الأحد، 14 يونيو 2009

عدم توفر كادر مؤهل لاستقبال السياح مشكلة ينبغي حبها

قال رئيس لجنة البيئة والسياحة بمجلس الشورى، عبد الحميد الحدي، إن السياحة في اليمن قطاع واعد يمكن أن يحتل المرتبة الأولى بدلا من المرتبة الثانية حاليا بعد الزراعة كمورد اقتصادي هام لليمن، وأن هناك عدة صعوبات تقف أمامه، منوها بأن السياحة والجهود التي تبذل للارتقاء بها لو تسلم من الأحداث الأمنية التي تقع من وقت لآخر لربما كان وضعها أفضل بكثير مما هو موجود، وأنهم يولون هذا القطاع جهدا كبيرا جدا لتحسينه. وأشار الحدي في تصريح خاص إلى "السياسية" إلى أن قطاع السياحة شهد تطورا سريعا وكبيرا منذ إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة خاصة بعد أن أنشئت وزارة خاصة به (وزارة السياحة) إلى جانب مجلس الترويج السياحي كمساعد لخطط وبرامج السياحة. في المقابل أوضح الحدي أنه ونتيجة لعدم استيعاب وفهم خصوصية وأهمية التواصل والتعاون بين وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي من جهة وبين الجمعيات السياحية ومجلس رجال أعمال السياحة "الخاص" من جهة أخرى، لا توجد أي معلومات إحصائية دقيقة سواء فيما يتعلق بالنشاط الكلي أم المنشآت السياحية من وكالات سفر وسياحة وطيران ووسائل نقل داخلية ومنشآت فندقية إلى جانب تتبع الأماكن الأثرية والسياحية التي من الممكن أن تكون المستهدفة من السائح الأجنبي. وأوضح أن السياحة في اليمن مازالت سياحة ثقافية أكثر مما هي ترفيهية، وذلك بحكم العادات والتقاليد وعدم توفر وسائل السياحة التي نطمح أن تكون في بلدنا وهي ما يسمى بالمرونة السياحية الشعبية، حد قوله.
إشكاليات السياحة
وذكر الحدي عدة إشكاليات تقف عائقا أمام هذا القطاع، منها: "عدم توفر الكادر الخاص باستقبال السياح الأجانب في المنافذ البرية والبحرية التي يفترض معالجتها وعدم التزام وكالات السفر والسياحة بشروط العقد الذي وصل على أساسه السائح الأجنبي إلى اليمن، بمعنى أن الخدمة التي توفر للسياح عندما يصلون إلى اليمن دون المستوى التي تعاقدوا عليه في بلده المصدر للسياح"، مطالبا بضرورة تشديد الرقابة من قبل مجلس الترويج السياحي والوزارة على أصحاب وكالات السفر والسياحة في هذا الجانب، والذين دعاهم إلى أن يرتقوا إلى المستوى اللائق بالنسبة للتعامل المبني على الثقة بينهم وبين وكالات السفر والسياحة في البلدان المصدرة خاصة في ايطاليا وألمانيا وأسبانيا. كما طالب الحدي بضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية وبالذات الشرطة السياحية التي يجب أن تعطى إمكانيات كبيرة لكي تقوم بمهمتها الأساسية في هذا الجانب، موضحا ضرورة أن تشارك شركات الطيران في مجلس الترويج السياحي وفي الدراسات التي تعدها لجنة البيئة والسياحة بمجلس الشورى، خاصة وأنه "إلى اليوم لم تتعاون قط، مع احترامنا لهم" حد قوله، وأنه لا يوجد لديهم القدرة على أن يتعاونوا مع ما يناقش في مجلس الشورى في ما يتعلق بهذا الجانب، برغم أن الطيران أهم وسيلة رئيسية لوصول السائح من وإلى اليمن.
وزاد الحدي فيما يخص الإشكاليات التي تواجه قطاع السياحة: "نتمنى ونأمل من وكالات السفر وجمعيات السياحة موافاة لجنة السياحة والبيئة في المجلس بكل جديد لديهم، سواء الإحصاءات بالنسبة للسياح أم تصنيف المواقع السياحية والأثرية وأماكنها ومستوى الخدمة التي تقدم من خلال المنشآت السياحية القائمة"، معتبرا أن هذه المعلومات بالنسبة للجنة مهمة جدا وستساعدها على بلورة أفكار جديدة تساعد المؤسسات ذات العلاقة بالجانب التنفيذي على تطوير أدائها ووضع التصورات الجديدة للخطط والبرامج المستقبلية، خصوصا وأن دور الجنة القيام بدراسات حول هذا القطاع وقطاع البيئة، إلا أنها تعتمد حاليا بالدرجة الرئيسية على دراسات علمية بحتة والمعلومات التي تقدم من الجهات الرسمية دون الاستفادة من معرفة جوانب القصور والنجاح في هذا القطاع الحيوي والهام للاقتصاد اليمني. وأكد الحدي أن لجنة البيئة والسياحة بمجلس الشورى في الوقت الحاضر بصدد وضع دراسة خاصة بالإصحاح البيئي تليها دراسة في مجال السياحة (المنشآت السياحية، خاصة فيما يتعلق بتصنيفها والخدمة التي تقدمها) وأنهم سيركزون على السياحة الداخلية نظرا للأحداث الأمنية التي حدثت مؤخرا وتردد بعض السياح الأجانب من المجيء إلى اليمن.
التركيز على السياحة الداخلية
واستطرد قائلا: "برغم أن عندي معلومات مؤكدة تشير إلى أن السياحة الخارجية لم تتأثر على الإطلاق رغم الأحداث الأخيرة التي حدثت في صنعاء وحضرموت، ولكن علينا أن نركز على السياحة الداخلية، باعتبارها ستساعدنا لتحقيق أكبر قدر من الجوانب الإيجابية لوضعنا في اليمن، وبالذات أنه إذا تم تنظيمها على شكل أفواج سياحية، إلى محافظة حضرموت مثلا، معنى ذلك أن ابن تعز أو حجة أو مأرب أو صعدة أو لحج وغيرها يمكن أن يتعرف على الأماكن الأثرية في محافظة حضرموت وفوائد أخرى كثيرة أهمها تعزز الوحدة الوطنية". وأشاد بالمعارض السياحية التي بدأت مؤخرا على المستوى المحلي والدولي من خلال محاولة الترويج للسياحة في اليمن آخرها المعارض التي أقيمت في ألمانيا وايطاليا في شهري فبراير ومارس 2009.
عائدات السياحة
الجدير بالذكر أن إحصائية رسمية صادرة عن وزارة السياحة أوضحت، بحسب وسائل إعلامية، أن قيمة العائدات السياحية في اليمن ارتفعت إلى نحو 450 مليون دولار خلال العام الماضي 2008 وذلك بزيادة تقدر بـ25 مليون دولار عن العام 2007. وبحسب الإحصائية فقد وصل عدد السياح من مختلف الجنسيات الذين زاروا اليمن إلى 404 آلاف و497 سائحاً خلال عام 2008 مقارنة بنحو 378 آلاف و361 سائحاً خلال العام الذي يسبقه. في المقابل شهد مطلع العام 2008 مقتل سائحتين بلجيكيتين وجرح أربعة سياح آخرين في هجوم نفذه مسلحون في منطقة هجرين التاريخية في محافظة حضرموت (شرق البلاد) تلتها ظاهرة الاختطاف الأخيرة في بني ضبيان، جاء ذلك بعد الهجوم الذي استهدف موكب سياح إسبان أمام معبد ملكة سبأ بلقيس في مأرب في 2 تموز (يوليو) 2007 نفذه انتحاري ينتمي لـ"القاعدة" بسيارة ملغومة، وأسفر عن مقتل ثمانية سياح إسبان وشخصين يمنيين. وبحسب مهتمين وأكاديميين أن هذه العمليات الإرهابية شكلت ضربة موجعة لقطاع السياحة الذي يعتبر من أهم الموارد الاقتصادية للبلاد، واعتبروا أن تلك الأعمال لها الأثر السلبي على السياحة وتعكس نظرة سيئة عن اليمن أمام المجتمعات والدول الأخرى وتؤدي إلى عدم تدفق السياح الأجانب إلى اليمن وتخوفهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق