأجنبية إلى عام 1971، بعدها انتقلت للعمل في صنعاء، ومثلي الكثير من الناس ممن عملوا في عدن فترة طويلة قبيل الثورة، نظرا لتواجد الميناء ونشاط تجاري لا بأس به، في حين لم تكن توجد فرص عمل في شمال اليمن، لأسباب رأتها الإمامة مناسبة، خوفا من الإطاحة بحكمها، وأتذكر عند قيام ثورة الـ26 من سبتمبر، وأنا في عدن، شكّل عدد من الثوار الهاربين من الإمامة في عدن نادي الإتحاد اليمن، وكان على رأسهم: النعمان, الزبيري, محمد سعد القباطي، محسن اليمني. وازداد بعد ذلك نشاط القوى الوطنية وبدأت تتشكل نقابات العمال في عدن وازداد نشاطها عقب انعقاد المؤتمر العمالي في عدن واستقطاب الناس إلى صنعاء للالتحاق بالحرس الوطني للدفاع عن الثورة وتمكنوا أخيرا من التخلص من جبروت وتسلط الحكم الإمامي البغيض".

أبرز منجز عقب ثورة 26سبتمبر

وذكر صالح أن أبرز منجز تحقق لليمن عقب ثورة الـ26 سبتمبر بعام واحد فقط هو قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 في جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني الغاشم، وأنه لولا ثورة الـ26 سبتمبر لما تحقق لليمن الإنجازات الملموسة اليوم على كافة الأصعدة ولا منجز التحرر من الاستعمار البريطاني، موضحا أن لهذا الأخير سلبيات كثيرة إبان احتلاله لجنوب اليمن (عدن) منها احتكار الميناء والخدمات والشركات وعدم إتاحة الفرصة وبناء مصانع وأن التجارة كانت محتكرة في ذلك الوقت من قبل "الخواجة" فقط.
أيهما الأفضل الحكم الجمهوري أم الإمامي؟
ولفت صالح إلى أن أول زيارة له إلى صنعاء كانت عقب ثورة الـ26 سبتمبر بعام واحد بمعنى عام 1963 وأنه شاهد حينها تحولات ونشاطا لا بأس به، بالرغم من الحرب الدائرة حينها بين الملكيين والجمهوريين، ويرى أن ما شهدته اليمن في الوقت الراهن على كافة الأصعدة (التعليم, الطرقات, الصحة،...) ليس إلا ثمرة من ثمار الثورة.
وبالرغم من ذلك يتمنى صالح من حكومتنا الموقرة توفير حياة أفضل مما هي عليه اليوم للمواطن اليمني من خلال تخفيض الأسعار وتوفير فرص العمل واجتثاث الفساد وإشاعة مبدأ العدل والمساواة بين الناس، مؤكدا أن الحكم الجمهوري أفضل بكثير من الحكم الإمامي الكهنوتي وأن الحكم الجمهوري خيار لا رجعة عنه طالما كان حلما قبل 47 عاما لكل اليمنيين وتحقق لهم.

دور المرأة وأسرة المحبشي

وقد لعبت المرأة اليمنية دورا كبيرا، وشاركت أخاها الرجل في مقارعة الاستعمار والاستبداد، وساندت الثورة والنظام الجمهوري. وللمرأة اليمنية سجل حافل بالوقائع والأحداث إبان الحكم الإمامي ألجبروتي، وهناك كثير ممن ناضلن أو كن أخوات وأمهات للشهداء، وهناك ممن فقدن عائلهن الوحيد، وقطعت عليهن سُبل العيش، ذلك ما أشارت إليه رئيسة إتحاد نساء اليمن رمزية الإرياني، بقولها: أتذكر قصة لن أنساها، وهي قصة عبد الرحمن المحبشي، كان أبوه متزوجا (ثنتين) وكان هو وأخته من المرأة الأولى، وكانت أمه المسؤولة عن تربيته, وكل يوم تقول له ستكبر وستنقذنا مما نحن فيه, كانت حالتهم صعبة, يقول لها يا أماه عند ما أكبر سألتحق بالكلية الحربية، وأدافع عن هذا البلد، وأختي ستدخل المدرسة، وأنت ستكونين أم اليمن الجديد".
وأضافت الإرياني: "وللأسف الشديد مرضت أخته بـالدودة الزائدة، وكان حينها لا يوجد مستشفى، فماتت وظلت أمه تبكي، ويقول لها ـلا تبكِ إحنا سنعمل الثورة ـوكان حينها يدرس بالكلية الحربية ويعود إليها ويحكي لها كيف ستكون الثورة، وكيف سيكون المستشفى، وكيف ستكون هي كأم, وكان الأمل الوحيد لهذه الأم هو هذا الولد، لكنه أستشهد عند قيام الثورة، وهو يدافع عنها بالفعل عام 62، وبعد ذلك شد عقل الأم، وكانت كل يوم تجلس طرف القرية تسأل: قد حصلتوا عبد الرحمن، قال إنه سيرجع يأخذني وأسكن معه في صنعاء".
وأشارت إلى أن هذه العائلة كانت في قرية المحابشة بمحافظة حجة، وأن عبد الرحمن المحبشي كان يقول بأنه بعد الثورة سيكون هناك مستشفى يتعالج فيه الناس، ليس كما حدث لأخته، التي ماتت وحرمت من العلاج بسبب عدم وجود المستشفيات، وأن أم عبد الرحمن ظلت تحكي قصتها للناس حتى جننت ثم توفيت!
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

الشباب اليمني.. بطالة وهشاشة تعليم تهدد مستقبلهم والمنظمات خارج نطاق التغطية

ـ العشاري: لدينا نظريا الكثير فيما يتعلق بالشباب ولكن لم ينظر إليها في اعتماد التمويلات
ــ الأغبري: إيجاد رؤية صحيحة لمعالجة مشاكل الشباب وإدماجهم في مجتمعهم
الشباب عماد الأمة، نصف الحاضر، وكل المستقبل، هكذا تسميهم المجتمعات، والتي وعت دورهم وأهميته في المستقبل؛ إذ لم يعد من الممكن أو المستساغ تجاهل هذه الشريحة الاجتماعية، سواء فيما يتعلق بالمشكلات والقضايا التي تعانيها وتواجهها، أم ما يتصل بتطلعاتها وآمالها الواسعة صوب حياة أفضل.
وإدراكا لأهمية دور الشباب الذي يمثل اليوم نسبة كبيرة من بين سكان العالم، تحرص الأمم المتحدة في الكثير من أعمالها وأنشطتها على تفعيل مشاركتهم في كل ما يهم شؤون مجتمعاتهم وبلدانهم باعتبارهم هبة وثروة بشرية ثمينة تمنح أوطانهم قوة دافعة وقاطرة قوية للعمل والإنتاج إذا أُحسن إعدادهم في مؤسسات التعليم والمعرفة وتكوين المهارات واستثمارهم السليم في عمليات التنمية والتطوير.
ومن هذا المنطلق تحتفل الأمم المتحدة في 12 أغسطس من كل عام باليوم الدولي للشباب، اليوم الأربعاء، في الذكرى التاسعة، وقد خصصت له هذا العام موضوع "الاستدامة: التحدي الذي نواجهه ومستقبلنا".
"السياسية" سلطت الضوء حول هذا الموضوع ومشاكل الشباب اليمني وأنشطة الجهات المعنية وخرجت بالحصيلة التالية.



خلفية اليوم الدولي للشباب
أصدرت الجمعية العامة في 17 ديسمبر 1999 في قرارها 54/120، توصية قدمها المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب، لشبونة، 8-12 آب/ أغسطس 1998، أن تعلن في 12 آب/ أغسطس يوم الشباب الدولي.
وأوصت الجمعية العامة بتنظيم أنشطة إعلامية لدعم ذلك اليوم كطريقة لتشجيع زيادة الوعي من برنامج العمل العالمي للشباب حتى سنة 2000 وما بعدها، الذي اعتمدته الجمعية العامة في عام 1995 القرار 50/81.
هذا وقد كان الاحتفال باليوم الدولي للشباب العام الماضي 2008 تحت شعار "الشباب وتغير المناخ: حان وقت العمل"، بينما في عام 2007 تحت شعار "مشاركة الشباب من أجل التنمية"، وفي عام 2006 "مواجهة الفقر معا"، وفي عام 2005 "التقيد بالالتزامات"، وفي عام 2004 "الشباب في المجتمع بين الأجيال"، وفي 2003 "العثور على عمل لائق ومنتج للشباب في كل مكان"، وفي 2002 "الآن وللمستقبل: الشباب في العمل من أجل التنمية المستدامة"، وفي 2001 "الصحة ومعالجة البطالة"، بينما شهد العام 2000 أول احتفال باليوم الدولي للشباب.

أجندة الأمم المتحدة للشباب
ويعتبر برنامج الأمم المتحدة للشباب (دبليو. بي. أ. واي) التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية جزءا فقط من الأمانة العامة للأمم المتحدة مع ولاية صريحة لمعالجة قضايا الشباب، ومنظومة الأمم المتحدة ككل، وتدعم تنمية الشباب مع مجموعة متنوعة من البرامج والأنشطة ويوفر إطارا للسياسات ومبادئ توجيهية عملية للعمل الوطني والدعم الدولي لتحسين حالة الشباب في جميع أنحاء العالم ويغطي (دبليو. بي. أ. واي) المجالات ذات الأولوية للشباب، ويتضمن اقتراحات للعمل في مجملها مثل الصحة والتعليم والعمل، والظروف الخاصة للفتيات والشابات بين المجالات التي تقدم للشباب تحديات التنمية في العديد من أنحاء العالم.

الاستدامة ودور الشباب
الاستدامة لا تشير فقط إلى المحافظة على التوازن البيئي والتجديد، وإنما تلخص الاستدامة ثلاثة جوانب للحياة: البيئة، المجتمع، والاقتصاد. ويعرف الدكتور بدر الأغبري، من كلية التربية جامعة صنعاء، التنمية المستدامة بأنها "التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر دون التقليل من قدرة الشباب جيل المستقبل على الوفاء باحتياجاتها".
ومع أخذ هذه الأمور في الاعتبار، فلا بد من أن الشباب يواجه التحدي المتمثل في تحقيق الاستدامة على أكمل وجه، لأنها تساعد في تمهيد الطريق إلى الأمام من خلال القرن الـ21 وما بعده. الشباب والعمل والاستيعاب والمشاركة الكاملة، عوامل رئيسية لتطوير عالم اليوم لأجيال اليوم والغد إلى وجود المستدامة.
وفي السياق ذاته، يقول الأغبري: "لا بد أن ننطلق من حقيقة أن الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهذا ما تؤكده التجارب الوطنية التي أثبتت عمليا عبر التاريخ أن الشباب هم أهم مصادر الطاقة المتجددة التي لا تنضب وصلب رأس مالها البشري، ولهذا فالشباب مسؤولون مسؤولية كاملة عن التجاوب واستكمال عناصر ومقومات حركة التطوير في المجتمع اليمني، وذلك في إطار السياسات والبرامج العامة للدولة".

مشاكل الشباب اليمني
هنا ينبغي أن نطرح إشكاليات الشباب اليمني حيث أفاد عدد لا بأس به من الشباب ممن استطلعت "السياسية" آراءهم بهذه المناسبة بأنهم لا يعلمون شيئا عن هذه المناسبة، ولأول مرة يسمعون بها نظرا للظروف والمشاكل اليومية التي تواجههم وتمنعهم من متابعة كل جديد يطرأ على العالم إلا ما ندر، بينما آخرون أجمعوا على أن البطالة، وغلاء المهور، ومسألة المساواة بين الجنسين، وهشاشة التعليم، وغياب برامج التدريب والتأهيل المصاحبة للتعليم وما بعده، وغيرها تعد أهم المشاكل التي تواجههم وينتظرون المجهول الذي لن يكون أفضل مما هو قائم اليوم حد قولهم، خصوصا وأن نسبتهم تتزايد يوما بعد يوم يقابلها ندرة فرص العمل ومحدودية وضالة حجم المشروعات والأنشطة والخطط الحكومية الهادفة لردم الهوة بين الشباب وتقليص مشاكلهم.

فلاشات إعلامية للمنظمات الدولية
برنامج الاحتفال باليوم الدولي للشباب في اليمن هذا العام والذي سيقام، اليوم الأربعاء، بدعم وتنسيق من قبل وزارة الشباب والرياضة والمنظمات الدولية العاملة في مجال الشباب (صندوق الأمم المتحدة للسكان والمنظمة الثانية للاجئين والوكالة الأميركية واليونيسيف وغيرها حافل بالعديد من الأنشطة والفعاليات بحسب مدير عام برامج الشباب في منظمة رعاية الأطفال صباح بدري وأوضحت بدري أنه لأول مرة تجتمع كافة القطاعات بوزارة الشباب والرياضة لتنظيم مثل هذه الفعالية والتي سيتم فيها انطلاق الماراثون وافتتاح معسكر للكشافة والمرشدات وخيمة ثقافية وغيرها.
لكن ذلك لا يعني شيئا مقابل المشاكل التي يعانيها الشباب اليمني، فبحسب معلومات حصلت عليها "السياسية" في وزارة الشباب والرياضة تفيد بأن المنظمات الدولية التي ترعى أنشطة الأطفال والشباب الناشئة في اليمن يفترض أن تساهم بشكل فاعل في إيجاد مشاريع حقيقية تفيد الشباب اليمني وتسهم في خلق فرص عمل إلى جانب التأهيل والتدريب إلا أن معظم أنشطتها فلاشات إعلامية وإعلانية.

لا شيء جديد هذا العام
حملنا كل تلك الهموم واتجهنا إلى وزارة الشباب والرياضة والتي وجدنا فيها أن أهم الإشكاليات التي تعوق تنفيذ وإقامة برامج وأنشطة ثقافية ورياضية وفكرية وعلمية... للشباب هي عدم توفر الموازنات الكافية لذلك. والتقينا هناك الوكيل المساعد لقطاع الشباب، أحمد العشاري، والذي قال: "كما هو معروف ومألوف سنويا لا شيء جديد هذا العام فيما يخص الشباب اليمني، فيما يخص البرامج أو الأنشطة أو غيرها"، موضحا أنه "طالما لا توجد إمكانيات مادية فلا يوجد أي جديد". وأشار إلى أنه "على الصعيد النظري هناك الكثير والكثير لدى وزارة الشباب والرياضة من الخطط والبرامج الموضوعة والتي تعكس مجمل التوجهات القيادية العليا والبرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس والاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب وقرارات القمم العربية فيما يتعلق بالشباب وبرنامج العمل العالمي للشباب"، وجميعها -حد قوله- تم استيعابها في الخطط والبرامج الموضوعة والمرفوعة والتي لم ينظر إليها في اعتماد التمويلات اللازمة في مشاريع الموازنات التي ترفق سنويا منذ عام 2007.

ضرورة معالجة مشاكل الشباب
من جهتها أوضحت أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية الآداب جامعة صنعاء، الدكتورة عفاف الحيمي، أنه في ظل عدم وجود شيء مهم يشغل الشباب ويملأ فراغهم بالفائدة ويبني عقولهم، لا شك أنهم ينجرون وراء أشياء سلبية كثيرة لا تفيدهم ولا تنفعهم بقدر تأثيرها السلبي عليهم.
وطالبت الحيمي بضرورة معالجة مشاكل الشباب جميعها، وأن توفر لهم الجهات المختصة وظائف مناسبة وتأمينا صحيا وسكنا ووسائل ترفيهية جميلة ومشجعة، وأن تقوم الجامعات بدورها ومهمتها على أكمل وجه، والتي لا تنحصر في التلقين فقط، بل تتعدى ذلك إلى التوعية والتنشئة ورفع وعي وثقافة المجتمع وتحقيق وظيفة اقتصادية للشاب الخريج. وبرغم انتقادها لمن يقومون بمثل هذه السلبيات اعترفت وصادقت على المثل القائل "يد الفارغ في النار".

تربية الشباب وتعليمهم مفتاح جميع الحقوق
ومن أجل التصدي لقضايا الشباب يقول الدكتور الأغبري إن من الضروري إيجاد رؤية صحيحة لمعالجة مشاكل الشباب وإدماجهم في مجتمعهم وعدم تركهم للمصيدة من قبل الفئات الحاقدة على المجتمع وإشغال أوقات فراغهم من خلال تقديم الدورات المتخصصة والمتعددة في مجال تعليمهم حرف ومهن يدوية (كهرباء, سباكة, نجارة, سيارات، وغيرها) وتجنيبهم تعاطي القات وإيجاد بديل مناسب كممارسة الرياضة والرحلات العلمية والترفيهية بالإضافة إلى التوعية الإعلامية في حل مشاكلهم.
وأضاف: "هنا يأتي دور التعليم الذي يعتبر حقا أساسيا لجميع المواطنين باعتباره يشكل الحلقة المركزية في تنمية شخصية الشباب بكافة جوانبها لأن تربية الشباب وتعليمهم يمثلان مفتاحا لجميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وأوضح أن شباب المدن يحضون بالنصيب الأكبر من التعليم أكثر بكثير من شباب الأرياف اليمنية والذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم والحصول على المعرفة والمهارة من خلال فرص التدريب والتأهيل وكذلك الالتحاق بالتعليم الجامعي.

الاهتمام بشباب الريف
ودعا الاغبري، بمناسبة اليوم الدولي للشباب، إلى ضرورة الاهتمام بشباب الريف وتوفير كل السبل الكفيلة بتهيئتهم للمستقبل الأفضل والتركيز بدرجة أساسية في وضع الخطط التنموية التي تساعدهم في سد احتياجاتهم وإغلاق الأبواب التنموية أمام المحرضين والمغرضين في استغلال ظروف شباب الريف باستخدام الاحتياج والفراغ المعرفي والتعصب الموروث في قضايا لا تخدم الشباب ولا مصلحتهم وإنما تخدم مصالح شخصيات معينة.
(السياسية) ـ استطلاع غمدان الدقيمي:

الأربعاء، 5 أغسطس 2009

المكفوفون .. هـــــموم ومشـــــاكل تبحـــث عن حـــل




هريش: 76 ألف كفيف في اليمن ألفان منهم فقط يستفيدون من خدمات الجمعيات

حميد: عدم اتساع مبنى مركز النور بالعاصمة ووسائل المواصلات أهم مشاكلنا


التشريعات الخاصة بالمعاقين

يعد اليمن كغيره من الدول النامية والأقل نموا ويعاني من ارتفاع وتصاعد مستمر في معدلات الإعاقة وأعداد المعاقين يبلغ مليونين و610 معاقين حتى نهاية عام 2007 بحسب تقرير المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل الصادر في 2007، ومن محدودية عدد المعاقين المستفيدين من البرامج والخدمات التأهيلية المنظمة المتاحة في المراكز والمؤسسات بمختلف مجالاتها، ومن ضخامة حجم المعاقين المحرومين من هذه البرامج والخدمات" وفقاً للتقديرات الدولية، ولهذا ووفقاً للدستور اليمني صدر عدد من التشريعات الوطنية الخاصة والرامية إلى الحد من معدلات الإعاقة بين أفراد المجتمع اليمني، وإلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التغلب على تلك الحواجز والتمتع بحقوقهم الطبيعية كأعضاء في المجتمع من جهة والقيام بواجباتهم نحو المجتمع من جهة أخرى وخصوصاً منذ بداية عام 1991".
ومن أبرز تلك التشريعات القرار الجمهوري رقم 5 لعام 1991 بشأن إنشاء وتشكيل اللجنة الوطنية لرعاية المعاقين وتحديد مهامها واختصاصاتها والقرار الجمهوري رقم 6 لعام 1991 بشأن إنشاء صندوق رعاية المعاقين بهدف توفير موارد مالية تتسم بالاستقرار والثبات لتمويل الخطط والبرامج والمشروعات الخاصة برعاية وتأهيل المعاقين، التي تقرها اللجنة الوطنية باعتبارها مجلس إدارة الصندوق والقانون العام رقم 61 لسنة 1999، قانون رعاية وتأهيل المعوقين يضمن الحق في الرعاية الصحية، العمل، التعليم العالي، وخدمات التأهيل والوصول بلا حواجز إلى المباني العامة.
وينص هذا القانون على أنه ينبغي توفير المساعدة الطبية المجانية لكل شخص معوق. وفي العام 2002، حدد القانون رقم 2 بشأن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين مصادر التمويل والمبادئ التوجيهية لصندوق الإعاقة. كما وضع هذا القانون المسؤولية قي قطاع الإعاقة على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والتي تتحمل المسؤولية الإدارية العامة للإعاقة. وتتلخص مهام هذه الإدارة في دعم مبادرات المنظمات الغير حكومية وجمعيات المعوقين وبناء قدراتها, والإشراف على شؤون مراكز تقديم الخدمات للمعوقين بالتعاون مع جمعيات المعوقين.

الواقع اليوم أفضل
وفي السياق ذاته التقت "السياسية" أمين عام جمعية "الأمان" لرعاية الكفيفات بأمانة العاصمة، صباح هريش، وسألتها عن واقع المكفوفين، فأوضحت أن واقع المكفوفين اليوم أفضل بكثير مما كان عليه قبل عدة 10 سنوات، حيث كان حينها مهمشا في المجتمع بل وعاجزا ولا توجد له أي أهمية غير الأكل والشرب وقراءة القرآن ومحجوز وسط أربعة جدران.
وأشارت إلى أنه في الوقت الحالي هناك وعي لا بأس به بين أوساط المجتمع والحكومة حيث لم يعد ينظر للكفيف بتلك النظرة القاصرة وأن الكفيف أيضا بدأ يعي دوره في المجتمع وخرج هو وزميلته الكفيفة للتعليم في المدارس والجامعات وللعمل أيضا.

غياب التأهيل
لكنها عادت لتؤكد أن ما سبق لا يعني أنه لم تعد هناك مشاكل يعاني منها المكفوفون في الوقت الحاضر، أهمها نقص أو غياب التأهيل الحرفي، خصوصا وأن هناك الكثير من الكفيفات لا يعرفن شيئا عن الجمعيات إلا بعد أن يصلن إلى عمر كبير يصبح من الصعب تدريسهن في هذا السن حد قولها، وأن هناك كفيفات وفي الوقت نفسه معاقات ذهنيا بشكل بسيط وهؤلاء يمكن أن ينتجن في جانب الحرف اليدوية إذا تم تدريبهن كونهن لن يستطعن الإنتاج في جانب التعليم.
وأوضحت أنه بالنسبة للمكفوفين الذكور الذين يتخرجون من التعليم ولا يجدون وظائف تتناسب وإعاقتهم بضرورة تأهيلهم مهنيا ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع. لكنها أشادت بفرص العمل والتوظيف التي يحصل عليها المكفوفون (ذكورا وإناثا) بين الحين والآخر. وأشارت إلى وجود بعض الإشكاليات التي واجهتها بعض الكفيفات ممن حصلن على فرص عمل في بعض المؤسسات الرسمية والخاصة ووضعت أمامهن عراقيل تمثلت في عدم مراعاة إعاقتهن حيث كلفة بعضهن بالعمل على كمبيوتر لا يتناسب وإعاقتها بمعنى (كمبيوتر غير ناطق) وأخرى بالعمل في مجال الأرشفة، وهو ما يصعب على الكفيفة تنفيذه برغم أن القانون أكد حق المعاق بالحصول على فرصة عمل وبما يتناسب وإمكانياته.
وأضافت هريش: "من الإشكاليات التي تواجه المكفوفين عدم وجود مبان ولا طرق مؤهلة، وهو ما يعرض المكفوفين أثناء عبور الشوارع للخطر والحوادث المرورية والتي راح ضحيتها كفيفون ذنبهم أنهم لا يستطيعون عبور الشوارع بشكل آمن. وبمعنى أدق" غياب التنقل الآمن للكفيف؛ ولهذا نتمنى من إدارات المرور وكل المختصين في هذا الجانب تسهيل التنقل الآمن للمكفوفين وتكييف المباني، خصوصا ما يستجد منها، أو ما يمكن تعديله بحيث لا تكون عائقا أمام الكفيف كما هو حاصل حاليا.

تشريعات بحاجة لتفعيل
وأشادت هريش بجل القوانين والتشريعات الموجودة في اليمن والخاصة بشريحة المعاقين ووصفتها بـ"الرائعة والجيدة"؛ ولكنها -حد قولها- تحتاج إلى تفعيل. كما علقت على بعض النصوص الواردة فيها، خصوصا ما يتعلق بحق المعاق في التعليم العالي والرعاية الصحية والعمل وخدمات التأهيل والوصول بلا حواجز إلى المباني العامة وتوفير المساعدة الطبية المجانية لكل شخص معوق. وقالت إن المساعدة الطبية المجانية لكل شخص كفيف لا تتوفر، وأن الكفيف أو المعاق لا يمكنه الذهاب إلى أي مستشفى للحصول على خدمات طبية مجانية؛ لكنها أكدت الدور الملموس والكبير جدا حد قولها الذي يقوم به صندوق المعاقين الذي يتكفل بجزء لا يستهان به، سواء النفقات التشغيلية لجمعيات المعاقين أم للأفراد. لكنها دعت صندوق رعاية المعاقين إلى ضرورة تسهيل المعاملة للمعاقين، كون المعاق يعاني كثيرا أثناء معاملة أي رسالة لأي مستشفى أو أي جهة أخرى من الصندوق.

76 ألف كفيف
ولفتت هريش إلى أن عدد المكفوفين في اليمن -بحسب إحصائية عام 2005 الصادرة عن الجهاز المركزي للتخطيط- 76 ألف كفيف، لا يستفيد من الجمعيات سوى 2000 كفيف فقط، منهم 900 عضو في جمعية الأمانة لرعاية الكفيفات يستفيدون من الخدمات والأنشطة المقدمة والتي تتناسب مع قدراتهم وإمكانياتهم، بينما بقية المكفوفين لا يعلم أحد بظروفهم وأحوالهم.
وفيما يخص تقييمها لدور الإعلام تجاه المعاقين لفتت إلى أن الإعلام في اليمن بدأ يهتم بقضايا المعاقين بشكل كبير، ولكن مازال هناك دور من الضروري أن يقوم به، خصوصا وأنه الشريك الأساسي لقضايا المجتمع وينبغي تفعيل دوره فيما يخص المعاقين بشكل أكبر.
ونوهت، في ختام حديثها، بأن قضية المعاقين هي قضية المجتمع بشكل عام (أفرادا وأولياء أمور وإعلاميين وجهات مختصة...)، خصوصا وأن من حقهم أن يكونوا فاعلين في مجتمعهم ويعيشوا حياتهم كغيرهم من الأصحاء؛ ولكنهم بحاجة إلى الأخذ بأيديهم ليشقوا طريقهم بأنفسهم من خلال تأهيلهم لكي يمتلكوا حرفا مناسبة تجعله عضوا فاعلا في المجتمع. ودعت المعاقين بعدم اليأس من الحياة، وأن يكون مع الله وسيكون الله معه.

صعوبات وإشكاليات
من جهته يقول مدير مركز النور للمكفوفين بأمانة العاصمة، عبد ربه ناصر حميد، إن أهم الصعوبات التي يواجهها المكفوفون في اليمن تتمثل في: "قلة المدارس الخاصة بهم، حيث لم توجد مدارس حكومية تتبع جمعيات سوى ثلاثة مراكز للمكفوفين في أمانة العاصمة وعدن والمكلا. أيضا ندرة الوسائل التعليمية الخاصة بهم، حيث أن هذه الوسائل غالية جدا، مما يؤدي إلى أن الكفيف لا يستطيع أن يملك أي وسيلة منها، مثل الكمبيوتر الناطق، وعدم معرفة المجتمع بأهمية تدريب وتأهيل وتعليم الكفيف ودوره في المجتمع، مما يؤدي إلى استقبال المكفوفين في المراكز بسن كبيرة يصعب تعليمهم وتأهيلهم".
أما فيما يخص الصعوبات التي يواجهها مركز "النور" للمكفوفين بأمانة العاصمة ذكر حميد أنها عدم اتساع المبنى وتزايد الإقبال الكبير عليه من جميع محافظات الجمهورية خاصة من المناطق النائية التي ليس فيها حتى مدارس عامة لتعليم المكفوفين، وأنهم نتيجة لذلك يضطرون لاستقبال مثل هؤلاء ودمج طلاب أمانة العاصمة في مدارس الدمج لكي لا يصبحوا معزولين عن مجتمعهم، إلى جانب عدم وجود وسائل مواصلات كافية وعدم وجود دعم للتغذية بشكل كافي؛ ولكن بالرغم من ذلك أشاد حميد بدور الحكومة ممثلة بصندوق المعاقين حيث تساهم مساهمة كبيرة في النفقات التشغيلية للمركز.

سبق في تشريعات المعاقين
أما فيما يخص القوانين والتشريعات اليمنية الخاصة بالمعاقين، فأكد أن اليمن من الدول السابقة في تشريعات المعاقين، بدليل صدور أول قانون للمعاقين في 31 ديسمبر 1999، تلاه عدد من القوانين آخرها تصديق بلادنا على الاتفاقية الدولية لذوي الإعاقة في العام الجاري، والتي تلزمنا بتعديل بعض القوانين والتشريعات الخاصة بهذا المجال، إلى جانب أن اليمن يتفرد بوجود صندوق رعاية وتأهيل المعاقين على مستوى الوطن العربي؛ ولكنه -حد قوله- بحاجة إلى دعم واهتمام أكبر لكي يلبي طلبات المعاقين.
ودعا حميد الجهات المختصة إلى ضرورة الاهتمام بتعليم الكفيف وتوفير الوسائل التعليمية والخدمات الخاصة بمراكزهم وتدريب وتأهيل مدارس الدمج مع المدرسين والعاملين فيها وتوعية المجتمع بأن الكفيف عنده عطاء حتى وإن لم يصل إلى درجة عالية من التعليم، فهو يمكنه أن يكون فنانا أو منشدا أو محاضرا وأشياء نظرية كثيرة يمكن أن يبدع فيها في حال توفر الدعم اللازم له.



الحميري.. مواهب عدة عوضته فقدانه التام لنعمة البصر

التقت "السياسية" أحد المكفوفين لم يمنعه فقدان نعمة البصر من أن يكون عضوا فاعلا في مجتمعه، فأكمل تعليمه الجامعي وأصبح معلما في التربية الخاصة في أحد مراكز المكفوفين بأمانة العاصمة.
المعلم جميل الحميري يمتلك مواهب عدة عوضته عن فقدانه التام لنعمة البصر. فهو بفطنته العجيبة يستطيع التمييز والتعرف على زملائه المعلمين في مركز "النور" وأصدقائه وجيرانه بمجرد المصافحة من دون التحدث معهم, وهو أول كفيف يدير مشروعا تعليميا استثماريا يتمثل في معهد لتدريس الكمبيوتر واللغات.
المعلم الحميري الذي يبلغ من العمر 37 عاما, قال لـ"السياسية": "فقداني نعمة البصر لم يمنعني من شيء, وكان حافزا لي على تحدي وضعي وإثبات ذاتي, فأكملت دراستي الجامعية وحصلت على بكالوريوس في الآداب قسم دراسات إسلامية بجامعة صنعاء, وتم تعييني منذ أربعة أعوام معلما للمكفوفين في مركز النور لرعاية وتأهيل المكفوفين لتعليمهم من خلال طريقة برايل".
يضيف الحميري: "وهبني الله قدرة التعرف على الأشخاص الذين أعرفهم من خلال لمس أيديهم والتركيز عليها لثوان حتى من دون الحديث معهم".
وأثنى على مساعدة أسرته ووقوفهم بجانبه وتحملهم أعباء رعايته حتى أصبح عضوا فاعلا في مجتمعه: "أحظى منها برعاية كريمة منذ طفولتي ودعموني بفكرة مشروع أمتلكه أنا وأحد زملائي معهد (الألفية الحديثة للغات والكمبيوتر) وأديره بنفسي".
وقال إنه يستخدم الحاسب الآلي بسهولة, ويدرس المكفوفين في المعهد بواسطة برنامج مختص يعمل على النطق واللمس, مشيدا بجهود وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة في رعاية المكفوفين وتخصيص مكان لهم في حقل التدريس.
وطالب وزارة التربية والتعليم بمراعاة ما يعانيه وزملاؤه المكفوفون، وفي المقدمة إقامة دورات تدريبية لهم في مسار التربية الخاصة وتأهيل المدرسين المكفوفين وتوفير الوسائل المعنية بطرق التدريس وتبني طباعة المناهج بطريقة "برايل". كما طالب الصحف المحلية بتخصيص زاوية يومية تعنى بشؤون المكفوفين وتوعي المجتمع "حتى يكون الكفيف عضوا فاعلا فيه".

(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:

السبت، 1 أغسطس 2009

تقرير شوروي: عدم ترابط الحلقات الخاصة بالمنتجات الزراعية وغياب دور وزارة الزراعة أهم مشاكل تصدير الخضروات والفواكه


ـ المجالس المحلية لا تمتلك خططا وبرامج لرفع كفاءة التسويق الزراعي وغياب دور السفارات والملحقيات

ـ 1609484 هكتار مساحة الأرض اليمنية القابلة للزراعة بينما المستغلة فعليا 1452437 هكتار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أوصى تقرير رسمي حديث بتوجيه الإنتاج المدروس والمبني على التخطيط المسبق لإيجاد منتجات تلبي الطلب في الأسواق الخارجية ومنها أسواق مجلس التعاون الخليجي , والإيمان الأكيد بان اليمن قادرة على زراعة معظم محاصيل الخضر والفاكهة وتوفير نسبة كبيرة تغطي الاستهلاك لسكان الجزيرة دون استــــثــــناء وفق ما هو متاح من إمكانات.
وإيجاد آلية لرفع كفاءة البحوث والإرشاد الزراعي والتوسع في إقامة الأسواق المجهزة بكافة وسائل الإعداد والتجهز للحاصلات المطلوب تصديرها وضمانة تشغيلها بكفاءة عالية والحد من ظاهرة جني حصاد المحاصيل المختلفة في عبوات لا تــــــتـــــــناسب وطبيعتها ، والإسراع في إيجاد شركة أو عدة شركات متخصصة لصناعة وإعداد العبوات بكل أنواعها بما فيها الضرورية لعملية الجني والنقل وصولا إلى إيجاد عبوات تتناسب مع كل نوع و صنف مطلوب تسويقه محليا أو خارجيا.
كما دعت توصيات تقرير "تنمية الصادرات الزراعية في مجال الخضروات والفواكه" الصادر عن لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية بمجلس الشورى في يوليو 2009 إلى إعادة النظر في دور الاتحاد التعاوني الزراعي والحد من انحرافة الذي يتعين عليه أن يتجه نحو دعم وتشجيع الجمعيات الأعضاء على الانخراط في عملية الإنتاج بهدف التصدير وإلى دور أفضل للمجلس الأعلى للصادرات والجهاز الفني التابع له في دعم الصادرات اليمنية الزراعية إلى الخارج وإيجاد قاعدة معلومات فيما يخص أولويات واحتياجات الأسواق الخارجية وبالأخص المجاورة من المنتجات الزراعية.
الإدارات المعنية بالتصدير الخارجي
كما أوصى التقرير بضرورة تفعيل دور الإدارات المعنية بالتصدير الخارجي ومنحها الإمكانيات الضرورية التي تمكنها من القيام بمهامها ، وإيجاد نوع من العلاقة بين الأجهزة المعنية بالتصدير وأجهزة الإعلام المختلفة ، وتامين الوسائل الممكنة خاصة المعنية بالتمويل من خلال مؤسسة أو بنك يساعد على تمويل الصادرات بأنواعها المختلفة وتذليل الصعوبات التي تواجه عملية الشحن والنقل ، والعبور عبر المنافذ المختلفة ، ومناطق الترانزيت والحد من تـــنامي ظاهرة تعدد الوسطاء ونشاطهم المتزايد دون رقابة وإشراف أو تراخيص لتحديد دور الوسيط والضوابط التي يجب الالتزام بها لحماية المنتج وتحفيز المزارع وتخفيف الأعباء على المستهلك.

غياب دور السفارات والملحقيات
وخلص التقرير بالتأكيد بعدم ترابط الحلقات الخاصة بالمنتجات الزراعية أبتداً من المزارع والمنتج ودور الإرشاد الزراعي والأجهزة والمؤسسات ذات العلاقة وصولاً إلى وصول المنتج وفقاً للشروط المطلوبة إلى المستهلك داخلياً وإقليميا ودولياً وغياب الدور المطلوب من وزارة الزراعة و بقية الجهات ذات العلاقة.
منوها بغياب وضعف الكادر الفني المستوعب لقواعد التصدير وعدم فهم وإدراك متطلبات الزراعة وإنتاج أي محصول وغياب دور السفارات و الملحقيات في البلدان العربية ومنها دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالتنسيق والأعداد المسبق لتصدير أي محصول قابل للتصدير بما في ذلك غياب دورها فيما يتعلق بجمع المعلومات الضرورية عن الإنتاج والاستهلاك في منطقة تواجدها وما يمكن لليمن القيام به لزيادة الصادرات وفق القواعد والمواصفات لتلك البلدان المطلوب التصدير إليها .

عشوائية مطلقة في التصدير
موضحا أن ما يتم تصديره يعتمد في الأساس على العشوائية المطلقة ولا يخضع لأدنى المواصفات المطلوبة ولا يخضع لأبسط قواعد التصدير ولا يحقق العائد الاقتصادي المطلوب تحقيقه وأن المزارع ينتج ويبذل جهداً كبيراً في غياب الدور المطلوب لإرشاده وتوجيهه وأن هناك عدد من المنتجات يتم تصديرها من اليمن بكميات إلى الخارج وتسجل بأسماء بلدان أخرى وغياب التعامل بالمثل حيث ترفض بعض بلدان دول مجلس التعاون ومن وقت إلى آخر استقبال المنتجات اليمنية بما في ذلك تلك التي يلتزم مصدروها بالشروط والقواعد في الوقت الذي تستقبل فيه اليمن سلع تلك الدول بدون قيود ولا شروط .
وأكد التقرير أن اليمن تأتي في المرتبة الأولى من حيث الأراضي المتاحة لزراعة الخضر والفاكهة ، بينما تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية وسلطنة عُمان الثالثة ، وأن بقية دول مجلس التعاون تــــتملك مساحات محدودة للغاية لا تمثل رقماً يمكن من خلاله المساهمة في توفير إي كمية من محاصيل الخضر والفاكهة.
وأوضح أن نجاح عملية التبادل فيما بين اليمن ودول مجلس التعاون في المنتجات الزراعية سوف يمكنها من تأمين احتياجات البلدان العربية الأخرى المجاورة في المقابل أكد أن نسبة كبيرة من واردات الخضر والفاكهة إلى الجمهورية اليمنية تأتي من دول الجوار وعبر المنافذ المختلفة والتي تصل نسبتها إلى أكثر من 95بالمائة أجنبية المنشأ و أن الجهات المعنية والغرفة التجارية لا تعطي اهتماماً بهذا الجانب إضافة إلى دخول بعض المنتجات غير مطابقة للمواصفات الصحية وأن هناك غياب لدور الرقابة الفنية على ما يتم استيراده بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
إستراتيجية للترويج للصادرات الزراعية
هذا وقد تضمن التقرير استعراضا مفصلا عن واقع تصدير المنتجات الزراعية اليمنية من خلال بيان دور الأبحاث الزراعية والإرشاد وعلاقة مخرجاتها على الإنتاج والتسويق , وتأكيد أهمية المعرفة والمعلوماتية التي تعد أحد مجالات هذا النشاط في توجيه الإنتاج الزراعي لما يحقق أهداف التصدير وزيادة التنافسية وتحسين العائدات المتوقعة للمزارعين.
موضحا في تشخيصه للوضع الراهن بضعف أجهزة البحث العلمي وغياب السياسات والإستراتيجية المعنية بالتسويق الزراعي وغياب دور الإرشاد الزراعي بالرغم من وجود تجربة سابقة خاصة في السبعينات من القرن السابق والذي كان للبحوث والإرشاد دور كبير في المساهمة بتطوير أداء القطاع الزراعي بالإضافة إلى غياب الأهداف الخاصة بالتسويق الزراعي محليا وخارجيا وعدم تنمية وتطوير قدرات العاملين في هذا القطاع وبأن المجالس المحلية لم تستوعب الدور المطلوب منها بالرغم إن معظمها تعيش في أوساط المزارعين والمنتجين الزراعيين إلا أنها لا تمتلك خططا وبرامج لتطوير الجوانب المتعلقة بها فيما يخص رفع كفاءة التسويق الزراعي.
وفيما يتعلق بالترويج للصادرات الزراعية أكد التقرير بميزة اليمن النسبية من خلال التباين الواسع في المناخ والأرض , وتعدد محاصيل الخضر والفاكهة و تعدد مواعيد زراعة وإنتاج وجنى المحصول الواحد ، وقال أن هناك العديد من محاصيل الخضر الرئيسية لاتغيب عن الأسواق والحقول على مدار أيام السنة .
ودعا التقرير بهذا الخصوص إلى أهمية إيجاد إستراتيجية واضحة للترويج للصادرات الزراعية ،مع الأخذ في الاعتبار إلى شروط وقواعد أساسية كوضع آلية مناسبة ونظام يحقق الكميات المطلوبة الواجب تصديرها وضمان الجودة و قيام الجهات ذات العلاقة بالدور المطلوب منها بما في ذلك السفارات والملحقيات خاصة الملحقيات التجارية التي يجب ا ن تتواجد في بعض البلدان الأكثر استيعاباً للمنتجات اليمنية والتقيد بالمواصفات والمقاييس المعمول بها بما في ذلك لتلك البلدان المستهدفة لاستقبال الصادرات اليمنية وغيرها.

مساحه الأرض المستغلة للزراعة في اليمن
وتحدث التقرير بالتفصيل عن المساحة الكلية ومساحة الأراضي الزراعية وعدد السكان في جل دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الواردات والصادرات من الفاكهة والخضروات الطازجة والبقول الجافة وأسعارها بين اليمن ودول مجلس التعاون بالإضافة إلى التبادل التجاري حسب الدول وفصول النظام المصنف خلال عام 2007.
وذكرت اللجنة في تقريرها فيما يتعلق بالأرض القابلة للزراعة في الجمهورية اليمنية أنها تبلغ 1609484هكتار ومساحه الأرض المستغلة فعليا 1452437 هكتار والمساحة المحصولية 1485031 هكتار بينما مساحه الخضر 75686 هكتار بحسب إحصاء عام 2006و 82103 هكتار عام 2007والانتاج 904876 طن بحسب إحصاء عام 2006 و 995385طن لعام 2007. بينما مساحه الفاكهة 85244 هكتار بحسب إحصاء 2006 و 87781 هكتار لعام 2007 بينما الإنتاج 861984 طن عام 2006و 922441 لعام 2007 , وبإضافة محصول البن الذي وصلت المساحة المزروعة خلال عام 2006ميلادية 32260 هكتار وبلغ إجمالي الإنتاج 80405 طن وبما أن العديد من محاصيل الخضر تنتمي للعائلة البقولية فقد تم زراعه 52992 هكتار عام 2007 بإنتاج98,221طن.
كميات الصادرات اليمنية
وبين التقرير كميات الصادرات اليمنية من محاصيل الخضر والفاكهة خلال السنوات من 2003-2007منوها أنه خلال عام 2007 تم تصدير 110 طن من البقوليات الجافة بقيمه أجماليه 9 مليار و532 مليون ريال ومن البطاطس 2447 طن بقيمه 143 مليار و 811 مليون ريال ومن الطماطم 5779 طن بقيمه 251 مليار و850 مليون ريال ومن البصل 39932 طن بقيمه 122 مليار و552 مليون و 3 ألف ريال وخضروات أخرى 2809 طن بمبلغ 000 مليار و962 مليون ريال أضافه إلى خضروات محفوظة 540 طن بقيمه 291 مليار و244 مليون ريال.
أما ما تم تصديره في عام 2007 من الفاكهة 51929 طن بقيمه 3010641000 ريال ومن التمور 217 طن بمبلغ 16458000اضافه إلى منتجات فاكهه حيث بلغت كميتها 5460 طن بمبلغ 3934961000 ريال,... كما يعتبر العسل من منتجات الفاكهة اذ تم تصدير 199 طن بقيمه أجماليه قدرها 371946000 ريال فقط.
مشيرا إلى أن معظم تلك الصادرات تذهب إلى دول الجوار خاصة بلدان مجلس التعاون الخليجي ، وأنه فيما يتعلق بالاستيراد فقد تم استيراد 43667 طن من البقوليات الجافة بمبلغ 3971326000 ريال ومن خضر متنوعة طازجة ومحفوظة 40245 طن بقيمه 3634368000 ريال وتمور 16975 طن بقيمه أجماليه 1326506000 ريال وفواكهه متنوعة 32142 طن بمبلغ 15770587000 وعسل طبيعي 495 طن بقيمه 149328000 ريال وعسل غير طبيعي 2091 طن بمبلغ 234777000 ريال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلاشات من تقرير "تنمية الصادرات الزراعية في مجال الخضروات والفواكه"

من التوصيات:
ـ إيجاد آلية تحقق للمزارع اليمني الاستمرار في الإنتاج والعناية بالجودة بما يحقق له الربح المعقول والسعر المناسب للمستهلك
ـ إيجاد لجنة يمنية خليجية يتم من خلالها وضع الأسس الكفيلة بنجاح عملية تسويق المنتجات من الخضر والفاكهة والمنتجات الحيوانية والسمكية من والى اليمن ودول مجلس التعاون
ـ تشجيع مؤسسة الإقراض خاصة الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي لتمويل إقامة الأسواق المتخصصة والمتكاملة والمجهزة ، بما في ذلك تشجيع وتمويل الاستثمار الهادف إلى تطوير الصادرات على مستوى المنطقة
ـ يجب وضع تصور كامل للترويج للمنتجات اليمنية من خلال الاستفادة من تجارب المحلية والاقليمية والدولية والحرص على المشاركة في المعارض السنوية وان يكون لوزارة الخارجية والملحقات التجارية دور في المساهمة الفعالة للترويج ومعرفة النمط الاستهلاكي للمستهلك الخارجي وتفعيل الاتفاقيات الثنائية التي يتم التوقيع عليها

من نتائج التقرير:
ـ مراكز التصدير الموجودة غير مجهزة بصورة متكاملة
ـ عدم وجود قاعدة معلوماتية توضح ما هي أمكانية اليمن المتاحة في إنتاج وتسويق أي محصول بالكميات المطلوبة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(السياسية) ـ تقرير غمدان الدقيمي:


الخميس، 9 يوليو 2009

"السياسية" تتتبع جهود ترصد وباء أنفلونزا الخنازير في اليمن



أنفلونزا الخنازير أو فيروس إتش1 أن 1، حديث الساعة في غالبية دول العالم؛ نظرا لسرعة انتشاره بين البشر وإمكانية العدوى، وبالرغم من الإجراءات المتخذة في كافة المنافذ الدولية إلا أن الفيروس ما يزال ينتشر بين الدول برا وبحرا وجوا. وفي اليمن تم الإعلان عن عدد من الحالات كانت لمسافرين وفدوا من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا
وغيرهما."السياسية" تسلط الضوء على جهود الترصد اليمنية لهذه الجائحة بدءا بمطار صنعاء الدولي سعيا منها لتعزيز تلك الجهود وسد الثغرات الإجرائية في مواجهة الجائحة العالمية.

بدأت "السياسية" من مكتب مدير عام المطار، طلبا للإذن بمقابلة المختص عن الترصد الوبائي في الصالات الداخلية، وهناك التقت نائب مدير مركز الحجر الصحي، الدكتور عبد الحميد جمعان، الذي حذّر بصورة قلقة من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير في اليمن نتيجة تهاون الجهات المعنية، وعدم توفير أجهزة حديثة لفحص الوافدين.وأورد جمعان شواهد على بعض ثغرات الترصد، إذ قال: إن "موظفي الحجر الصحي بالمطار بعد أن كشفوا الحالات التي تم الإعلان عنها سابقا (كالطفلة اليمنية التي تحمل الجنسية البريطانية البالغة من العمر 11 عاما وغيرها) واجهوا عدّة صعوبات بدءا من عدم التجاوب السريع مع فريق الترصد، مع أن المؤشرات الأولية في حالة الطفلة -على سبيل المثال- أظهرت أعراض المرض لديها، ولكن سُمح لها بالدخول من قبل المعنيين في الصحة. وفوق ذلك، تأخرت الجهة المعنية كثيرا بالحضور إلى المطار لأخذ العيّنة التي سُحبت من الطفلة، والتي قال جمعان: إنها ظلت محفوظة (العيّنة) في ثلاجة المطار لساعات طويلة، وأنه لولا تواصل مدير الأمن القومي بالمطار العقيد حافظ الجمرة مع عمليات الوزارة بهدف أخذ العيّنة وفحصها لما تم فحصها، ولن يتم الإعلان عن هذه الحالة".وفي حالة أخرى قال جمعان: "قبل حوالي شهر، وصل إلى مطار صنعاء أحد الباكستانيين قادما من دبي، وكان يحمل كل أعراض الفيروس، ولذلك قام فريق الترصد بأخذ عيّنة منه، وتم التواصل مع الجهة المختصة، إلا أنها - حد قوله- لم تحرك ساكنا، بل وأمرت تلفونيا بدخول الحالة المشتبه بها دون التأكد من نتائج فحص العيِّنة.

رصدوا أول الحالات ومكافأة بالتغيير
حسنا. بدا لنا الأمر مقبولا، حتى هذه اللحظة، وفي ظل هذه الظروف التي يعوزها الحصول على أبسط التجهيزات، فقد استطاع موظفو الحجر الصحي البالغ عددهم عشرة، وإدارة مطار صنعاء بما فيها إدارة الأمن القيام بدور كبير جدا بدءا باكتشاف أول حالة مصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير لطالب يمني يحمل الجنسية الأميركية التي أعلن عنها في16 يونيو الماضي والتي تلاها في 17 يونيو الإعلان عن إصابة أربع حالات جديدة لطلاب كانوا ضمن اليمنيين القادمين من الولايات المتحدة الأميركية في رحلة الحالة الأولى نفسها. لكن أن يستمر أمر التساهل في تلبية متطلبات الترصد فهذا وضع يستحق قرارا حاسما وعاجلا.يقول جمعان: "طالبنا بأجهزة ومعدات حديثة ووسائل وقاية للمكافحة والتصدي للفيروس؛ لأننا لم نكن نزاول العمل سوى بثلاثة أجهزة يدوية حرارية تم صرفها من وزارة الصحة، وهي لا تفي بالغرض، لكن إصرارنا على هذه المطالب قوبل –للأسف- بتهديد شديد اللهجة إذا لم نقم بتسهيل دخول المسافرين دون شكاوى.

وفي 23 يونيو 2009 كانت المكافأة المفاجئة -بحسب جمعان- إذ حضر مدير عام إدارة الأمراض إلى المطار حاملا رسالة من الوكيل إلى مدير عام مطار صنعاء بأنه قد تم تغيير الفريق في المركز وبرفقته فريق بديل، مكوّن من عشرة أشخاص يعملون بالمستشفى الجمهوري (في تخصص التمريض) في حين كان الفريق الأول يشمل جميع التخصصات. دخول حالات مصابة وبالطبع، فإن هذا التغيير ليس إقالة، لكنه -كما أكد جمعان- إعفاء الفريق السابق فقط من العمل الخاص بأنفلونزا الخنازير، ولم يستبعد جمعان دخول حالات إصابة جديدة إلى البلاد حتى في ظل الفريق الجديد، وهو أمر ربما تؤكده الرسالة التي حصلت عليها "السياسية" والموجهة إلى مدير عام المطار، وفيها إشارة إلى أن عددا من أعضاء فريق الحجر الصحي الجديد أخلوا مسؤوليتهم من دخول حالة مصابة لم يتم فحص عيّنتها للأسباب نفسها التي وضّحها جمعان سابقا.

هناك الكثير مما يستحق الرصد في حملة للترصد، إذ لا كاميرات حرارية حتى الآن بل إن هناك من يشتكي من أوامر تستثني فحص مواطني بعض الدول بحجة عدم الإساءة للعلاقات الثنائية، وهي ملاحظات تقتضي الحيادية والدِّقة في جميع تفاصيلها.

"السياسية" في ضيافة وزارة الصحة
اتجهنا بهذه الهموم مباشرة إلى وزارة الصحة العامة والسكان، وهناك التقينا الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية العُليا لمواجهة الجائحة العالمية لأنفلونزا الخنازير، مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بوزارة الصحة، الدكتور عبد الحكيم الكحلاني، وشرح لنا بالتفصيل دور وزارة الصحة العامة والسكان لمواجهة الجائحة منذ بداية ظهورها، ودور اللجنة الوطنية العليا للاستعداد للجائحة، والتي بدأت عملها منذ عام 2005 أثناء جائحة أنفلونزا الطيور، واجتماعاتها الدورية والاستثنائية، وتفعيلها خلال السنوات الماضية لأنشطة وزارة الصحّة والتي أثمرت عند ظهور الوباء الجديد إتش1 إن 1.

منوها إلى أنه خلال الشهرين الماضيين تم تفعيل الترصد عبر المطارات والمنافذ وتدريب الكوادر في المحافظات وتعريفهم بالمرض وآليات الترصد وأخذ العيّنات وعقد دورات تدريبية لكوادر من موظفي الخطوط الجوية اليمنية سواء المضيفات أم الطيارين؛ لإبلاغ السلطات الصحيّة في المطار بأية حالة مبكرا، كما يتم توزيع كروت لجميع الركاب في الطائرات القادمة إلى اليمن لتعبئتها، وتتضمن أسئلة عن الحالة الصحيّة للمسافر والأعراض التي يشعر بها (حمى أو زكام أو وجع في الحلق أو سعال) مع تحديد أسماء الدول التي قام بزيارتها أثناء الأسبوعين الماضيين.

وأضاف الكحلاني: عند وصول الطائرة يتم التأكد من درجة حرارة جميع الركاب القادمين من الخارج، وإذا ثبت ارتفاعها لدى أحدهم يتم فورا أخذ عيِّنة له وإرسالها إلى المختبر المركزي الذي تم تجهيزه بجهاز الفحص "بي. سي. آر"، من أحدث الأجهزة، وتم تدريب كوادره في جمهورية مصر العربية بواسطة منظمة الصحّة العالمية، وقام بكل الفحوصات للحالات التي أعلن عنها.

على المدعي البيّنة
ونفى الكحلاني أي إعلان عن تركيب كاميرات حرارية بالمطارات، موضحا أن ما تم الإعلان عنه هو موافقة مجلس الوزراء واللجنة الوطنية العُليا على شراء هذه الأجهزة وتركيبها وهي حاليا بصدد إجراءات المناقصة، متمنيا أن يتم تركيبها سريعا لأهميتها، مؤكدا فاعلية أجهزة الفحص الحالية في المطارات (مطار صنعاء)، بشكل كبير بدليل اكتشافهم لحالتين من ثماني حالات، وتتميز بالسرعة، حيث يتم استكمال إجراءات ركاب الرحلة الواحدة من الطائرة الذين يصل عددهم من 150 إلى 200 شخص خلال خمس دقائق.واستبعد الكحلاني دخول أية حالات مصابة بالفيروس إلى اليمن عبر مطار صنعاء، وأن على من يدعي ذلك البيّنة وإحضار الحالة، لافتا إلى أنه عند اكتشاف أية حالة يتم التواصل مع من كانوا على متن الطائرة التي أعلن عن إصابة شخص فيها من خلال المعلومات الموثقة في الكروت المشار إليها سابقا، وأن غرفة العمليات تقوم بواجبها على أكمل وجه في هذا الموضوع، موضحا أن كلتا الحالتين المصابتين بالفيروس اللتين تم اكتشافهما في مطار صنعاء الدولي بمجرد وصولهما استلمتا علاجهما هناك، مؤكدا أنه لم تُسجل حتى الآن أية حالة من المخالطين للمرضى.

وبخصوص الطفلة البريطانية، وبقية الحالات التي قيل إن غرفة العمليات وإدارتها تقاعست عن أخذ عيّناتها، ونفى الدكتور الكحلاني تماما صحة تلك المعلومات، موضحا أن عيّنة الطفلة البريطانية لم تتأخر أكثر من ساعتين، وأن الحديث عن إتلاف عيِّنات مشتبهة بحملها للفيروس لا أساس له من الصحة وكذب، لكنه قال: "إن هناك حالة أخطأ أحد أفراد الطاقم الجديد في المطار بتشخيصها؛ كونه لم يتعود على أخذ العيِّنات، فبمجرد أن شاهد الحرارة مرتفعة أعتقد أنها حالة مشتبهة، وهي حالة لم تكن وافدة من أية دولة مصابة بالمرض، ولم يكن قد خالط مصابين، وفيما بعد وصلت "السياسية" مذكرة موجّهة إلى مدير عام مطار صنعاء تحمل توقيع الكحلاني، وفيها طلب تغيير اثنين من طاقم الحجر الصحي الجديد.

قلة المحالينفادهال وخشية
وعن سبب تغيير طاقم الحجر الصحي السابق بمطار صنعاء، اكتفى الكحلاني بالقول: الطاقم السابق طلّع روح الوزارة بالمطالب، والطاقم الجديد أفضل بكثير من السابق، عمل على تحسين العمل والجميع راضٍ عنهم في المطار، سواء الإدارة أم الأمن. لكن الكحلاني أبدى قلقه من شحة المحاليل المتوفِّرة ويخشى نفادها سريعا إذا تم فحص كل من يطلب ذلك؛ لأن المختبر قد يقف عاجزا عن الفحص للحالات الحقيقية، حد قوله. كما أن المختبر يفضل أحيانا أن يتم تجميع عدّة عيِّنات لكي يتم فحصها دفعة واحدة؛ توفيرا لبعض التكاليف، حيث تبلغ تكلفة الفحص الواحد أكثر من 25 دولارا.

وحثّ الكحلاني في ختام حديثه المواطنين على الهدوء وعدم القلق من الوباء؛ كونه لم يسجل حتى الآن أية حالة شديدة الخطورة في جميع دول العالم، وأن الغالبية العُظمى من الحالات خفيفة جدا وتتشابه مع الأنفلونزا المعتادة.

وبما ان التغييرات المتكررة لأعضاء فريق الترصد تطرح أسئلة كثيرة فحواها أن ليس كل شيء على ما يرام !
لكن هل يعقل مثلا أن يكون اجراء التحفظ على أي حالة اصابة واحدة فيه اساءة بالغة للعلاقات اليمنية الاقليمية والدولية ..في الحقيقة ان اجراءات كهذه من شأنها حماية مواطني تلك الدول وبناء علاقات مسؤولة وراسخة معها.



(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:



الأربعاء، 8 يوليو 2009

"المواد العلمية والنحو" إشكاليات جمة ومراقبون يعتبرون أجر المراقبة استهتارا


أضاعت صعوبة امتحان التفاضل والتكامل لدى غالبية طلاب القسم العلمي فرحة الانتهاء من امتحانات نهاية العام الدراسي 2008- 2009، فقد ودّع الطلاب، أمس الثلاثاء، المذاكرة وأيام التعب على أمل ألاّ يعود لتلك المرحلة."السياسية" شاركت الطلاب لحظة توديع الامتحانات واستطلعت آراءهم حول امتحان الرياضيات، وكيف كانت الأسئلة، وكم يتوقعوا أن يحصلوا على معدلات؟


اشتكت كثير من الطالبات في مركز "الشهيد الأحمر" بالأمانة من امتحان التفاضل والتكامل, وأجمعن على أن الأسئلة غير مباشرة، ولم تأتِ كما أتت في نماذج الامتحانات السابقة التي اطلعن عليها.وقلت الطالبات: "كُنا نبدأ بالحل ولا نستطيع أن نكمله"، وأخريات قلن إن صيغة الأسئلة لم تكن واضحة، بالإضافة إلى أنهم منعوا استخدام الآلة الحاسبة في امتحان الجبر والهندسة.وفي المقابل، قالت أخريات إن الامتحان كان متوسطا وجمع بين السهل والصعب، بحيث لم يكن صعبا لدرجة لا يستطعن الحل ولا سهلا كل السهولة، واختلفت آراء الطالبات عن أفضل امتحان، الجبر والهندسة أم التفاضل والتكامل، فقال البعض إن امتحان الجبر والهندسة كان أسهل، فيما قالت أخريات إنه أصعب.

انطفاء الكهرباء
يجمع غالبية الطلاب ويشكون بمرارة، تفوق الوصف، من قضية انطفاء التيار الكهربائي، وقالوا إن الانطفاء المتكرر للتيار سبب لهم أزمة في المذاكرة وأضاع أوقاتهم. وحول اختلاف آراء الطلاب بين السهل والصعب، سألنا مدرس مادة الرياضيات في مدرسة سالم الصباح علي السوسوة، الذي أكد أن امتحان التفاضل والتكامل كان مباشرا، ومن داخل المنهج، ولم تكن هناك فكرة من خارج المنهج.

منع الآلة
ويضيف: بالنسبة لامتحان الجبر والهندسة كان أيضا مباشرا، باستثناء فقرتين في الجبر كان الإشكالية فيها "أنها أسئلة أو فقرات غير متعود عليها، كما في الأشكال السابقة للامتحان"، وعن المنع من استخدام الآلة الحاسبة في امتحان الجبر والهندسة، قال السوسوة إنه كان مكتوبا على ورقة الأسئلة يمنع استخدام الآلة، وأكد أنه لم تكن هناك حاجة لاستخدام الآلة، ويرى أن سبب شكوى الطلاب من عدم استخدام الآلة هو ابتعادهم عن جدول الضرب والجمع، والصرح: بمعنى أن الطلاب تعودوا على السهل.

الغريب في امتحان التفاضل والتكامل أنه رغم شكوى الطالبات من صعوبة الامتحان إلا أن أغلب الطالبات في المركز الذي كُنا فيه طلبن دفاتر إجابة إضافية، وعند سؤال الطالبات اتضح لنا أن الطالبات قُمن بحل كل أسئلة الامتحان، فيما كان المطلوب أربعة أسئلة فقط،، فيما قامت أخريات ممن طلبن الدفاتر الإضافية بطرح أكثر من طريقة لحل المسائل، وترى أخريات أنه كُلما كان الدفتر مليئا بالإجابة كانت الدرجات أعلى.

إعادة نظر
لم يختلف الوضع لدى الطلاب في مركز "الفاروق" بأمانة العاصمة، فمنهم من قال إن أسئلة امتحان أمس لا بأس بها، ومنهم من أشار إلى أنها صعبة. وبين هذا وذاك أجمع الغالبية على أن أسئلة مواد الكيمياء والإنجليزي والنحو والرياضيات كانت صعبة جدا، وبحاجة إلى إعادة نظر في التصحيح، والبعض الآخر لم يجدوا أي صعوبة طوال فترة الامتحانات.عبد الحميد توفيق (أحد الطلاب الذين أكملوا امتحاناتهم الثانوية في القسم العلمي في تعز)، قال: إن أسئلة التفاضل والتكامل سهلة، كما هي أيضا أسئلة الجبر والهندسة، موضحا أنه كانت هناك صعوبة في مادتي الفيزياء والكيمياء، ولكن الطالب المذاكر يستطيع حلها مهما كانت صعوبتها.
وبرغم الصعوبات والشكاوى من الأسئلة والامتحانات وانقطاع الكهرباء المستمر إلا أن الأغلب مرتاح للامتحان، ويقول إنه أبسط من العام الماضي، ويتوقعون أن يحصلوا على مُعدلات لا تقل عن 70 بالمائة. ويقولون: "نحن ذاكرنا واجتهدنا، وأجبن بالشكل الصحيح، والتصحيح يا عالم".

المراقبون يشكون
المراقبون في المركز ذاته لم يكونوا أكثر حظا من غيرهم من الطلاب، فقد شكا عدد ممن التقتهم "السياسية" من أجر المراقبة الذي وصفوه بالضئيل وغير المنصف، قال أحدهم: "أيعقل أن أتلقى 1000 ريال مقابل أجر مراقبة طلاب الشهادة الأساسية طوال فترة الامتحانات، ولكن الحاجة دفعتني لأخذها؟".
مراقب آخر أكد أنه لم يقبلها من المشرف بحجة أنها استهتار بالمعلم، وأكد عدد من المراقبين بأن أجر مراقبة امتحانات الشهادة الثانوية لا يتعدى 250 ريال في اليوم الواحد، وأن بعضهم استلم 2000 ريال مقابل مراقبة ثمانية أيام.
ويقول رئيس مركز "الفاروق"، خالد الجمرة، يفترض أن يتم إعادة النظر في أجر المراقبين، وأن يتم رفع الأجر إلى 1000 ريال في اليوم بدلا عن 400 ريال. أحد المراقبين أشار إلى أنه يتم استقطاع جزء من المبلغ المخصص من التربية والتعليم للمشرفين الذين يقومون بالصرف, أحد المعلمين لفت إلى أن صرف مبالغ زهيدة للمراقبين معناه تسهيل عملية الغش لتقاضي أي مبالغ من الطلاب, هذه المشكلة نطرحها أمام الجهات المعنية بوزارة التربية والتعليم والمجالس المحلية بالمحافظات والمديريات للعمل على حلها وتفاديها خلال السنوات القادمة.

إغماء وبكاء
رئيس مركز "الفاروق" قال: "سارت الامتحانات بهدوء تام وبشكل جيّد في هذا المركز، إلا أنه كانت هناك صعوبة في ثلاث مواد (النحو والكيمياء والرياضيات). وكُنا نتمنى أن يتم تنويع الأسئلة لكي يتمكن الطالب المذاكر والمذاكر بشكل أقل من حلها، وأن أسئلة امتحان أمس (التفاضل والتكامل) طالب الكثير من الطلاب المذاكرين بدفترين للإجابة على الأسئلة بسبب طولها". موضحا أن عدد الطلاب المكملين في امتحان أمس بلغ عددهم 21 طالبا.

الجمرة لم يخفي حدوث عدّة إشكاليات أثناء الامتحانات، منها: حالات إغماء وبكاء داخل القاعات، وأن السهر وتعاطي القات أثر سلبا على الكثير من الطلاب أثناء الاختبارات، وذكر أن أحد الطلاب في امتحان الجبر والهندسة قام بتمزيق دفتر الإجابات؛ كونه لم يتمكن من الحل، وأن البعض سلموا دفاترهم بيضاء.

مطالب رئيس مركز امتحاني
وينصح الجمرة بضرورة اهتمام أولياء الأمور بأولادهم منذ بداية العام الدراسي، وليس كما هو حاصل أيام الاختبارات يأتي ولي الأمر ويطالب رئيس المركز الامتحاني بمساعدة ولده، مؤكدا أن هناك قصورا في هذا الجانب، وطالب القائمين على المدارس بضرورة إرسال رسائل لأولياء الأمور توضّح تقييم المستوى التعليمي لأولادهم، وأيضا على الذين يضعون أسئلة الامتحانات بأن تجمع ما بين السهل والصعب، ومراعية للفروق الفردية بين الطلاب. وبالرغم من ذلك أشاد الجمرة بتميّز الطلاب المعاقين (الكفيفين) الذي اختبروا في هذا المركز عن بقية الطلاب الأصحاء.

ختاما
ثقافة الغش لم تفارق الطلاب منذ بداية أيام الامتحانات، وحتى نهايتها. فهنا في مركز "الفاروق" بالأمانة سمعت أحد الطلاب يخاطب رئيس المركز قائلا:"ما هو هذا يا أستاذ من أول يوم إلى آخر يوم لم تسمحوا لنا بالغش". وهو ما سمعناه أيضا من طلاب طوال فترة الامتحانات: "سمحوا لنا بالغش، لم يسمحوا لنا بالغش، أو سمحوا لنا مقابل كذا من المال". تلك هي خلاصة امتحانات الثانوية العامة للقسم العلمي.
(السياسية) ـ أمرية المريطي وغمدان الدقيمي: