احتضنت أمانة العاصمة خلال الفترة من 25 إلى 30 مايو 2010 معرض صنعاء الدولي التجاري السادس، الذي نظمته وزارة الصناعة والتجارة بالتنسيق مع شركة أبوللو للمعارض الدولية بمركز أكسبو بصنعاء، وبدعم من الاتحاد العام للغرف التجارية والغرفة التجارية والصناعية بالأمانة, وشارك فيه حوالي 280 شركة عربية وأجنبية. "السياسية" تجولت بين أجنحة المعرض قبل اختتامه بيوم واحد، واستطلعت آراء بعض المشاركين حول قضايا عديدة، وخرجت بالحصيلة التالية.
تزايدت الأهمية التجارية والاقتصادية للمعارض التجارية؛ كونها تظاهرة عالمية تتيح الفرصة لإنجاح سياسة الترويج والتسويق للسلع والخدمات التي تنتجها الدول المشاركة في المعرض, وتعمل على اتساع قاعدة السوق والتعرف على احتياجات المستهلكين وقدرة السلع والخدمات على المنافسة, ولها أيضا دور حاسم في تنشيط التجارة وتحسين العلاقات بين المنتج والجمهور, وتعتبر أهم وسائل تعميق الصلات الاقتصادية والتجارية بين الدول والشعوب، وصنع علاقة مستمرة وقوية وتنمية الاقتصاد, بالإضافة إلى كونها منافذ خلفية لفتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية وغيرها.
ذلك ما يؤكده مهتمون واقتصاديون يمنيون، وكذا وزارة الصناعة والتجارة اليمنية، ممثلة بوزيرها الدكتور يحيى المتوكل، والتي سعت خلال ستة أعوام متتالية بالتنسيق مع شركة أبوللو للمعارض الدولية إلى تنظيم مثل هذه المعارض لتحقيق الأهداف المرجوة. وبالرغم من تلك الجهود فإنها لا تزال مبتورة، بحسب المشاركين في المعارض.
ترويج ضعيف
مدير الجناح الكويتي عبد الله المطيري وصف مشاركة الكويت في المعرض هذا العام بالمتميزة وشارك فيه 20 مصنعا كويتيا وهيئتان حكوميتان (صناعة الشتر, والأغذية, والمنتجات القطنية, الإرشادات المرورية, مصانع المنتجات الكيماوية, ومنتجات الحديد, والأدوات الكهربائية وغيرها). وأوضح أنه برغم أن الإقبال على محتويات الجناح الكويتي كان متميزا وبجهود القائمين على المعرض, فإن مستوى الترويج والدعاية المسبقة للمعرض كان ضعيفا جدا أو يكاد يكون مفقودا، ومثله الدور الإعلامي المغيب تماما قبل وخلال فترة إقامة المعرض, وبشهادة مدراء المصانع الكويتية، حد قوله.
وأوضح أن الهدف من مشاركة الكويت في المعرض هو الاستثمار في اليمن، والذي لن يتحقق -حد قوله- إلا بمشاركة رجال الأعمال اليمنيين في مثل هذه المعارض, وهو ما لم يتحقق في المعرض الحالي. ويتمنى المطيري الازدهار والتطور لليمن, وأن يتلافى القائمون على هذه المعارض مستقبلا الإشكاليات التي رافقت المعرض السادس، كما سبق شرحها، ووضع خطة إعلامية موضوعية خاصة؛ كونه من أهم الأدوار لتحقيق النجاح لأي معرض، واصطفاف ذوي الخبرة للخروج بالانطباع المأمول. ويوافقه القول نائب مدير جناح الكويت محمد غالب.
لم نحصل على وكيل
إلى ذلك، قدم مدير دائرة المبيعات والتسويق بشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية (إحدى الشركات المشاركة في المعرض)، فيصل الرشود، شرحا مفصلا عن الشركة التي تأسست عام 1961 وأنشطتها والمصانع التابعة لها ومنتجاتها المراقبة حكوميا, لافتا إلى أن الهدف من مشاركتهم في معرض صنعاء الدولي السادس فتح سوق جديدة, والحصول على وكيل يمني لترويج وتوزيع منتجاتهم في اليمن، وهو ما لم يتحقق؛ لضعف الإقبال على المعرض وتقصير القائمين عليه في الترويج الإعلامي.
وفي تقييمه للمعرض بشكل عام ومدى تقبل الشركة للاستثمار في اليمن، قال إن نسبة النجاح لم تتجاوز 10 بالمائة، وأنهم يسعون في البداية إلى تصدير منتجاتهم إلى اليمن لمعرفة السوق اليمنية ومن ثم التفكير بفتح استثمارات من عدمه.
ودعا الرشود إلى ضرورة توسيع مساحة المعرض كما هو الحال في المعارض الخارجية, معتبرا أن المعرض بمساحته وشكله الحالي صغير وفقير, والاهتمام بالترويج للمعارض القادمة إعلاميا خاصة لرجال الأعمال قبل بدء المعرض بفترة وإغرائهم بهدف الحضور أسوة بالمعارض الأخرى, موضحا أن ذلك ما لم يلمسه في المعرض.
إشكالية دخول العينات
مدير الجناح الأردني في المعرض، محمد أبو طالب، أكد أنهم واجهوا إشكالية وصعوبات في إدخال العينات الأردنية إلى المعرض, وأن القائمين على الجمرك في مطار صنعاء لم يتساهلوا معهم في إدخال العينات وقاموا بفحصها فحصا دقيقا وفرزها قطعة قطعة، وهو ما أدى إلى تأخير وصولها إلى قبل افتتاح المعرض بـ12 ساعة، برغم أنها (البضاعة) باسم المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، المنظمة للجناح الأردني في المعرض, إلى جانب إشكالية تخليص البضائع، لافتا إلى أن القائمين على الجمارك لا يعلمون شيئا عن المعرض وموعده، بسبب عدم التنسيق من قبل إدارة المعرض مع الجهات التي سيتعامل معها المشاركون الوافدون من الخارج.
وأوضح أبو طالب أن المعارض الناجحة تعتمد على مخلص واحد بدلا من عدة مخلصين، وهو ما ينبغي أن ينتهجه اليمن في المعارض القادمة, مؤكدا ضعف الدعاية والإعلان والترويج للمعرض وإشكاليات الديكور (الرفوف والطاولات والكراسي وغيرها) التي واجهتهم ليلة افتتاح المعرض حيث لم تكن جاهزة.
واعتبر أن السوق اليمنية تقليدية، وأن المنتجات الأردنية متواجدة فيه منذ القدم, وأن مشاركتهم هذا العام، والتي احتلت أكبر جناح بين الدول العربية المشاركة: 366 مترا لأربعين شركة بمختلف الصناعات والخدمات وأهمها الخدمات الصحية بواقع ستة مستشفيات تمثل خيرة مستشفيات الأردن؛ ليست إلا محاولة لتعزيز المنتجات الأردنية في السوق اليمنية وإدخال منتجات جديدة, منوها بأن مستوى الإقبال على الجناح الأردني ضعيف كما، وممتاز نوعا.
ونوه أبو طالب بأهمية الاستثمار في اليمن، سواء من قبل رؤوس الأموال الأردنية أو العربية والأجنبية بشكل عام، كونه سوقا واعدة وعدد سكانه يتجاوز 23 مليون نسمة.
الإقبال سيئ
جناح المملكة العربية السعودية كان حاضرا وبمشاركة 18 شركة ومصنعا عرضت مختلف منتجاتها في المعرض. وبرغم ذلك أكد مصدر مسؤول في إدارة الجناح -فضل عدم ذكر اسمه- أن نسبة الإقبال بالنسبة لرجال الأعمال سيئة جدا ونسبة المبيعات غير مرضية, موضحا عدم وجود تغطية إعلامية كافية ولا ترويج كافي للمعرض, ناهيك عن المعوقات الأخرى المتمثلة في التخليص والجمارك وغيرها.
وأشار المصدر السعودي إلى أن معرض صنعاء الدولي السادس لا يتوقف على الاستثمار في اليمن من عدمه, وأن العلاقات الأخوية اليمنية السعودية قديمة ومستمرة واستثمارات السعوديين في اليمن لن تتوقف.
منتجاتنا تذهل العالم
معاناة الجناح اليمني المشارك في المعرض (صنع في اليمن) بدت واضحة، وذلك من خلال المعوقات التي يشكو منها ممثلو الشركات المشاركة. يقول ممثل شركة الحاج وديع التميمي في المعرض إن أبرز المعوقات التي واجهتهم ضعف تسويق المعرض للمعرض وعدم وجود زوار ولا مهتمين في مجال الكهرباء, محملا إدارة المعرض مسؤولية التقصير في هذا الجانب، برغم أهميته، خاصة الترويج للمنتجات اليمنية والتي أذهلت كثيرا من الوافدين، كونها جمعت وفقا للسندرات العالمية.
في المقابل أكد ممثل شركة البحر الأحمر في الجناح اليمني، طلال ناجي، إشكالية عدم توافد الزوار وتقصير القائمين على المعرض في مستوى الترويج كما كان الحال في المعارض السابقة, مشيرا إلى أن اليمن دولة مصنعة ومصدرة لأرقى المنتجات، وأنه يجب على المعنيين في الجهات الحكومية والقائمين على المعارض الدولية تحفيز وتشجيع المنتج اليمني ودعمه لأهميته في النهوض بالاقتصاد والواقع المعيشي.
إقبال جيد
من جهته أكد مدير الجناح المصري، أشرف مشعل، أن أبرز المعوقات التي واجهتهم الجمارك والرقم الضريبي, لافتا إلى أن 15 شركة مصرية شاركت في المعرض بمختلف المنتجات، وأن نسبة الإقبال على المنتجات المصرية جيدة. وبالرغم من ذلك أوضح أنهم لم يحصلوا على وكلاء جادين لتسويق منتجاتهم المصرية في السوق اليمنية؛ كون ذلك من أهم أهداف مشاركة مصر, منوها في ذات الوقت باستعداد الشركات المصرية للاستثمار في اليمن.
بحجة العيد الوطني
حملنا تلك الإشكاليات والشكاوى واتجهنا صوب إدارة المعرض والتقينا هناك مدير العلاقات العامة والدعاية عبد الوهاب الهتار، الذي أوضح أن عدد الدول التي شاركت في المعرض 10 دول، منها ثمان عربية إلى جانب إندونيسيا والصين، تمثلها ما يقارب 280 شركة تبحث عن وكلاء لمنتجاتها وفتح خطوط مع رجال الأعمال اليمنيين، معظمها وفقت في ذلك.
وفيما يتعلق بغياب الترويج بحسب المشاركين بين الهتار أن إقامة المعرض بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني العشرين للوحدة اليمنية المباركة كان له رد فعل لم يتوقعه المنظمون, أدى ذلك إلى منع الجهات الحكومية للمنظمين من تعليق اللوحات الخاصة بالمعرض في الشوارع بحجة العيد الوطني، حتى ولو كان بتصريح رسمي, وأنه تم إيقاف جميع التصاريح المتعلقة بهذا الشأن وبمذكرات رسمية. وزاد: "كما تزامن المعرض مع قرب موعد اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري لطلاب المدارس، وبحكم أن رجال الأعمال آباء فأعتقد أنهم انصرفوا لمتابعة أبنائهم. وبالرغم من ذلك قمنا بحملة إعلامية ترويجية للمعرض في مختلف محافظات الجمهورية وبموجب تعميمات الغرف التجارية والصناعية بالمحافظات ورسائل الهاتف السيار والإعلانات بمختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, ومعظم الشركات المشاركة في المعرض حققت أهدافها، ولكن طبيعة التاجر دائما طلب المزيد والأكثر, والدليل على صحة قولنا ما سنلاحظه في المعرض القادم من توسع في إقبال الشركات الأجنبية والعربية، وهو ما يؤكد أنهم مستفيدون".
لجنة جمركية
وفيما يتعلق بإشكاليات الجمارك والتخليص، قال الهتار: "قبل بدء المعرض وجهنا مذكرات مسبقة من وزارة الصناعة والتجارة إلى مصلحة الجمارك، وبموجبها وجهة المصلحة مذكرات إلى كافة المنافذ بهدف إدخال البضائع الخاصة بالشركات المشاركة بالمعرض بعد استيفاء الرسوم. ولكن، مع احترامنا، كل مدير في المنافذ الجمركية لا يهتم بالأوامر العليا, وهو ما يؤدي إلى التعنت في بضائع الشركات والتي يتعرض بعضها للتلف, لذا نرجو خلال المعارض القادمة أن تشكل مصلحة الجمارك لجنة خاصة بترصيص البضائع وترسيمها ومرافقتها إلى جمرك صنعاء أو أرض المعرض, علما بأن معظم تلك البضائع للعرض عينات ويتم إعادة تصديرها، بينما توزع المواد الدعائية, وفيما يخص التخليص فهناك شركة واحدة معنية بهذا الأمر".
وحول إشكاليات عدم توفر الرفوف والطاولات والكراسي داخل المعرض نفى الهتار صحة ذلك, مبينا أن المستثمر المالك للمعرض خسر ملايين الريالات في هذا الاستثمار ولم يحصل على العائد المطلوب؛ لعدة أسباب، منها الأزمات الاقتصادية, وأنه لدى المعرض خطة لإبراز المركز الذي لم يستغل حتى 60 بالمائة من إمكانياته وخدماته حتى الآن، حد قوله.
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:
تزايدت الأهمية التجارية والاقتصادية للمعارض التجارية؛ كونها تظاهرة عالمية تتيح الفرصة لإنجاح سياسة الترويج والتسويق للسلع والخدمات التي تنتجها الدول المشاركة في المعرض, وتعمل على اتساع قاعدة السوق والتعرف على احتياجات المستهلكين وقدرة السلع والخدمات على المنافسة, ولها أيضا دور حاسم في تنشيط التجارة وتحسين العلاقات بين المنتج والجمهور, وتعتبر أهم وسائل تعميق الصلات الاقتصادية والتجارية بين الدول والشعوب، وصنع علاقة مستمرة وقوية وتنمية الاقتصاد, بالإضافة إلى كونها منافذ خلفية لفتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية وغيرها.
ذلك ما يؤكده مهتمون واقتصاديون يمنيون، وكذا وزارة الصناعة والتجارة اليمنية، ممثلة بوزيرها الدكتور يحيى المتوكل، والتي سعت خلال ستة أعوام متتالية بالتنسيق مع شركة أبوللو للمعارض الدولية إلى تنظيم مثل هذه المعارض لتحقيق الأهداف المرجوة. وبالرغم من تلك الجهود فإنها لا تزال مبتورة، بحسب المشاركين في المعارض.
ترويج ضعيف
مدير الجناح الكويتي عبد الله المطيري وصف مشاركة الكويت في المعرض هذا العام بالمتميزة وشارك فيه 20 مصنعا كويتيا وهيئتان حكوميتان (صناعة الشتر, والأغذية, والمنتجات القطنية, الإرشادات المرورية, مصانع المنتجات الكيماوية, ومنتجات الحديد, والأدوات الكهربائية وغيرها). وأوضح أنه برغم أن الإقبال على محتويات الجناح الكويتي كان متميزا وبجهود القائمين على المعرض, فإن مستوى الترويج والدعاية المسبقة للمعرض كان ضعيفا جدا أو يكاد يكون مفقودا، ومثله الدور الإعلامي المغيب تماما قبل وخلال فترة إقامة المعرض, وبشهادة مدراء المصانع الكويتية، حد قوله.
وأوضح أن الهدف من مشاركة الكويت في المعرض هو الاستثمار في اليمن، والذي لن يتحقق -حد قوله- إلا بمشاركة رجال الأعمال اليمنيين في مثل هذه المعارض, وهو ما لم يتحقق في المعرض الحالي. ويتمنى المطيري الازدهار والتطور لليمن, وأن يتلافى القائمون على هذه المعارض مستقبلا الإشكاليات التي رافقت المعرض السادس، كما سبق شرحها، ووضع خطة إعلامية موضوعية خاصة؛ كونه من أهم الأدوار لتحقيق النجاح لأي معرض، واصطفاف ذوي الخبرة للخروج بالانطباع المأمول. ويوافقه القول نائب مدير جناح الكويت محمد غالب.
لم نحصل على وكيل
إلى ذلك، قدم مدير دائرة المبيعات والتسويق بشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية (إحدى الشركات المشاركة في المعرض)، فيصل الرشود، شرحا مفصلا عن الشركة التي تأسست عام 1961 وأنشطتها والمصانع التابعة لها ومنتجاتها المراقبة حكوميا, لافتا إلى أن الهدف من مشاركتهم في معرض صنعاء الدولي السادس فتح سوق جديدة, والحصول على وكيل يمني لترويج وتوزيع منتجاتهم في اليمن، وهو ما لم يتحقق؛ لضعف الإقبال على المعرض وتقصير القائمين عليه في الترويج الإعلامي.
وفي تقييمه للمعرض بشكل عام ومدى تقبل الشركة للاستثمار في اليمن، قال إن نسبة النجاح لم تتجاوز 10 بالمائة، وأنهم يسعون في البداية إلى تصدير منتجاتهم إلى اليمن لمعرفة السوق اليمنية ومن ثم التفكير بفتح استثمارات من عدمه.
ودعا الرشود إلى ضرورة توسيع مساحة المعرض كما هو الحال في المعارض الخارجية, معتبرا أن المعرض بمساحته وشكله الحالي صغير وفقير, والاهتمام بالترويج للمعارض القادمة إعلاميا خاصة لرجال الأعمال قبل بدء المعرض بفترة وإغرائهم بهدف الحضور أسوة بالمعارض الأخرى, موضحا أن ذلك ما لم يلمسه في المعرض.
إشكالية دخول العينات
مدير الجناح الأردني في المعرض، محمد أبو طالب، أكد أنهم واجهوا إشكالية وصعوبات في إدخال العينات الأردنية إلى المعرض, وأن القائمين على الجمرك في مطار صنعاء لم يتساهلوا معهم في إدخال العينات وقاموا بفحصها فحصا دقيقا وفرزها قطعة قطعة، وهو ما أدى إلى تأخير وصولها إلى قبل افتتاح المعرض بـ12 ساعة، برغم أنها (البضاعة) باسم المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، المنظمة للجناح الأردني في المعرض, إلى جانب إشكالية تخليص البضائع، لافتا إلى أن القائمين على الجمارك لا يعلمون شيئا عن المعرض وموعده، بسبب عدم التنسيق من قبل إدارة المعرض مع الجهات التي سيتعامل معها المشاركون الوافدون من الخارج.
وأوضح أبو طالب أن المعارض الناجحة تعتمد على مخلص واحد بدلا من عدة مخلصين، وهو ما ينبغي أن ينتهجه اليمن في المعارض القادمة, مؤكدا ضعف الدعاية والإعلان والترويج للمعرض وإشكاليات الديكور (الرفوف والطاولات والكراسي وغيرها) التي واجهتهم ليلة افتتاح المعرض حيث لم تكن جاهزة.
واعتبر أن السوق اليمنية تقليدية، وأن المنتجات الأردنية متواجدة فيه منذ القدم, وأن مشاركتهم هذا العام، والتي احتلت أكبر جناح بين الدول العربية المشاركة: 366 مترا لأربعين شركة بمختلف الصناعات والخدمات وأهمها الخدمات الصحية بواقع ستة مستشفيات تمثل خيرة مستشفيات الأردن؛ ليست إلا محاولة لتعزيز المنتجات الأردنية في السوق اليمنية وإدخال منتجات جديدة, منوها بأن مستوى الإقبال على الجناح الأردني ضعيف كما، وممتاز نوعا.
ونوه أبو طالب بأهمية الاستثمار في اليمن، سواء من قبل رؤوس الأموال الأردنية أو العربية والأجنبية بشكل عام، كونه سوقا واعدة وعدد سكانه يتجاوز 23 مليون نسمة.
الإقبال سيئ
جناح المملكة العربية السعودية كان حاضرا وبمشاركة 18 شركة ومصنعا عرضت مختلف منتجاتها في المعرض. وبرغم ذلك أكد مصدر مسؤول في إدارة الجناح -فضل عدم ذكر اسمه- أن نسبة الإقبال بالنسبة لرجال الأعمال سيئة جدا ونسبة المبيعات غير مرضية, موضحا عدم وجود تغطية إعلامية كافية ولا ترويج كافي للمعرض, ناهيك عن المعوقات الأخرى المتمثلة في التخليص والجمارك وغيرها.
وأشار المصدر السعودي إلى أن معرض صنعاء الدولي السادس لا يتوقف على الاستثمار في اليمن من عدمه, وأن العلاقات الأخوية اليمنية السعودية قديمة ومستمرة واستثمارات السعوديين في اليمن لن تتوقف.
منتجاتنا تذهل العالم
معاناة الجناح اليمني المشارك في المعرض (صنع في اليمن) بدت واضحة، وذلك من خلال المعوقات التي يشكو منها ممثلو الشركات المشاركة. يقول ممثل شركة الحاج وديع التميمي في المعرض إن أبرز المعوقات التي واجهتهم ضعف تسويق المعرض للمعرض وعدم وجود زوار ولا مهتمين في مجال الكهرباء, محملا إدارة المعرض مسؤولية التقصير في هذا الجانب، برغم أهميته، خاصة الترويج للمنتجات اليمنية والتي أذهلت كثيرا من الوافدين، كونها جمعت وفقا للسندرات العالمية.
في المقابل أكد ممثل شركة البحر الأحمر في الجناح اليمني، طلال ناجي، إشكالية عدم توافد الزوار وتقصير القائمين على المعرض في مستوى الترويج كما كان الحال في المعارض السابقة, مشيرا إلى أن اليمن دولة مصنعة ومصدرة لأرقى المنتجات، وأنه يجب على المعنيين في الجهات الحكومية والقائمين على المعارض الدولية تحفيز وتشجيع المنتج اليمني ودعمه لأهميته في النهوض بالاقتصاد والواقع المعيشي.
إقبال جيد
من جهته أكد مدير الجناح المصري، أشرف مشعل، أن أبرز المعوقات التي واجهتهم الجمارك والرقم الضريبي, لافتا إلى أن 15 شركة مصرية شاركت في المعرض بمختلف المنتجات، وأن نسبة الإقبال على المنتجات المصرية جيدة. وبالرغم من ذلك أوضح أنهم لم يحصلوا على وكلاء جادين لتسويق منتجاتهم المصرية في السوق اليمنية؛ كون ذلك من أهم أهداف مشاركة مصر, منوها في ذات الوقت باستعداد الشركات المصرية للاستثمار في اليمن.
بحجة العيد الوطني
حملنا تلك الإشكاليات والشكاوى واتجهنا صوب إدارة المعرض والتقينا هناك مدير العلاقات العامة والدعاية عبد الوهاب الهتار، الذي أوضح أن عدد الدول التي شاركت في المعرض 10 دول، منها ثمان عربية إلى جانب إندونيسيا والصين، تمثلها ما يقارب 280 شركة تبحث عن وكلاء لمنتجاتها وفتح خطوط مع رجال الأعمال اليمنيين، معظمها وفقت في ذلك.
وفيما يتعلق بغياب الترويج بحسب المشاركين بين الهتار أن إقامة المعرض بالتزامن مع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الوطني العشرين للوحدة اليمنية المباركة كان له رد فعل لم يتوقعه المنظمون, أدى ذلك إلى منع الجهات الحكومية للمنظمين من تعليق اللوحات الخاصة بالمعرض في الشوارع بحجة العيد الوطني، حتى ولو كان بتصريح رسمي, وأنه تم إيقاف جميع التصاريح المتعلقة بهذا الشأن وبمذكرات رسمية. وزاد: "كما تزامن المعرض مع قرب موعد اختبارات الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري لطلاب المدارس، وبحكم أن رجال الأعمال آباء فأعتقد أنهم انصرفوا لمتابعة أبنائهم. وبالرغم من ذلك قمنا بحملة إعلامية ترويجية للمعرض في مختلف محافظات الجمهورية وبموجب تعميمات الغرف التجارية والصناعية بالمحافظات ورسائل الهاتف السيار والإعلانات بمختلف وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية, ومعظم الشركات المشاركة في المعرض حققت أهدافها، ولكن طبيعة التاجر دائما طلب المزيد والأكثر, والدليل على صحة قولنا ما سنلاحظه في المعرض القادم من توسع في إقبال الشركات الأجنبية والعربية، وهو ما يؤكد أنهم مستفيدون".
لجنة جمركية
وفيما يتعلق بإشكاليات الجمارك والتخليص، قال الهتار: "قبل بدء المعرض وجهنا مذكرات مسبقة من وزارة الصناعة والتجارة إلى مصلحة الجمارك، وبموجبها وجهة المصلحة مذكرات إلى كافة المنافذ بهدف إدخال البضائع الخاصة بالشركات المشاركة بالمعرض بعد استيفاء الرسوم. ولكن، مع احترامنا، كل مدير في المنافذ الجمركية لا يهتم بالأوامر العليا, وهو ما يؤدي إلى التعنت في بضائع الشركات والتي يتعرض بعضها للتلف, لذا نرجو خلال المعارض القادمة أن تشكل مصلحة الجمارك لجنة خاصة بترصيص البضائع وترسيمها ومرافقتها إلى جمرك صنعاء أو أرض المعرض, علما بأن معظم تلك البضائع للعرض عينات ويتم إعادة تصديرها، بينما توزع المواد الدعائية, وفيما يخص التخليص فهناك شركة واحدة معنية بهذا الأمر".
وحول إشكاليات عدم توفر الرفوف والطاولات والكراسي داخل المعرض نفى الهتار صحة ذلك, مبينا أن المستثمر المالك للمعرض خسر ملايين الريالات في هذا الاستثمار ولم يحصل على العائد المطلوب؛ لعدة أسباب، منها الأزمات الاقتصادية, وأنه لدى المعرض خطة لإبراز المركز الذي لم يستغل حتى 60 بالمائة من إمكانياته وخدماته حتى الآن، حد قوله.
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق