تشهد أمانة العاصمة وما تزال انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وصلت في بعض الأيام من ساعتين إلى أكثر في اليوم الواحد، ولمدة لا تقل عن ساعة في كل انقطاع.وقال مواطنون وطلاب من سكان العاصمة لـ"السياسية" إن انقطاع التيار الكهربائي يؤرق حياتهم اليومية ويتلف أجهزتهم الكهربائية المنزلية، خصوصا تلك التي يسهو المواطن عن فصلها أثناء انقطاع التيار الكهربائي، والذي يعود بقوة عالية تساعد على احتراقها.وفي هذا الإطار، قال غازي قاسم (موظف في أمانة العاصمة) إن انقطاع التيار الكهربائي يعكس نظرة ليست جيدة عن البلد، وبالذات إذا نظرنا لها من منظور الاستثمار واستقطاب المستثمرين، فلا شك هناك دول لها مقرات في العاصمة (سفارات) لن تعكس نظرة إيجابية عن اليمن في هذا الجانب.وتساءل غازي عن دور الجهات المختصة ممثلة بوزارة الكهرباء: "أين الجهود والإنجازات التي يتحدث عنها القائمون على قطاع الكهرباء، خاصة وأننا أصبحنا نتمنى عدم انقطاع التيار، خلال يومين أو ثلاثة أيام، في أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات". ويتوقع أن يكون الوضع سيئ للغاية في المحافظات الأخرى، وبالذات الحارّة (عدن والحديدة وغيرها)، مستنكرا الوعود التي يطلقها المسؤولون والمختصون في الوزارة بشأن معالجة مشكلة الكهرباء، التي ما زالت معظم المناطق محرومة منها.انتهاء عمرها الافتراضيمن جانبه، انتقد مراد عبد الوالي (طالب في كلية الهندسة جامعة صنعاء) هذه المشكلة نظرا للسلبيات التي تخلفها على الطالب الجامعي؛ إلا أنه قال: "إن انقطاع التيار الكهربائي أمر طبيعي بالنسبة لبلد لديه شحه في محطات توليد الطاقة الكهربائية".واستغرب مراد من وضع محطات توليد الطاقة الكهربائية الوطنية، وما يعتريها من إهمال ولا مبالاة، أدت إلى انتهاء عمرها الافتراضي، أو توقف مولداتها، وانخفاض القدرة الإنتاجية لها؛ بسبب عدم الصيانة الدورية، وهو ما أدى -حد وصفه- إلى عجز الجهات المختصة عن توفير الطاقة الكهربائية دون أي إنقطاعات، محملا الوزارة مسؤولية هذه المشكلة، وطالبها بمعالجتها في أقرب وقت ممكن.
من المتطلبات الأساسية في جميع المجالات
من جهته أكد مواطن آخر، أنه في فصل الصيف تزداد مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في كل الأوقات (الليل والنهار) بسبب زيادة الاستهلاك، بحسب توضيحات المختصين. وهو الأمر الذي يجعلنا نقول "إن الدولة لم تبذل أي جهد يذكر في معالجة العجز في التيار الكهربائي الناتج عن التوسع المعماري وزيادة الاستهلاك"- حد قوله.لافتا إلى أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي يؤدي إلى إتلاف الأجهزة الكهربائية المنزلية، مما يترتب على ذلك الكثير من الخسائر المادية للأسرة اليمنية وكذلك يؤثر على التحصيل العلمي لطلاب المدارس والجامعات وغيرهم.
محول "رافع جهد" "السياسية"
محول "رافع جهد" "السياسية"
أجرت اتصالا هاتفيا بأحد الزملاء في محافظة عدن -مرزوق راشد- لمعرفة ما يجري هناك حول هذا الموضوع، وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يتم في بعض المديريات بين الحين والآخر وأحيانا يستمر أكثر من ساعة وعدة مرات في اليوم، إلا أنه أكد أن انقطاع التيار الكهربائي في المحافظة، خلال هذه الأيام، يختلف كثيرا وأفضل مما كان عليه الوضع العام الماضي، حيث كان يبلغ الانقطاع ذروته. ووفقا للإحصاءات، فإن انقطاع التيار الكهربائي وعودة التيار بشكل مفاجئ بقوة كهربائية عالية يحصد خسائر مادية يدفعها المواطنون تقدر بحوالي سبعين بالمائة من إجمالي خسائر تلف الأجهزة، بحسب تقرير سابق لـ"السياسية" نُشر في عددها 20424 ، التي أشارت إلى أنه عندما يرجع التيار الكهربائي يجب الانتظار قليلا حتى يؤكد استمرار التيار، ومن ثم إعادة توصيل التيار إلى الأجهزة، وأنه يجب توعية جميع أفراد الأسرة منهم الأطفال على وجه الخصوص. وزادت: لا شك أن ضعف التيار سبب رئيس في تلف الأجهزة، لذا ينصح المهندسين باستخدام محول رافع جهد.
اتساع الفجوة بين الاستهلاك العام والقوة المتاحةوعن تواصل الانقطاعات المتكررة للكهرباء، ارجع وزير الكهرباء، المهندس عوض السقطري، خلال رده على أسئلة واستفسارات النواب في البرلمان، ذلك إلى أسباب اتساع الفجوة بين الاستهلاك العام للكهرباء والقوة الكهربائية المتاحة، إضافة إلى تهالك محطات التوليد الكهربائي، واقتراب انتهاء عمرها الافتراضي. وأوضح السقطري "أنه رغم الجهود التي تبذلها الحكومة ووزارة الكهرباء لتغطية العجز القائم في مجال الكهرباء من خلال شراء الطاقة، فإن العجز سيظل قائما، واسترداد الفجوة العام الحالي من 9- 10 بالمائة.
صيانة دوائر النقل
اتساع الفجوة بين الاستهلاك العام والقوة المتاحةوعن تواصل الانقطاعات المتكررة للكهرباء، ارجع وزير الكهرباء، المهندس عوض السقطري، خلال رده على أسئلة واستفسارات النواب في البرلمان، ذلك إلى أسباب اتساع الفجوة بين الاستهلاك العام للكهرباء والقوة الكهربائية المتاحة، إضافة إلى تهالك محطات التوليد الكهربائي، واقتراب انتهاء عمرها الافتراضي. وأوضح السقطري "أنه رغم الجهود التي تبذلها الحكومة ووزارة الكهرباء لتغطية العجز القائم في مجال الكهرباء من خلال شراء الطاقة، فإن العجز سيظل قائما، واسترداد الفجوة العام الحالي من 9- 10 بالمائة.
صيانة دوائر النقل
"السياسية" أبت إلا أن تتعرف من الجهات المختصة عن أسباب الإنقطاعات المتكررة، ومتى ستُحل المشكلة، وفي هذا السياق أوضح مدير عام التوليد بالمؤسسة العامة للكهرباء، أحمد الكامل، أن سبب الانطفاءات الحاصلة حاليا، بشكل عام، هو الطلب المتزايد على التيار مع بداية فترة الصيف والذي يقابله تنامي الأحمال سنويا، ومحدودية القدرة المتاحة، حيث يؤدي إلى حدوث عجز. مؤكدا أنه نظرا لمحدودية مخصصات الوقود يحصل عجز، وأنهم يضطروا للتشغيل بحسب كمية الوقود المتوفرة، والتي تزوّد فيها محطات الطاقة.منوها إلى أن السبب الاستثنائي، بالإضافة إلى الأسباب السابقة للإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في أمانة العاصمة، خلال الثلاثة الأيام الماضية، هو أن هناك صيانة تُجرى لدوائر النقل (ذمار صنعاء) 132 كيلو فولت، في الفترة الصباحية، وهو السبب في انقطاع تزويد صنعاء من المحطات الرئيسية، فتعتمد بالتالي على التوليد المحلي (محطات: "ذهبان وحزيز وصنعاء")، لافتا إلى أن القدرة المتاحة، في هذه المحطات، لا تتوافق مع طلب أمانة العاصمة للتيار الكهربائي، خصوصا عند ما تجرى صيانة لدوائر: "ذمار، صنعاء".وتوقع الكامل أن يتم الانتهاء من عملية الصيانة خلال اليومين القادمين، وستعود الحالة الطبيعية للتيار.
43بالمائة من سكان الجمهورية بدون كهرباء
الجدير بالذكر، أن تقرير "قطاع الكهرباء.. الحاضر وتطلعات المستقبل" الصادر عن لجنة السلطة المحلية والخدمات بمجلس الشورى في مايو 2009، أشار إلى أن 43 بالمائة من سكان الجمهورية اليمنية ما يزالون محرومين من الكهرباء، حتى تاريخ التقرير، وأن معدل نصيب الفرد اليمني من الكهرباء لا يتجاوز 400 كيلووات/ ساعة، وأن أكثر من نصف محطات التوليد الرئيسية، إما انتهى عُمرها الافتراضي أو أوشك على الانتهاء، كما هي حال جميع المحطات البخارية.وقال التقرير: "إن الطاقة الكهربائية إحدى المتطلبات الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في تنشيط الاستثمار وتحقيق التنمية البشرية وتنمية القطاع الصناعي والخدمات الاقتصادية الأخرى، فضلا عن دورها غير المباشر في خلق فرص عمل، والتخفيف من الفقر، بما في ذلك تخفيف الأعباء على المرأة، لاسيما في الريف "مما يعني أن الموضوع لا ينحصر في توفير الطاقة المناسبة للمواطن وتحريره من آفة "طفي- لصي"، وما تسببه من مضايقات وخسائر من خلال إتلاف الأجهزة المنزلية، التي تعمل بالكهرباء، ولكنها تتجاوز ذلك بكثير، وأن اليمن يعاني من عدة مشاكل (البطالة ونضوب مجال الزراعة وغيرها)، بمعنى أنه لم يبق سوى جذب الاستثمار في كافة المجالات، وذلك يتطلب توفير طاقة كهربائية أضعاف ما هو متوفر حاليا، وبأسعار جاذبة للمستثمر". وكشف التقرير أن الإجمالي العام للقَُدرة التصميمية المركبّة لمحطات الكهرباء في عموم محافظات الجمهورية تبلغ 1470,0 ميجاوات، وأن إجمالي القُدرة المتاحة حاليا بلغت 1200,0 ميجاوات، فيما إجمالي القُدرة المتاحة بعد التأهيل 1356,0 ميجاوات.
نقلا عن صحيفة السياسية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق