الثلاثاء، 23 يونيو 2009

في امتحان مادة اللغة العربية لطلاب الثانوية

ارتسمت الابتسامة على وجوه طالبات القسم العلمي في مركز مدرسة عائشة للبنات في أمانة العاصمة ورددن عبارة "امتحان بسيط"، لكن الحال اختلفت كثيرا، فبدا الغضب ظاهرا على وجوه طلبة القسم الأدبي، الذين قالوا إن الامتحان لم يكن بالسهل، كما أشار بذلك أيضا الطلاب الذين يؤدون الامتحان في مركز الفاروق بأمانة العاصمة."السياسية" التقت عددا من الطلاب بعد انتهاء امتحان الفترة الأولى من مادة اللغة العربية، واستطلعت آراءهم عن الامتحان، كما تواصلت مع البعض بعد انتهاء الفترة الثانية، وخرجت بالحصيلة التالي:

ماذا يقول الطلاب والطالبات
بداية، سألنا مجموعة من طالبات القسم العلمي بدأت الفرحة على وجوههن، وقلن بصوت وحد كان أسهل من امتحان اليوم الأول، لكن الامتعاض بدا على وجوه أخريات من نفس القسم، اللاتي قُلن إن بعض الأسئلة لم تكن سهلة."قاسم حدى" أحد طلاب الثانوية العامة بمدرسة "الحمزة" يؤدي امتحاناته في مركز "الفاروق" قال: "إن امتحان اليوم (أمس) (مادة اللغة العربية) لا سهل ولا صعب، وأن المراقبين وفروا جوا امتحانيا مناسبا". أما خالد العواضي (طالب ثالث ثانوي علمي) أكد هو الآخر على أن الامتحان كان صعبا قليلا، وأن نسبة إجابته على الأسئلة 50 بالمائة أو أقل.
انتقام من الطلاب
زميلهم نايف الظرفي، الذي إلتقيناه في نفس المركز، يقول: "امتحان مادة اللغة العربية لهذا اليوم صعب جدا، وكأن من وضعه يريد تعجيز الطلاب، والمراقبون أحدثوا إشكالية داخل القاعات، بسبب التلفونات، فينبغي -حد قول الظرفي- أن يكون سحب التلفونات من الطلاب قبيل الدخول إلى قاعات الامتحان، وليس بعد؛ لأن هذا يعمل على تشتيت تركيز الطالب، وهناك مشاكل أيضا، نعانيها تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي خلال هذه الأيام، وندعو الجهات المختصة إلى معالجة هذه المشكلة".
تباين آراء مدراء المراكز مديرة مركز مدرسة عائشة للبنات، فايزة الصايدى، ووكيلة المدرسة، رجاء الشرجبي، أكدن لنا أن الأسئلة واضحة، ولم تكن صعبة، بل كانت مباشرة، ومن داخل المنهج.
من جهته يقول مدير مركز الفاروق الامتحاني، بأمانة العاصمة، خالد الجمرة: "هناك 600 طالب يتبعون ثلاث مدارس أهلية ومدرسة حكومية يؤدون امتحاناتهم الثانوية في هذا المركز، ولكن هذا العدد كبير جدا، فوق قدرة المركز الذي لا يعتبر ملائما؛ نظرا لتباعد المباني المترامية الأطراف، ورغم ذلك توفقنا بالمراقبين والملاحظين الذين يقومون بدور لا يستهان به".
وأكد الجمرة أن أسئلة امتحان مادة اللغة العربية صعب (خلال الفترتين) بل إن الفترة الثانية أصعب بكثير من الفترة الأولى، وأنهم وجدوا شكاوى من كثير من الطلاب، وأضاف: "كما أن الأسئلة ليست متنوعة، ولكن من الطبيعي أن الطالب المذاكر سيجاوب بشكل ممتاز، أما المتغيِّب أثناء فترة التدريس سيواجه إشكالية في امتحان اليوم (أمس)".
إشكاليـــةوأوضح الجمرة أنه في هذا اليوم واجهتهم مشكلة من المواطنين المتجمهرين خارج سور المدرسة، وحدثت إشكالية تتمثل في قيام أحد الأشخاص من خارج المركز بالقفز من أعلى سور المركز إلى الساحة الداخلية بداية اليوم الامتحاني، وقام بسحب أحد أرقام جلوس الطلاب، وبعد ذلك تم القبض عليه، ولكن حتى الآن لم يعاد رقم جلوس الطالب.
لا توجد أية مشكلة
في السياق ذاته، قال مدير المنطقة التعليمية في منطقة شعوب بأمانة العاصمة، محمد الغذيفي: "لدينا في مديرية شعوب 12 مركزا امتحانيا ثانويا، خمسة للبنين وسبعة للبنات، والعملية الامتحانية إلى الآن تسير بشكل جيّد، وبصورة مطمئنة. وهناك تعاون كبير من قبل الأجهزة الأمنية التي تقوم بدورها على أكمل وجه، وبالذات خلال هذا العام، مشيرا إلى أنهم قاموا باختيار مدراء المراكز الامتحانية بعناية، ومن ذوي الكفاءة والنزاهة، وأنه لا توجد أية مشكلة في أي مركز امتحاني، إلا ما ندر، وهي حالات تحدث من خارج سور المركز، والأجهزة الأمنية تقوم بدورها في هذا الجانب".
إنشاء محكمة
تناقلت وسائل الإعلام، أمس الأول (الاثنين)، تصريح لنائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للامتحانات، الدكتور عبدالله الحامدي، حول تنسيقات تجريها وزارة التربية والتعليم حاليا مع الجهات القضائية لإنشاء محكمة مستعجلة للنظر في قضايا المخالفات الامتحانية، مثل: الغش والتزوير والتأثير على سير الامتحانات.
وحول هذا الموضوع، التقينا رئيس قسم الامتحانات بمديرية "الثورة"، أحمد مداعس، خلال تفقده سير عملية الامتحانات في المركز، وأخذنا رأيه في هذه الخطوة، التي وصفها بالـ"الايجابية" جدا، معبِّرا عن أمله أن تطبَّق في أسرع وقت ممكن.
وعلق مداعس بقوله: "إن بعض الطلاب من أمانة العاصمة يحرصون على أن يسجلوا في قُرى حتى يتمكّنوا من الغش، لكن الوزارة في الآونة الأخيرة حدت من ذلك الموضوع، ونقلت جميع الطلاب الذين نقلوا ملفاتهم إلى قُرى من أجل سهولة الامتحان، وأعادتهم إلى مدارسهم التي كانوا فيها".
من جهتها، أثنت فايزة الصايدى على فكرة إنشاء محكمة، وقالت: "نأمل أن تطبّق، وألاّ تظل حبرا على ورق، وأن تطبّق على الجميع دون استثناء". لكنها تستغرب في الوقت نفسه لماذا لم تتم هذه الخطوة منذ بداية العام.
نصائح وإرشادات تربوية ودينية
دعا التربوي فهمي علي الظليل المراقبين والقائمين على مراكز الامتحانات إلى استشعار أمانة المراقبة والترفع عن سفاسف الأمور، وعدم إنزال أنفسهم عند أحقر الحاجيات الدنيوية.
ونصح الظليل طلاب المرحلة الثانوية الذين يؤدون الامتحانات النهائية حاليا بالتطلّع إلى المستقبل والاجتهاد وعدم الاعتماد على الغش، وأن يضعوا في قرارة أنفسهم أن هذا الامتحان هو بداية المشوار للحياة، وليس النهاية كما يعتقد البعض، مؤكدا أنه للعلم بأن ما بُني على خطأ سيظل طوال حياته خطأ.من جانبه، نصح التربوي نصيب ردمان طلاب المرحلة الثانوية بالتقليل من السهر خلال هذه الفترة، وعدم الاعتماد على الغش، وإنما على المعلومات المخزونة في الدماغ، وإزالة القلق أثناء الامتحان، وقراءة الأسئلة بتركيز شديد، والحفاظ على هدوء اللجنة.
وحثّ ردمان الطلاب على ترك ظاهرة تعاطي القات التي تزداد -حد قوله- خلال فترة الامتحانات؛ كونها تسبب توترا عصبيا للطالب ينعكس عليه بشكل سلبي أثناء الامتحان. السهلة أولا والصعبة لاحقافي المقابل، ينصح رجال الدِّين الطلاب بالتوكل على الله، وبيّنوا أهمية الإجابة على الأسئلة حسب الأهمية، والسهلة أولاً والصعبة لاحقا، وكتابة ملاحظات وأفكار أثناء قراءة الأسئلة؛ بهدف استخدامها لاحقا في الإجابة إلى جانب التفكير جيدا في أسئلة اختيار الجواب الصحيح في امتحانات الخيارات المتعددة والتعامل معها وفق التالي: "إذا كنت متأكّدا من الاختيار الصحيح، فإياك والوسوسة، وإذا لم تكن متأكّدا فابدأ بحذف الاحتمالات الخاطئة والمستبعدة ثمّ اختر الجواب الصحيح بناءً على غلبة الظنّ، وإذا خمّنت جوابا صحيحا فلا تغيّره إلا إذا تأكّدت أنّه خاطئ -خصوصا إذا كنت ستفقد نقاطا عند الإجابة الخاطئة- وقد دلّت الأبحاث على أن الجواب الصحيح غالبا هو ما يقع في نفس الطالب أولا".
(السياسية) ـ غمدان الدقيمي وأمرية المريطي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق