الأحد، 17 مايو 2009

تأخير اعلان نتائج امتحانات الفصل الدراسي الاول بجامعة صنعاء.. مشكلة تبحث عن حل

يشكو عدد من طلاب جامعة صنعاء تأخير إعلان نتائج امتحانات بعض مواد الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الجاري 2008 ـ 2009 حتى الآن، واعتبروها مشكلة تقلق الكثير منهم، خصوصا مع بدء العد التنازلي لامتحانات الفصل الدراسي الثاني التي من المقرر أن تبدأ في 13 يونيو المقبل، بحسب أحد الطلاب. "السياسية: سلطت الضوء حول هذا الموضوع وخرجت بالحصيلة التالية:

المشكلة وتأثيرها السلبية
أكد عدد من طلاب جامعة صنعاء أنه بالرغم من مرور أكثر من شهرين على انتهاء امتحانات الفصل الدراسي الأول، 19/26/ فبراير 2009، و5 مارس 2009؛ إلا أن نتائج امتحانات بعض المواد حد قولهم لم يعلن عنها حتى الآن. وفي تصريحات خاصة إلى "السياسية)" أشاروا إلى أن هذه المشكلة ليست وليدة اللحظة، بل تتكرر عاما بعد عام أمام مرأى ومسمع الجميع، بمن فيهم المختصين في الكليات والجامعة. وأوضح غالبية من التقتهم "السياسية" أن المشكلة تشكل لديهم قلقا شديدا من الناحية العلمية والذهنية وأنهم ينشغلون بالتفكير بتلك المواد ويجهلون إن كانوا ناجحين أم فاشلين فيها أكثر من انشغالهم بالمواد الأخرى المقررة عليهم خلال فترة الفصل الدراسي الثاني، وهو ما ينعكس سلبا على محصلتهم في الفصل الدراسي الثاني ونهاية العام. واعتبروا أن تأخر إعلان نتائج بعض المواد يحرم كثيرا من الطلاب من رفع تظلم أو الطعن، خصوصا إذا كان الطالب متأكدا من النجاح وفوجئ برسوبه.
المطالبة بفتح تحقيق
وفي الوقت الذي يرى فيه عدد من الطلاب أن الأكاديميين (مدرسي المواد) هم السبب الأول والأخير في المشكلة، يرى آخرون غير ذلك، حيث يعتقدون أن إهمال مسؤول الكنترول هو السبب في ذلك. في المقابل يُحمّل آخرون الطرفين المسؤولية الكاملة ويطالبون بفتح تحقيق بالقضية ومحاسبة المتورطين فيها. ولأننا تعهدنا للطلاب بعدم ذكر أسمائهم كاملة، فقد أكد "م. ع" طالب في كلية التجارة نظام عام أن نتيجة مادتي "الحاسب الآلي" و"نقود وبنوك" لم يعلن عنهما حتى الآن، وأن هناك إهمالا ولا مبالاة من قبل المختصين ومن جراء ذلك التأثير السلبي الذي يصاب به الطالب نتيجة ذلك. "ن. ق" هو الآخر طالب في كلية التجارة "نظام موازي" لفت إلى أنهم لم يستلموا حتى اليوم نتيجة مادتي شركات الأشخاص والحاسب الآلي. أما "ع. أ" فيوضح أنه يعاني قلقا شديدا بسبب عدم إعلان نتيجة العلوم السياسية، برغم أنه متأكد من النجاح فيها لكنه يخاف أن يواجه عكس ذلك ويحول دون تمكنه من الطعن فيها.
دافعا نحو الفشل
من جهته تحدث طالب آخر فضّل عدم ذكر اسمه عن أهمية التعليم وما يمثله في حياة الشعوب وتطوراتها.وأوضح أن المعاناة التي يواجهها الطالب الجامعي كثيرة جدا، منها الانتظار الطويل من فصل دراسي إلى آخر وإلى العام بحثا عن النتائج التي تحدد طريق نجاحه أو فشله، مؤكدا أن تأخر إعلان النتائج في جامعة صنعاء باتت مشكلة تسبب ضغطا نفسيا على الطلاب وأيضا هي عامل على الفشل. وتساءل: "متى نجد حلولا لهذه المعاناة التي باتت خطرا على مستقبل التعليم في اليمن؟ ومتى نلحق بقطار العالم في التطور والتقدم ونواكب عصر السرعة؟". وفي الوقت الذي يؤكد فيه أحد طلاب المستوى الثالث بكلية التربية (ع. أ) أنهم استلموا نتائج امتحانات جميع مواد الفصل الدراسي الأول، يشير طالب آخر في كلية الهندسة إلى أنه لن يتم الإعلان عن نتيجة امتحان مادة "هندسة قوى". وبرغم أنه لا يشعر بأي قلق من نتيجة هذه المادة إلا أنه أكد أن هناك طلابا يعيشون حالة من القلق، خصوصا وأن من بينهم من عليه مادتان من السنة السابقة، ومعنى سقوطه في هذه المادة أنه سيبقى سنة إضافية.
لا تتحمل أي مسؤولية
توجهت "السياسية" بعد ذلك إلى إدارة الامتحانات بجامعة صنعاء لتتقصى الحقيقة وما وراءها، والتقت هناك نائب مدير الإدارة، محمد الظبري، وسألته عن سبب المشكلة وهل هناك نتائج مواد يتم حجزها لديهم، فأجاب: "السبب هم الأكاديميون (مدرسي المواد)"، وأن إدارته لا تتحمل أي مسؤولية بهذا الموضوع، حيث تقوم بالإعلان عن النتائج بعد وصولها من مدرس المادة.
ماذا يقول الأساتذة؟
أحد الأكاديميين في كلية التجارة (أستاذ مادة العلوم السياسية) أكد أن نتائج امتحان هذه المادة بالنسبة لطلاب النظام العام سلمت قبل فترة للكنترول، وأن نتيجة طلاب النظام الموازي في المادة نفسها ستسلم قريباً. وأشار إلى أن عمادة الكلية هي المعنية بإفادتنا حول هذا الموضوع. في المقابل أوضح الاكاديمي في كلية الهندسة، الدكتور محمد علي نصر، أستاذ مادة "هندسة قوى"، أن السبب الرئيسي في هذا الشأن هو انشغال الأستاذ بالتدريس صباحاً ومساء (ضيق الوقت والكثافة طلابية). وقال: "أنا شخصياً لا يوجد لدي وقت للتصحيح إلا يومين في الأسبوع وأدرس بقية أيام الأسبوع طلاب النظام العام صباحاً والموازي مساءً، أكثر من 450 طالبا. أما بالنسبة لمادة هندسة قوى فهي ليست تخصصي وبعد أن حدث إضراب من الطلاب عن الدراسة فيها وتدخلت عمادة الكلية قمت بتدريسها خلال الشهر الأخير من الفصل الدراسي الأول وأثناء الامتحانات أيضاً وهو أحد أسباب التأخر عن إعلان نتائجها"، مشيراً إلى أنه كان عضواً في اللجنة الإشرافية على الامتحانات في الفصل الدراسي الأول، وهو ما شغله عن التصحيح، خصوصاً وأن إجازة ما بين الفصلين الدراسيين أسبوع واحد فقط ومن الصعب تصحيح جميع دفاتر الطلاب في هذه الفترة، أعقبها -حد قوله- انشغاله بالتدريس في الفصل الدراسي الثاني.
مبررات وأسباب التأخير
من جهته أكد عميد كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء، الدكتور سعيد أحمد حسن، أن الكثافة الطلابية في الكلية تشكل عقبة كبيرة، سواء فيما يخص التدريس وإلقاء المحاضرات أم نتائج الامتحانات، وأن في بعض المستويات أكثر من 2500 طالب وطالبة في مستوى واحد، مما يعني أن مدرس المادة يحتاج إلى كم من الوقت للتصحيح.ونوه بأن الطالب الجامعي قد يكون أيضا أحد أسباب تأخير إعلان نتائج بعض المواد، كون الكثير منهم يكتبون بخط سيئ ويحتاج الأستاذ لكي يدقق في التصحيح ولا يظلم أحدا إلى وقت أطول مما هو متاح، إلى جانب أن بعض الدكاترة لديهم أعمال والتزامات أخرى معظمها متعلقة بالدولة أو إشكالات أو يسافر بعضهم إلى الخارج بهدف العلاج وغيره مما يسبب تأخير إعلان النتائج.
15 بالمائة لم يعلن عنها"حسن"، برغم اعترافه بوجود المشكلة وآثارها على الطالب، أكد أن معظم نتائج مواد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية التجارة لهذا العام تم الإعلان عنها وهي بنسبة 85 بالمائة، أما التي لم يعلن عنها حتى الآن فهي 15 بالمائة موزعة ما بين الأساتذة والكنترول. وأشار إلى أن عمادة الكلية تحرص على أن تظهر نتائج المواد في موعدها المحدد، وتقوم بالمتابعة المستمرة للأساتذة، حيث تعطي للمواد المحاسبية بحكم العدد الكبير من الطلاب فترة زمنية لمدة شهرين بعدها يسلم الأستاذ النتائج، أما المواد غير المحاسبية شهر واحد.
إهمال بعض الأساتذة
من جانبه أكد نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية، الدكتور أحمد الكبسي، أن من الخطأ أن يتأخر إعلان نتائج الامتحانات ويجب أن تظهر في مواعيدها، موضحا أنه يمكن للطلاب أن يمارسوا حقوقهم الديمقراطية عن طريق تقديم عرائض بتوقيعاتهم لعمداء الكليات أو بالاعتصام أمام مكتب العميد أو الأستاذ للمطالبة بنتائج الامتحانات، معتبرا أنها من الحقوق المشروعة التي تعطي الطالب حق التعبير عن رأيه. وأرجع الكبسي سبب تأخير إعلان النتائج إلى الكثافة الطلابية في بعض الكليات والإهمال من قبل بعض الأساتذة، مطالبا الطلاب بالمطالبة بحقوقهم، "خصوصا وأننا مجتمع مرتكز على الديمقراطية والتعددية السياسية". كما طالب "الزملاء (الأساتذة) بأن يتذكروا أنهم كانوا في يوم من الأيام طلابا". وأضاف: "عندما كنت طالبا كنت أنتظر في الثانية بعد منتصف الليل نتيجتي أمام بوابة الكنترول".
(السياسية) ـ تحقيق غمدان الدقيمي:

هناك تعليق واحد:

  1. الزميل الفاضل لقد مررت بمدونتك بالصدفة وأرجو التواصل لك تحياتي

    ردحذف